ونحن في ايام العشر الأوائل من شهر ذي الحِجّة الفضيل وهي ايام مباركة ويستعد فيها المواطنين لاستقبال عيد الاضحي المبارك سواء بكثرة العبادة اوبالصيام وهناك من يستعد بشراء ما لذا وطاب من الاشياء الدنيوية له ولاولاده احتفالا بهذه المناسبة الدينية ولكن علي الجميع ان يتذكروا ان هناك اناسا مساكين ومحتاجين وفقراء يعانون من شظف العيش وقلة المورد وغير قادرين علي توفير الاحتياجات الاساسية لاسرتهم ويحتاجون الدعم المالي والعيني ولايعرفهم الكثيرون لانهم لايعلنون عن انفسهم وحتي لاتبدوا عليهم اثار شح المعيشة او ضيق ذات اليد لانهم لايسالون الناس الحاجة حفاظا علي كرامتهم وحياء وخجل من ذل السؤال ولانهم ايضا شاكرين حامدين راضين بما قسم الله لهم وهم من ذكرهم الله في محكم تنزيله (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ).
وليعلم الجميع إن التبرع لأعمال الخير ومساعدة الفقراء والمرضى غير القادرين أكثر أجرًا وثوابًا وقربا إلى الله من حج التطوع وتكرار العمرة وان مساعدة الفقراء والمحتاجين واجب ديني واجتماعي حيث قال صلى الله عليه وسلم{ (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن, وأن يفرِّج عنه غمًا, أو يقضي عنه دينًا, أو يطعمه من جوع) ولذا لابد علي كل القادرين ماليا ومن يسر الله عليهم من فضله ان يبحثوا عنهم سواء في اقربائهم او اصدقائهم او جيرانهم لتقديم العون لهم وعليهم ان يعلموا ان ما ينفقونه علي الفقراء والمحتاجين ليس تفضلا انما حقوق قررها الاسلام لتحقيق التكافل الاجتماعي بين الناس وذلك في قوله تعالي (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) وفي نفس الوقت ان اخراج الصدقات للمحتاجين تغفر ذنوب المتصدق
ويباعد بينه وبين المعاصي ووقاية من النار كما في الايه الكريمة (وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) وفي حديث شريف قال صل الله عليه وسلم (اتقوا النّار، ولو بشق تمرة) حيث الصدقة تطفيء غضب الله وتكون سببًا للشفاء من الأمراض وحفظ الدين والصحّة والأهل والمال وتمنع البلاء.