الإثنين 25 مايو 2020
يوم لن تنساه أمريكا أبداً في تاريخها القصير
حدثت فيه جريمة قتل جورج فلويد في مينيابوليس من شرطة ولاية مينيسوتا الأمريكية
اشتعلت بعده نار ثورة الإحتجاجات من السود والأقليات ضد العنصرية والظلم من دولة البيض الأوربيين
وتضامن معها مدن اوروبا والعالم
وإنتقلت الي فرنسا في قضية آداما تراوري الذي قتلته الشرطة هناك عام2016
وعودة السترات الصفراء لشوارع باريس
تحولت بعضها الي حرق سيارات الشرطة وسلب ونهب للمتاجر والمولات التجارية
العنصري ترامب هو بمثابة كابوس ثقيل علي أمريكا بعدما قسم الشعب نفسه
حتي داخل حزبه الجمهوري
حتي حرق الغاضبين منهم علم بلدهم
وربما ينقسم جيش أمريكا أيضاً
لو ظل ترامب رئيساً لها
يمكن انشقاق وحدات وأساطيل من الجيش الأمريكي الأقوي عالمياً
بعد رفض مارك إسبر وزير الدفاع قرار ترامب نزول الجيش للمدن والشوارع لإخماد نار الاحتجاجات والاضطرابات العنيفة
وانتقاد وزراء دفاع سابقين لأمريكا إدارة ترامب للأحداث المتدهورة
التي ارتفعت للمطالبة بعزل ترامب
بعد خسارته لدعم الميديا والإعلام الأمريكي من قنوات التلفزة والصحف حتي حليفته قناة فوكس نيوز
لأول مرة في تاريخ أمريكا القصير
يقوم مواطنيها الغاضبين بحرق علم بلدهم الولايات المتحدة في واشنطن أمام قصر الرئاسة في البيت الأبيض مقر الرئيس ترامب
الذي طالب قبل ذلك بسجنهم وسحب الجنسية منهم
كما حطموا تمثال جورج واشنطون مؤسس الاتحاد الفيدرالي الأمريكي التي تحمل العاصمة الأمريكية الحالية إسمه
في مشهد شبيه بما فعله الامريكان في تمثال صدام حسين في بغداد والعراق وتمثال القذافي في ليبيا
وفي مشهد غريب عجيب قامت الشرطة الأمريكية بمطاردة مواطن أمريكي سيطر علي دبابة للجيش الأمريكي
ترامب الأهوج تصرف بغباء شديد أمام هذه التظاهرات السلمية في أغلبها
بعدما وصفها بالمؤمراة والمشاركين فيها باللصوص والغوغاء ومنظمة أنتيفا اليسارية
وأمر الشرطة والجيش بمواجهة الشعب الغاضب
والدليل حدوث مظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض واجهتها الشرطة الأمريكية بالخيول وقنابل الغاز والرصاص المطاطي
خرج بعدها ترامب للتصوير أمام كنيسة القديس جون رافعاً الإنجيل
أين منظمات حقوق الأنسان الدولية والمدافعين عن الديموقراطية
وقد رفض المتظاهرين خطاب ترامب
وحاولوا إقتحام البيت الأبيض أثناء إلقاء خطابه الأجوف
عشرة آلاف أمريكي قبضت عليهم الشرطة في أسبوع واحد ( ربعهم في لوس أنجلوس ) من المظاهرات المستمرة في الولايات المتحدة زعيمة العالم “الحر”
مع انتشار حيازة وتجارة السلاح في أمريكا( 400 مليون قطعة سلاح )
أكثر من عدد المواطنين في 50 ولاية أمريكية
أتوقع سقوط الآلاف من الضحايا من المدنيين الأبرياء في حال اندلعت الحرب الأهلية هناك
مع اتفاق الأفارقة الأمريكان سواء مسلمين أو مسيحيين وغيرهم من اللاتينوس والعرب الأمريكان
علي ضرورة إصلاح نظام العدالة والقانون الأمريكي
واحياء حلم مارتن لوثر كينج والذهاب لواشنطن في اغسطس القادم لمواصلة الدفاع عن حقوق السود
وفي تصريح ناري من لويس فاراخان زعيم أمة الإسلام في أمريكا الي الرئيس ترامب
” ليس لدينا مسدسات وأسلحة مثل الجيش
لكننا حصلنا على وعد من الله بالإنتصار في معركتنا “
هنا سؤال هام عن موقف الجالية المصرية الكبيرة ومصيرها في أمريكا بلاد العم سام
الغارقة في وباء كورونا ونار الثورة
ما هو سر التأييد الأعمي للبعض من أقباط المهجر للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا وإمريكا
حتي للجماعات اليهودية هناك
رغم معاداتهم للأجانب وقوانين الهجرة في الغرب
الشرطة الأمريكية قتلت جورج فلويد بولاية مينيسوتا
وأشعلت نار الثورة بكل الولايات الخمسين في امريكا
مثلما حدث مع خالد سعيد في مصر قبل ثورة 25 يناير 2011
أمريكا طباخ السم بيدوقه
الممارسات العنصرية في أمريكا
من أفراد الشرطة البيض ضد المواطنين السود
تماماً مثل عنصرية الإسرائيليين ضد الفلسطينيين العرب
بعدما فرحوا بذهاب باراك أوباما وهيلاري كلينتون
لكن خلفهم ترامب ضم مدينة القدس لإسرائيل
وسرق ثروات عرب الخليج
ثم منع دخولهم لأمريكا
إنهارت الصورة الوردية إذن التي قدمتها أفلام هوليوود عن نظام العدالة الأمريكي وتقديم ضباط الشرطة في صورة أبطال يحاربون الجريمة بكل نزاهة وشرف
لم يصف إعلام الغرب حتي الآن
ما يحدث بالربيع الأمريكي
كما وصفوا ثورات العرب 2011/2019 بالربيع والورود
بعد ربيع أمريكا من القادم ؟
تركيا قطر أو إسرائيل
العنصرية الأمريكية القبيحة في أبشع صورها
أجدادهم البيض سرقوا أرض قبائل الهنود الحمر
وقتلوا الملايين منهم لإحتلال قارة أمريكا
ثم استعبدوا ملايين الزنوج من أفريقيا السمراء
مات نصفهم في الطريق بحراً لأمريكا
وألقوا جثثهم في المحيط من سفن القراصنة وتجار العبيد
أمريكا سوف تكون حرة فقط عندما يحكمها رئيس أمريكي من الهنود الحمر سكانها الأصليين
عيد استقلال امريكا هذا العام الشهر القادم يوم 4th of july 2020
وبعد 244 عاماً من اتحادها
ربما يشهد تفكيكها وسقوط ترامب بعد جنازة جورج فلويد ضحية الشرطة في مينيابوليس
شرارة الأحداث الدامية التي بدأت بسبب تافه هو الشك في تزوير ورقة مالية فئة 20 دولار
لكنها دمرت اقتصاد أمريكا كلها
أمريكا احترقت بنار الظلم والعنصرية والفقر والبطالة الزائدة بعد وباء كورونا
تم تخريب وحرق عشرات من سيارات الشرطة وحوادث سلب ونهب في ولايات أمريكا المغلقة منذ شهرين
مع 110 ألف حالة وفاة
واثنين مليون إصابة بالكورونا
الذي تسبب في انهيار اقتصاد أمريكا
وربما يتفكك الاتحاد الفيدرالي لخمسين ولاية شاسعة غنية بالموارد الطبيعية
لكن المهووس ترامب سوف يهرب للأمام بإشعال الحرب مع الصين
علي خلفية وباء كورونا
لضمان إعادة انتخابه في نوفمبر القادم علي حساب منافسه عن الحزب الديموقراطي جو بايدن
جريمة قتل جورج فلويد ليست الأولي في تاريخ أمريكا
لكنها ربما تكون الأخيرة
لقد كان وباء كورونا مثل القشة التي قصمت ظهر راعي البقر الأمريكي