في عام 1986 اكتشف المفكر الأمريكي «ناعوم تُشومِسكِي» وثيقة سرية منسوبة إلى إحدى المنظمات الماسونية «مجموعة بيلدير بورغ Bilderberg Group» والتي يطلق عليها «حكومة العالم الخفية» والتي جاءت تحت عنوان: «الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة
وتسطر هذه الوثيقة الماسونية 10 استراتيجيات للتحكم في الشعوب عن طريق الإعلام الترفيهي، عرفت تاريخياً باسم «دليل التحكّم في البشر والسيطرة على المجتمعات» كما أطلق عليها «إستراتجيات التحكم والتوجيه والتضليل العشر».
ومن أخطر الإستراتيجيات التي تحتويها هذه الوثيقة الماسونية، «إستراتجية الإلهاء أو التسلية وإستراتيجية إغراق الجمهور في الجهل والغباء: وتشجيعه على استحسان الرداءة
_ وقد طالبت الوثيقة الحكومات الغربية باستخدام تلك الإستراتيجيات كسلاح لقمع الشعوب العربية بدلاً من سلاح «القمع الشمولي»!.
وقد بدأت الأجهزة الغربية في تنفيذ مخططها الإجرامي لإسقاط الدول العربية بتجنيد ودعم وإنشاء عدد من شركات الإنتاج الإعلامي العربية، لتنفيذ الإستراتيجيات العشر السابقة بما فيها إستراتيجيات «الإلهاء، وإغراق الجمهور في الجهل، وتشجيع الجمهور على استحسان الرداءة»، وكانت شركات «السبكي» من أولى الشركات التي تم توريطها في هذه الجريمة!.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا السبكي بالذات، رغم وجود عشرات الشركات العملاقة والرائدة في مجال الإنتاج الإعلامي والسينمائي؟!
«تاجر العجول»
قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من التعرف أولاً على نشأة «السبكي»، الذي وفد والده «حسن السبكي» تاجر العجول، من قرية «سبك» بالمنوفية إلى منطقة «داير الناحية» بالدقي ليفتتح بها أول محل للجزارة، وفي نفس المنطقة أنجب ابناءه أحمد ومحمد السبكي اللذين عملا مع والدهما بنفس المهنة.
إلا أن الشابين سئما رائحة الدماء الكريهة، واللحوم الفاسدة فقررا اعتزال تجارة «اللحم الرخيص» واستبدالها ببيزنس «اللحم الحرام»، عن طريق إنشاء ناد لشباب الدقي، لبيع وتوزيع شرائط الفيديو والكاسيت، وقد نجح الشقيقان في إدخال ألاف الأفلام الأجنبية إلى مصر من خلال التعاقد مع شركات إنتاج أجنبية، وهنا بدأت علاقة «السبكي» بالشركات الغربية!!.
في عام 1985 قرر الشقيقان إنشاء شركة للإنتاج السينمائي، وهو نفس العام تقريباً الذي سرب فيه «ناعوم تُشُومِسْكِي» الوثيقة الماسونية، والغريب والمثير أن شركة «السبكي» تحولت بقدرة قادر إلى الشركة الأولى في مصر لإنتاج الأفلام الهابطة، التي ترسخ مبادئ الإسفاف، والانحطاط الأخلاقي وتنشر العري والفحش والفجور على اعتبار أنه أمر واقع!.
وقد نجحت أفلام السبكي المشبوهة والتي تعتبر ترجمة حرفية للنظريات الماسونية العشر، في تشويه صورة مصر الحضارية، وتصدير صورة للمجتمع الدولي عن الشعب المصري بأنه شعب جاهل ومتخلف وعاطل ومحتال، وأنه شعب يبيع دينه وعرضه وشرفه بثمن بخس ولمن يدفع!.
نعم نجحت الخطة الماسونية، وشركات السبكي في أكبر عملية «تجريف ثقافي» للدولة والشعب والحضارة المصرية، كما نجحت في تغيير مزاج الشارع المصري من الفن الأصيل إلى «فن الدعارة»، بعد أن استبدلت رموز الفن الجميل بنجوم «الدعارة الفنية» أمثال الراقصة «صوفينار» و«شمس» و«أليسار» وغيرهم.
فضلاً عن تدمير جيل كامل من الشباب نشئوا على أفلام «السبكي» الهابطة والخليعة والمهينة لتاريخ الفن المصري، والخادشة للحياء العام كما أكد القضاء المصري العريق.
كما نجحت أفلام «السبكي» في طمس هوية الأمة المصرية العريقة التي صورتها أفلام التراث الحقيقي، واستبدلتها بهوية فاضحة وماجنة!