بسبب كورونا قررت الدول المتقدمة اجراء الحظر الكلي والذي ترتب عليه اغلاق الاسواق والمطاعم والمدارس وهو الامر الذي ترتب عليه ركود المزروعات في ثلاجات التخزين لدي تجار الجملة مما دفع هؤلاء لعدم طلب المزيد منها من المزارع مما ترتب عليه ركودها في المزارع التي لا تملك ثلاجات للتخزين مما نتج عنه تلفها وفسادها مما اضطر اصحاب المزارع الي اعدامها بل وفي مشهد غريب علي الاعين تجد شلالات الالبان الملقاه في الصرف الصحي للمزارع الامريكية، فالبقر اذا لم يتم حلبه سوف يموت وللاسف لا تملك المزارع ثلاجات كافية لتخزين كل هذه الكميات الراكدة، وفي هولندا اعدمت السلطات الاف الاطنان من البطاطس الراكدة في الموانئ والمستوردة مسبقا والتي لا يوجد مكان في ثلاجات التجار لتخزينها فالمخزون اصلا راكد، فبسبب كل هذا الركود خسر التجار وخسر المزارعون، وفي قرار فردي غير معلن قرر كلا منهم تقليص استثماره في المرحله التالية فلا احد يعلم متي ينتهي هذا الوباء وهذا الركود، ولا احد يرغب في تكرار مرارة الخسارة، فالمخازن حاليا معبئة بالكامل، ولكن اذا لم تزرع اليوم لن تحصد العام المقبل.
وبالاضافة لعدم وجود رغبة لدي التجار والمزارعين في تكرار الخسارة، تجد المزارع حاليا في ايطاليا تبحث عن عمال لجمع المحصول ولا تجدهم فمحصول هذا العام سيتلف وهو علي الشجر، دون ان يجد من يجمعه او حتي يقلم الشجر استعدادا للموسم المقبل.
وهذا هو المشهد العام في الدول المتقدمة التي طبقت الحظر الكلي، والحل الوحيد لتلك الدول هو الاعتماد في المستقبل القريب علي استيراد المزروعات، ولكن كيف ومن اين؟ فالعالم كله سوف يصبح لديه نفس الاحتياج لهذه المزروعات التي ستنتج فقط من الدول المغامرة التي لم تطبق الحظر الكلي، وهي دول عددها محدود وسيكون انتاجها محدود، والجزء الذي تقبل تصديره منها سيكون ايضا محدود جدا.
وهنا ستبدأ المضاربة علي اسعار المزروعات فالدول المتقدمة غنية وهذا سوف يكون كفيلا بارتفاع غير مسبوق في اسعار المزروعات.
فحقا سيستطيع المستوردون في تلك الدول المضاربة والحصول علي حفنة من المزروعات ولكن باعلي الاثمان، وهذا معناه انهم سوف يطرحونها للمستهلك ايضا بأعلي الاثمان، فلن يتمكن من الحصول عليها الا الاغنياء.
وما سوف يعمق من الازمة ان الركود سبب بطالة مستمرة لا يعلم نهايتها الا الله، فالان عدد ضخم من شعوب هذه الدول بلا عمل ويعيش علي معاش البطالة ( مبلغ نقدي ثابت) ومع الاخذ بعين الاعتبار ان تلك الدول المتقدمة ترفض فكرة الدعم العيني فهم لا يدعمون المواطن بالغذاء هم فقط يدفعون مبلغا ويتركوا المواطن يشتري من السوق، فمع ارتفاع اثمان المزروعات لن يكفي معاش البطالة لشرائها. وهنا ينتشر الجوع ويستشري ويترتب عليه نتائج لا يحمد عقباها.
وهنا لا يسعني الا ان اوصيكم ونفسي بالعودة الي اقتصاد جدتي وعدم اهدار الطعام بل ربما ادعوكم لتربية الدواجن وزراعة اسطح المنازل.