ان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي علي الإطلاق .. هذه العبارة تنطبق علي القرارات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا بشأن حظر حركة المواطنين خلال أسبوع عيد الفطر المبارك في محاولة أخيرة ومستميته من الدولة للخروج من المأزق .. ووقف نزيف الإصابات اليومية التي تجاوزت ال 500 وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا ولم تجد الحكومة الإستجابة المتوقعة من المواطنين خلال شهر رمضان فكان لابد من هذه الإجراءات التي كان يجب التبكير بها ..
والغريب أن ردود الأفعال متباينة بين فئة مؤيدة وكانت تطمح للمزيد لوقف انتشار الفيروس الغامض .. وفئة أخري وجدت فيها غلقا وحدا من الإنطلاق الذي كانوا يخططون له في عيد الفطر المبارك خاصة أنها شملت غلق جميع المحال التجارية والمولات والمطاعم والمناطق التي تقدم الخدمات الترفيهية والمتنزهات والحدائق من الأحد 24 مايو حتى الجمعة 29 مايو .. وكانوا يخططون للخروج والتنزه في الحدائق .. وحظر حركة المواطنين من 5 مساءً حتي السادسة صباح اليوم التالي وهو مايعني إجبارهم علي عدم الخروج من البيوت خاصة مع إيقاف حركة النقل الجماعي وجميع المواصلات العامة بما فيها مترو الأنفاق .. مع عودة الإجراءات لوضعها الحالي بداية من 30 مايو على أن يبدأ حظر حركة المواطنين من 8 مساء ..
وأصبح الأمل الوحيد في الخروج من عنق الزحاجة في منتصف يونيو حيث سيتم الإعلان تدريجياً عن عودة الأنشطة المختلفة والمطاعم مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة .. و سيتم دراسة عودة الشعائر الدينية .. كما تم التوافق على اتخاذ إجراءات للتعايش من 30 مايو بإلزام المواطنين باراتداء الكمامات في الأماكن العامة ووسائل النقل العامة والخاصة والمصالح الحكومية مع تطبيق عقوبات علي المخالفين .. نتمني ان يتم تنفيذها بالفعل.
والمؤكد أن الحكومة سوف تتخذ خطوات جادة لعودة فتح الأنشطة الاقتصادية التي تأثرت قطاعات كبيرة منها بعملية الغلق ومن بينها السياحة والطيران بعد ان أعلنت الشركة القابضة لمصر للطيران، عن خفض رواتب الوظائف القيادية بها 10%، اعتبارا من مايو في ظل الخسائر الناجمة عن جائحة كورونا .. وكانت وزارة المالية قد أعلنت عن تقديمها ملياري جنيه ، أي ما يعادل 127 مليون دولار للشركة القابضة لمصر للطيران، في شكل قرض مساند لمواجهة الخسائر الناجمة عن أزمة فيروس كورونا .. ويستخدم القرض الحكومي في تسديد رواتب العاملين .. ويوفر تخفيض رواتب القياديين 10% 20 مليون جنيه .. وتقدر الخسائر التي تتكبدها الشركة القابضة لمصر للطيران بمليار جنيه شهريا .. أي أن الحكومة ستكون شبه مجبرة في منتصف يونيو علي الفتح لإنقاذ مايمكن إنقاذه !!