4مرات متتالية اخلع حذائى وحزام البنطلون الجينز وساعة يدى وانزع الحلق من اذنى واخرج العملات الفضة من جيوبى كى امر بسلام من بوابات التفتيش الالكترونى في مطار إثيوبيا..
ومع ذلك تنطلق صفارة الانذار بمجرد أن ترانى !
أخيرا اكتشف ان سبب التصفير والفضيحة والبهدلة في بلاد الافارقة، هى نظارتى الطبية الصغيرة فوق عينى، فأنزعها هى الاخرى باستسلام، و أدعو في سرى بغيظ :
(يا رب الطيارة اللى نركبها تتخطف. عشان كل طقم الامن اللى فتشنا ده يتغير) !
ركوب الطيران الإثيوبى محنة كبيرة، سواء خطوط داخلية او خارجية، فانت ان لم تفقد فيه حقائبك فقدت يومك تفتيشا وانتظارا وجائز جدا ان تفقد الطائرة نفسها بسبب فوضى حجز التذاكر ومواعيد الاقلاع
ارخص حاجة في إثيوبيا اللحمة، فطار. غدا. عشا موجودة، حيث ان اجدع خروف هنا لا يزيد ثمنه عن ٧٠ جنيها، وممكن تاخده هدية او تستلفه من واحد صاحبك، فهو (الخروف وليس صاحبك) يعيش (سفلقة) على المراعى الاستوائية والامطار مجانا طوال العام.
وبالمناسبة العام هنا 13 شهر، فقد قرروا (خير اللهم اجعله خير) ان يوحدوا عدد ايام الشهور فجعلوها كلها 30 يوما، تبقى حوالى اسبوع حتى تكتمل السنة فجعلوا هذا الاسبوع شهرا في حد ذاته
إثيوبيا، بلد لاتحب الاعلام ولا ترحب بالصحفيين خصوصا المصريين .
واذكر انى حصلت على فيزا 5 سنوات لامريكا في وقت اقصر وبأجراءات اقل تعقيدا بكثير من تلك التى واجهتنى كى احصل على فيزا دخول إثيوبيا
لولا انى سافرت في النهاية بصفتى متطوعة في هيئة اغاثة انسانية دولية ( هى بنك الطعام المصرى ) ما كنت لادخل تلك الدولة الافريقية (العزيزة) ابدا
هنا الأمطار تهطل فجأة بغزارة لدرجة تنذر بالفيضان والغرق ويفتح الناس الشماسى ويحتمون بالارصفة وتراهم بالمعاطف والفراء والملابس الصوفية، وفجأة بعد ربع ساعة تظهر الشمس بقوة وتبدد السحب والغيوم وترى الناس يمشون “صيفى” والسيدات بأثواب قصيرة ومكشوفة كأنك تماما على البلاج. وكأن إثيوبيا تسخر وتقول: انتى صدقتى المطر والفيضان؟ دا انا كنت بهزر
هدف الرحلة الاساسى كان معاينة وشراء اضاحى العيد من مزارع اثيوبيا ..
بنك الطعام المصرى وقتها كان من اكبر مستودرى اللحوم في العالم وكان معنا تاجر مواشى من سوهاج في نفس الرحلة، اراد ان يستورد العجول الاثيوبى ويدخلها مصر، برا او بحرا او جوا، عبر الحدود مع السودان او بالعبارة او بالشحن الجوى، وفي كل الاحوال تعقدت الاجراءات، فهدد باستيراد المواشى ونقلها لمصر بالمنطاد الطائر وهى فكرة مطبقة في بعض دول أوروبا، لكنها ارعبت مسؤل الحجر الصحى في مصر، فأشر فورا على كل الاوراق المطلوبة قبل ان تمطر السماء فوق رأسه عجولا واغناما !
الناس في اثيوبيا لا يحبون الحديث مع الغرباء ..
والحمد لله انى سافرت عندهم قبل مشكلة السد بسنين
في رحلة ( لحمة مشفى ) بلا اغراض سياسية و لا شعبية و صحفية ولا يحزنون …
لولا بركة عاطف شكل و مجدى كندوز و باقى صف تجار الضانى و العجالى اللى خدونى وسطهم سنتها
مش بعيد كان انضرب عليا نار زى حسنى مبارك لما زارهم ..
يالله
عمر الشقى بقى
همة السنة عندهم طويلة وكبيسة لكن بالهم مش طويل
بيزرعوا قات وبيصدروا قهوة لكن مزاجهم مش قوى
عايزين ينجزوا المصلحة بس ما يعرفوش ان الكلام أخد وعطا ..
عندهم اللحمة رخيصة وعلى قفا من يشيل ومع ذلك تحس فيه شئ ناقصهم و مش سعداء في حياتهم
ماتعرفش ليه ؟؟؟!!