مدارس اللغات والتجريبي الخاصة في مصر، والتي يلتحق بها معظم الطلبة من الأسر متوسطة الدخل، أصبحت مصروفاتها سياطا تلهب ظهور أولياء الأمور عامًا بعد عام، وهذا العام تم زيادتها بنسبة ٧٪ بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت وتمر بها البلاد، ومنها الإجراءات الاقتصادية القاسية وجائحة كورونا، والتي أثرت بالسلب على الحالة المالية لغالبية الشعب المصري وما تبعها من زيادة في أسعار السلع والخدمات والرسوم ولم يعان بشدة من هذه الظروف إلا الطبقة المتوسطة والأسر محدودة الدخل وهما الجبهة الداخلية للوطن ، واللذان لابد من الحفاظ على استقرارهما تحت أي ظروف، وأن الأغنياء ومن فتح الله عليهم من وسع لم يتأثروا ولم يشعروا بهذه المحنة إلا من خلال السماع عنها في وسائل الإعلام.
وبالرغم من هذه الظروف الصعبة لم يبالِ بها أصحاب المدارس الخاصة من لغات وتجريبي وأصبحوا في واد وأولياء الأمور في واد آخر وقاموا بزيادة المصروفات، والأدهى والأمر أنهم هذا العام يطالبون أولياء الأمور بسداد المصروفات دفعة واحدة وليس على أقساط كما كان من قبل.
ولذا لابد من الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أن يكون له وقفة مع هذه المدارس الخاصة وهو الوزير الذي يقوم حاليا بتطوير منظومة التعليم باقتدار ونجح بدرجة بامتياز في أول اختبار له وعبور امتحانات الثانوية العامة بتكنولوجيا متقدمة سوف تحسب له في تاريخه وتاريخ منظومة التعليم في مصر، وهو قادر على تخفيف آلام أولياء الأمور وشد لجام أصحاب المدارس الخاصة ومنع اندفاعها في دهس أولياء الأمور بمصروفاتها الباهظة، وهو لديه من الحكمة والفكر والقرارات أن يعيد الأمور إلى نصابها وإسعاد أسر الطلبة، وذلك بتخفيض مصروفات هذه المدارس أو عدم زيادتها إلا بالقدر المعقول، أيضا سدادها على قسطين أو ثلاثة أقساط رأفة بولي الأمر، الذي أصبح يكد ليلا نهارا ويجتز من قوت يومه هو وأسرته ليوفر بالكاد مصروفات هذه المدارس ومتطلباتها خلال السنة الدراسية حتى يضمن لأولاده مستوى مقبول من التعليم يساعدهم في الحصول على فرصة عمل مناسبة بعد تخرجهم..
فهل ينصت الدكتور طارق شوقي ويستجيب إلى صرخات وأنين أولياء الأمور والتي يبثونها ليل نهار في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي من جشع بعض أصحاب هذه المدارس وأن يتخذ ما يلزم تجاه هذه الحيتان قبل أن تبتلع في بطونها أموال هذه الطبقة المتوسطة التي تأمل تعليمًا مناسبًا لأولادها.
mahmoud.diab@egyptpress.org