كتب – عادل إبراهيم
لم تسلم الضفة الغربية ولا القدس هي الأخرى من تداعيات انتشار الفيروس العالمي “كورونا” أو كوفيد-19، هذا الفيروس الذي ما لبث بضعة أشهر حتى تحوّل إلى خطر يهدد العالم بأسره.
وفي إطار المجهودات الساعية لوقف انتشار هذا الفيروس، أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قرارا في الضفة الغربية بإغلاق كافة المساجد والكنائس، وذلك ابتداءً من يوم السبت الماضي.
مدينة القدس هي الأخرى تنضوي تحت دائرة الإجراءات الخاصّة، إذ صدر يوم الأحد قرار بغلق جميع المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى، لمنع استشراء فيروس “كورونا”، حيث أن هذا القرار لا يشمل الصلاة في ساحات المسجد الأقصى المفتوحة، إذ يبقى للمصلين الحق في الصلاة داخلها، ما لم يأتِ ما يُخالف ذلك.
وإلى جانب الإجراءات التي اتخذتها السلطات المعنيّة، توجّه مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني بمجموعة من التوجيهات للمصلين، تعتبر ضرورية ومكملة للتدابير المتّخذة، أهمّها إحضار كلّ مصلّ سجادته الخاصة معه أثناء الصلاة، مع الحرص على عدم الاكتظاظ والتزاحم داخل الأماكن التي لا تزال مخصصة للصلاة، ذلك بالإضافة إلى تجنب المسنّين والمرضى القدوم إلى المساجد خاصة الأماكن المكتظة منها، دون أن ينسى الشيخ الإشارة لضرورة المحافظة على النظافة الخاصّة حفاظا على صحة الأفراد والجماعات على حدّ سواء.
من جانبه، صرح مدير المسجد الأقصى، عمر الكسواني، في بيان له، أنّ دائرة الأوقاف الإسلامية قررت إغلاق المصليات المسقوفة داخل المسجد الأقصى كإجراء وقائي لمنع انتشار الفيروس، كما أن جميع الصلوات ستقام في ساحات المسجد الأقصى وجميع الأبواب ستبقى مفتوحة أمام المصلين، حسب تصريح الكسواني.
ويبدو أن الحكومة تأخذ مخاطر انتشار الفيروس المستجدّ على محمل الجدّية، إذ تُعتبر هذه الخطوات جريئة، لكنّ الوضع على ما يبدو لا يسمح إلا بإجراءات صارمة تتوافق مع حجم الخطر الذي يترصّد بأرواح الملايين من النّاس.
ففي سياق متصل، أعلنت الحكومة الفلسطينية ارتفاع عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في الضفة الغربية، من بينهم شاب عائد لتوه من بولندا، وذلك حسب تصريح رئيس الحكومة محمد اشتية.
ومن المرجّح أن تكون حالات الإصابة بهذا الفيروس أكثر مما هو مصرح به كما هو الشأن في جميع دول العالم التي أُصيبت بهذه الجائحة، من أجل ذلك أجرت الحكومة فحوصات على ما يزيد عن 2500 عّينة اشتُبه في إصابتها بالكورونا، أغلبها أُجري في مختبر الصحة العامة المركزي، وبعضها الآخر في المختبر الخاص بمحافظة بيت لحم، حيث أن جميع هذه الفحوصات كانت نتيجتها سلبية، أي خلوّ المشتبه فيه من فيروس الكورونا، باستثناء الأفراد الذين تأكّد إصابتهم بالفيروس، وعددهم إلى حدّ الآن 39.
كلّ الأخبار الواردة يقع تحيينها يوميا في تقرير تنشره وزارة الصحّة، وقد ورد في تقرير، الاثنين الماضي، أنّ الحالات الخاضعة لحجر صحي قد بلغ عددها إلى الآن 3570 حالة حجر صحي منزلي، إضافة إلى بضع عشرات الحالات الأخرى من الحجر الصحي الخاص.