سمو الرقيقة..
إليك الحقيقة..
وكان أن عقدت لك صفقة مع الطبيعة..
لي الصخب والضجيج..
ولك يا سيدتي السكون..
فلم لم تنعمي بما أردت يوما؟!..
لم لم تأخذي أشياءك مني؟!..
وترحلي حيث تشائين..
ببساطة الأشياء..
تعالي لأخبرك إن كنت تجهلين..
أما بعد..
فالبعض يأتيك في هيئة بشر..
معنى وطن..
واتساع المدى..
ربما طيف..
أي نعم..
لكن يااااا رعاك الله..
في ثورة الشك..
ونكهة اليقين..
فإذا ما راح يا أميرتي..
أين ستسكنين؟!..
أي أرض تكون من بعده مأوى؟!..
هل تعلمين؟!..
وأنت التي ظننت في الحب نقيصتي..
وكنت..
ببراءة الأطفال..
أحسبه..
ذروة الإيمان..
وقمة التقوى..
صغيرتي وقد رحلت..
فلم لم تهدأي كما أردت؟!..
وها أنت الآن تعودين..
قد أدمتك الدروب..
وبعثرتك الظنون..
صغيرتي..
كفي عن البكاء..
والحزن والشكوى..
فما ذهب بالأمس..
اليوم لا يعود..
ليتك تفهمين..
لا لظرف به تعللت لأجل الذهاب..
ولا لأني مللت العتاب..
لكن يا حضرة الغريبة..
لأني زرعت انتظاري في واد غير زرع..
لا يفقه الحب..
ولا يفهم النجوى..
وقد أغلقت أبواب الإياب..
يا أميرة..
عشقت الغياب..
لم يبق شيء..
من انتظارها..
يرجى..
فعاودي كرتك مرة أخرى..
مات الكلام وانتهى..
لا شكل ولا معنى..
ماتت الأحلام..
يا أنت..
وانتحرت الذكرى..
فعيشي على أمل..
أن يرجع الموتى..
هذا إن رجعوا..
وحينما..
تضحي العودة جريمة كبرى..
فلك الخيار..
إما الجنون..
وإما ال…..
جنون..
بعثرة تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..