– مايسة شوقي: التنسيق لحملات قومية صحية تغطي المناطق المحرومة في مصر وعددها 89
– 2017 يشهد انخفاض في معدل الزيادة السكانية والإنجاب الكلي للسيدات
– أيمن عبدالمجيد: الإعلام يدعم توجه الدولة نحو المستقبل والتوعية من الزيادة السكانية
– إليزابيث شاكر: مشروع قانون لمعاقبة من يساعد في زواج القاصرات أو يزوج قاصرا
– هناء سرور: 64% هي معدل استخدام الوسائل في الجيزة .. و 59% معدل الجمهورية
– طلعت عبدالقوي: يجب الاهتمام بالسكان لأن البشر هم أرقى أنواع الثروات
الإخبارية – سامية الفقى
عقدت مؤخرا، ندوة موسعة بعنوان “السكان .. أساس التنمية” ناقشت القضية السكانية من كافة جوانبها وطرحت رؤى وأفكار مختلفة وبينية لمعالجتها، في غطار دعم الدولة المصرية نحو التقدم والاستقرار، نظمتها جمعية المستقبل للإعلام والتنمية والنهوض بالمرأة بالتعاون مع نقابة الصحفيين، وبحضور شخصيات مسئولة وتنفيذية من وزارات الصحة والسكان والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعي، وخبراء السكان والاحصاء السكاني، والبرلمان، والجمعيات الأهلية، والمجتمع المدني، والإعلام.
يأتي ذلك في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالاهتمام بالملف السكاني، والمشاركة الفاعلة بين الحكومة والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية، تزامنا مع احتفالات مصر والعالم بالفعاليات السكانية يوليو الجاري.
افتتح الكاتب الصحفي محمود جودة منسق الندوة، الفعالية، وأكد على أن القيادة السياسية تولي القضية السكانية اهتماما خاصا، لما لها من تأثير سلبي على الاقتصاد، والتعليم، والصحة، وكافة مجالات الحياة.
حيث أن حلها يمكننا من الخروج من عنق الزجاجة، وخلق أجيال سليمة صحيا ومتعلمة، وقادرة على تحمل المسئولية، كنموذج للشعب المصري الواعي، المدرك بحقيقة ما يحيث ببلده من مخاطر جمة، نظرا لأنها مصر، سواء باستهداف داخلي أو خارجي، ولكن علينا نحن أبناؤها حمايتها، ومساندة القيادة السياسية الرشيدة في الصبو نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وتبديل الوضع الحالي من ضيق في العيش وكساد في النمو، إلى حياة كريمة يرضى عنها المواطن المصري، وترضى عنها الأجيال المقبلة.
واجتماعنا اليوم، هو لدعم الدولة المصرية، الكيان، بكل ما نؤتى من قوة وعزيمة، والوصول في نهاية الندوة، بتوصيات ونتائج، سوف ترفع لمتخذي وصناع القرار، للاسترشاد بها، عسى أن نكون بذرة صالحة في أرض وطننا الغالي مصر.
وقالت غادة فاروق، رئيس جمعية المستقبل للإعلام والتنمية والنهوض بالمرأة، منظم الفعالية، بأن الجمعية تهدف لمحاربة الظواهر السلبية في المجتمع المصري، بشكل يصل بنا في النهاية إلى المجتمع المثالي، وذلك من خلال الإعلام، فهو التوعية والتثقيف، ونافذة كل بيت مصري إلى العالم، وهو الذي يشكل الرأي العام بكافة فئاته وطبقاته، لذلك كان القرار بالتعاون مع نقابة الصحفيين في هذه الندوة الموسعة، من أجل تقديم أقوى دعم من أبناء الوطن لدولتهم التي تحميهم وتأويهم، وتحن عليهم بعطاءها المستمر.
فاجتياز أزمة الزيادة السكانية، هو طرق صعب، يعتمد على تغيير ثقافات، وعادات وتقاليد مصرية موروثة منذ آلاف السنين، خاصة أن هناك مفاهيم كثيرة خاطئة يجب أن تصحح، فإنجاب الفتيات ليس عار، وكثرة الخلفة يجب ألا تكون لمجرد أن يعمل الأولاد ليساندوا رب الأسرة، فيجب ألا يكونوا عالة على المجتمع، ولكن نواة صالحة فيه، قادرة على قيادته إلى المستقبل، فنحن حماية الوطن، كما هو حماية لنا، آملين الوصول به إلى بر الأمان.
عرضت أ.د. مايسة شوقي، نائب وزير الصحة للسكان سابقا، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي بجامعة القاهرة، الوضع السكاني الراهن، مؤكدة على أن الندوة جمعت قامات وطنية كبرى تنفيذية وخبيرة في ملف السكان، في إطار حب مصر، وإعلاء مصلحة ملف السكان كقوة فارقة في الإسراع بالتنمية التي نشهد مشروعاتها وتحسن مؤشراتها، والتي ينتظر المواطن البسيط ان يشعر بها في أسرته و بيته اليوم.
وقالت: تعتبر الاستراتيجية القومية للسكان ٢٠١٥ – ٢٠٣٠ أحد أهم نقاط القوة، وتتكاتف فيها ٤٨ جهة شريكة، وسردت نتائج فترة توليها المسئولية كأول نائب لوزير الصحة للسكان في مصر خلال عامي 2016 و 2017 ، حيث تم تنفيذ الكثير من ورش العمل، واستكمال قياس وضع الأساس لديموجرافيا السكان في كل المحافظات، مما عكس هذا البحث وضع السكان تفصيليا في المراكز والأحياء، وهو الأول من نوعه في مصر، وأعدت أطلس التنمية السكانية، وزاد انعقاد المجالس الإقليمية للسكان بالمحافظات من ٣٢ إلى ١١٠ مجلسا في عام ٢٠١٦/ ٢٠١٧ برئاسة المحافظين، والتنسيق مع قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة لتنفيذ حملة قومية لتغطية المناطق المحرومة من الخدمة، والمراكز ذات المؤشرات السكانية المتدنية، وعددها ٨٩ مركزا.
وإعداد الخطة القومية لرفع الوعي الصحي والمجتمعي وتنفيذ عدة مراحل منها؛ وفي إطارها مبادرة الرائد الجامعي في ١٢ جامعة تخدم ١٥ محافظة، وإعداد ١٢٠٠ طالب جامعي للتوعية بالقضايا السكانية المختلفة داخل و خارج الجامعة، والتوسع في القوافل السكانية، وإقرار اليوم القومي للسكان في مصر في ٣١ يوليو من كل عام، يعد فيه المسؤول عن ملف السكان بإعداد تقرير سنوي شامل للعرض علي القيادة السياسية.
وأشارت نائب وزير الصحة السابق، إلى أن هنا نتائج إيجابية مبشرة، منها تحسن الوضع السكاني في 66% من المراكز المتدنية الخصائص، وانخفاض أعداد المواليد ب 245 ألف مولود في عام 2017 مقارنة بالعام السابق، وانخفاض معدل المواليد لكل 1000 نسمة من 30.2 في 2016 إلى 26.8 في 2017، وانخفاض معدل الزيادة الطبيعية من 25.2 في الألف في 2014 إلى 21.1 في الألف في 2017، وانخفاض معدل الانجاب الكلي لكل سيدة من 3.5 طفل في 2014 إلى 3.1 في 2017.
وأكد الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير بوابة روزاليوسف، عضو مجلس نقابة الصحفيين، على أن الإعلام له دور هام في التوعية بالقضية السكانية، ودعم الدولة من خلال التثقيف وإظهار أضرار ومخاطر الزيادة السكانية، وتداعياتها على الاقتصاد القومي والأجيال القادمة، وهو ما يعمل عليه الإعلام فعلا في الوقت الحالي، في إطار توجه الدولة نحو المستقبل بكل قوة.
وأكد د. عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، المشرف العام على مشروع “اتنين كفاية”، أن “تكافل وكرامة” من أهم البرامج التي يتم الاتصال المباشر مع السيدات من خلاله، وتوعيتهن بالقضية السكانية، حيث تم إدراج 10 محافظات ضمن برنامج تكافل، وهي من بين الأكثر فقرا مع خصوبة الإنجاب، وتوجد معلومات تفصيلية عن هؤلاء السيدات اللائي يستهدفهن البرنامج التكافلي، وقال: يستهدف المشروع 1.148 مليون سيدة، وهناك مبادرة “طرق الأبواب” بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة وتجهيز العيادات بالجمعيات الأهلية.
مشيرا إلى تقدم 250 مشروع من 250 جمعية أهلية للوزارة للاختيار من بينهم، وبالفعل تم اختيار 100 مشروع من بينهم، لتفعيل دور الاتصال المباشر مع الأهالي، وتجهيز 70 عيادة تنظيم الأسرة وتوفير كامل الخدمات بها.
وقالت د. سحر السنباطي، رئيس قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة والسكان، أن تنظيم الأسرة حق له حرية وشروط، فهو سلوك متحضر للرقي ببلدنا، يهدف منح حق اختيار الوقت الأمثل لإنجاب الأطفال من قبل الزوجين، واختيار أوقات البعد والاكتفاء بعدد معين من الأطفال، وناشدت وسائل الإعلام بتعريف الجمهوري بمفهوم “تنظيم الأسرة” لكل أم وزوجة، مشيدة بدور الرائدات الريفيات الهام في توعية الأسر في أماكن إقاماتها.
وقالت بأن مشكلة الزيادة السكانية، خطر داهم يعيق خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويلتهم كل ما يتحقق من انجازات تشيد بها دول العالم،، وهي بداية انطلاقة لخطة قومية للسكان، تتبنى مفهوم تحقيق التنمية الشاملة للمواطن المصرى، بتحسين الخصائص السكانية، بجانب تقديم خدمات تنظيم الأسرة وتوفير الوسائل بكافة أنواعها.
وأطلقت الوزارة عدد من المبادرات، تساهم في تحسين الخصائص السكانية ومؤشرات تنظيم الأسرة، وتدعم الخطة التنسيق بين الوزارات والجهات المعنية والقطاعات المختلفة في وزارة الصحة، من أجل تكامل الخدمات الصحية مع خدمات تنظيم الأسرة والصحة الانجابية، بهدف ضبط النمو السكانى.
ويهدف القطاع خلال العام المالي الجاري، إلى زيادة أعداد الحاصلات على الوسائل، من خلال تنفيذ الأنشطة السنوية المخططة للمساهمة فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للخطة القومية للسكان حتى عام 2020، وإتاحة الخدمات والوسائل، والتسويق لتنظيم الأسرة، والشراكات مع الجهات، والعمل باستراتيجيات تضمن استمرارية توفير الخدمات وجودتها، وتطوير دور الرائدات الريفيات، وتوصيل خدمات تنظيم الأسرة إلى المجتمعات المحرومة والمناطق العشوائية.
وبالرجوع إلى مؤشرات المسح السكانى الصحى 2014 نجد أن 59% من السيدات المتزوجات حالياً لايرغبن فى إنجاب مزيد من الأطفال، وأن معدل الانجاب المرغوب فيه بلغ 2.8 مولود لكل سيدة، بينما كان معدل الانجاب الكلى 3.5 طفل لكل سيدة، لذا فإذا أمكن تجنب المواليد الغير مرغوب فيهم فإن معدل الانجاب الكلى فى مصر سيقل بمقدار 20%.
وعرضت د. هناء سرور، وكيل وزارة الصحة بالجيزة، جهود المديرية في تنظيم الأسرة وتخفيض أعداد المواليد لكل أسرة، من خلال الكوادر البشرية المؤهلة للتوعية والتثقيف والرائدات الريفيات، وقالت أن وحدات تنظيم الأسرة الثابتة بالمحافظة تبلغ 238 وحدة، والعيادات المتنقلة 24 عيادة، و119 نادي مرأة، و636 رائدة ريفية، و15 جمعية أهلية، و1438670 سيدة في سن الانجاب، ويبغ معدل استخدام الوسائل في الجيزة 64%، بينما يصل معدل الجمهورية 59%، ومعدل التغطية 40%، ومعدل الانجاب الكلى 3 ملايين.
وأثنت على دور الرائدات الريفيات اللائي يتحملن الصعاب، نظرا لدورهن المجتمعي الفاعل، والجهود الكبيرة التي يقمن بها وتحملهن أعباء إضافية للتعاملهن مع الجمهور في البيوت.
د. إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أكدت على التحدي الكبير في القضية السكانية الذي يواجه الدولة والتنمية، ويواجهها البرلمان والمؤسسات الدينية مع الدولة، بينما لم تحقق الدولة تقدمًا ملموسا في الملف، بسبب الاكتفاء بإدارة الملف من قبل وزارة الصحة والسكان، رغم أن القضية معني بها جميع مؤسسات، وقالت أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد خلال حلف اليمين الدستورية في البرلمان أن الإنسان هو الكنز الحقيقي للدولة، وأن بناءه هو أساس خطة الرئاسة، حيث يتعذر خلق إنسان سوي في ظل هذا التكدس والازدحام.
وقالت أن السبب الرئيسي للزيادة السكانية هو الجهل وزواج القاصرات، ولذلك تم إعداد مشروع قانون لفرض عقوبات على زواج القاصرات، ومن يساعده، أو يزوج قاصرًا، ويجب مواجهة ذلك بالتعليم والتوعية والتثقيف.
د. طلعت عبدالقوي، رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية، أكد على تدني خصائص السكان في مصر، بينما أن الثروة البشرية هي أرقى أنواع الثروات، وتهدف لبناء الإنسان كما قال الرئيس السيسي، مشيرا إلى أن هناك اهتمام ببناء المدن والطرق وغيرها ونسيان لبناء الإنسان.
وأشار إلى أن 25.6% من المصريين أميون، والفقر وصل 30%، لذلك يجب تعظيم الاستفادة من الطاقة البشرية بطقا لخطة الدولة 2015 – 2030 ، كما يجب تدبير تمويل مباشر وكافي للتنفيذ، والتنسيق الكامل بين الوزارات والهيئات، كما يجب توفير كافة الوسائل لتنظيم الأسرة وبجودة عالية، وفكل جنيه ينفق في هذا المجال يوفر 55 جنيها، كما يجب أن تكون هناك ميزانية مستقلة لتنظيم الأسرة بعيدا عن ميزانية وزارة الصحة.
كما نحتاج لزيادة أعداد الرائدات الريفيات، حيث يصل عددهن إلى 14 ألف رائدة ريفية، يغطين 16 مليون سيدة، كما يجب رفع كفاءاتهن.