العبد لله من هؤلاء الرجال الذين وجدوا أنفسهم فى شهور الحظر المنزلى الاجبارى فمارست كل ما حلمت به حيث طبخت وغسلت المواعين ونشرت الهدوم على الحبال والأهم من كل ذلك أنى اصبحت شاعرا ينافس نزار قبانى شخصيا،بل تحديت نزار بقصيدة أسميتها «مدرسة الحظر»على غرار قصيدته الشهيرة مدرسة الحب قلت فيها:علمنى حظرك سيدتى أسوأ عاداتى
أن أفتح باب الثلاجة فى اليوم آلاف المرات
وأجرب غسيل المواعين وأمسح بلاط الحمامات
علمنى أقبع فى بيتى لأحصى بلاط الطرقات
واظل أنشر فى الغسيل بالساعات
أدخلنى حظرك سيدتى دنيا الأفران
وأنا من قبلك لم ادخل دنيا الأفران
لم أعرف ابدا أن تخريط البصل يثير دمع الأنسان
أن الإنسان بلا بصل ذكرى انسان
علمنى حظرك ان اتصرف كالصبيان
أن اشخبط مع رجالة العمارة على الحيطان
علمنى حظرك أشياء ماكانت أبدا فى الحسبان
أن اتقن حشو المحشى وجميع أنواع الباذنجان
وأشم من على بعد رائحة الطبخ لدى الجيران
الطريف هو ذلك التفاعل الكبير من الأصدقاء منهم الصديق والشاعر الكبير رجب الصاوى الشهير بمحمد الصاوى الذى كتب يصف هذه الحالة قائلا: الحجز فى منزلى أثرى أمانينا..فتفجرت ملكات قد نمت فينا
ظهرت مواهب ما كنا لنحسبها..موجودة عندنا حقا وأنسينا
ابن المبارك اثبت انه ملك..حلواه نأكلها،يعمل ليرضينا
أهشام أقبل بما قدمت من طهي..إن البطون خلت عما يقوينا
ماكنت اعرف ان الطبخ موهبة.. أو أنه فن للناس يدنينا
وردا على بوست كتبته عن قصص التاريخ التى تحكى ان عنترة وعبلة بعد زواجهما فى الرحاب عثر عنترة على كنز ذهب فإذا به يتخلى عن عبلة لأنها لم تعد فى مستواه وعمل عملية تجميل واتخذ من مدينتى سكنا له وقد تم اكتشاف معلقة لم يتبق منها سوى بيتين شعر يقول فيهما عنترة لعبلة:
هلا سألت الخيل ياابنة مالك..إن كنت جاهلة ببقية حكايتى
يخبرك من شهد الوقائع اننى..تركت الرحاب وسكنت فى مدينتي
فإذا بالشاعر الصاوى يكمل المعلقة بهذه الأبيات الرائعة:
وإذا عجزت عن الوصول فإنني..أهدى إليك مع الكتاب خريطتي
فيه المكان موضحا وكأنه.. قصر تلألأ بالعيون عزيزتي
إن شئت دعك من الرحاب وما بها..وهلم عندى ما تريدى حبيبتي
أما إذا اختلف المزاج فإنني..لن أترك القصر ولو بنهايتي
سأظل فى قصرى وما أهوى به..فيه الجمال تحققت أمنيتي
سأظل فى حلمى الجميل منعما..فببغية المشتاق رسمت بسمتي
أدعوك حبى دعوة أرجو بها..أن تقبلى منى لأجل سعادتي
ولتركبى وبسرعة تأتى هنا..سترين ما يشفى النفوس عزيزتي
سترين أن الفرق فرق شاسع..بين الرحاب وبين جو مدينتي
فإن استرحت فلا مجال لعودة..وسعادتى تربو بقرب شريكتي
واذا كرهت فبالسلامة ارجعي..حتما وراءك سوف أكسر قلتي
ومن شعراء مدرسة الحظر كذلك الشاعر الأقصرى المفوه حسن يوسف القاضى الذى تفاعل مع صورة نشرتها لى مع صديق العمر صالح مصطفى قائلا:محظوظ من له صاحب مثل صاحبى ولأن حسن صديق مشترك لنا فكتب قصيدة بعنوان هشام محظوظ يقول فيها:
محظوظ يا هشام وكمان فالح..ليك صاحب ذوق استاذ صالح
باسم وجميل ولا يوم كالح..وصداقة تدوم ولا فى مصالح
تأجير عجلات من غير كابح..طوقك بيدور وتروح رامح
تلعبوا بلول ويفوز صالح..تزعل يا هشام وتقوم جالح
وفريد بطيخ ييجى يصالح..فى الكورة فريقكم مش ناجح
تتغلبوا بدستة وتتسامح فى العيد تتصور مع صالح..ومعاه بتصيف فى مسابح
تشترى نارخ عامل فالح..عربية تقولك فين صالح
والشخت البخت تقوم فاتح..تخسر ياهشام يكسب صالح
لكن يا هشام انت الرابح..استاذ صالح COL ليك صاحب
وأخيرا اشكر مجددا ذلك الحظر الذى فتح شهية شعراء كبار ليعودوا للكتابة بعد فترة توقف ومن يدرى فلربما نهجوا نهج كبار الشعراء من مدارس الشعر المعروفة مثل مدرسة الإحياء والتجديد والدواويين وابولو وقد يأتى يوم يخلد التاريخ أسماءهم فى مدرسة شعرية جديدة تحت اسم مدرسة الحظر!