للأسف الشديد الكثير من المساجد في كافة محافظات مصر، وخاصة في المراكز والقرى وحتى في عواصم المحافظات وفي القاهرة نفسها غير ملتزمة بالتعليمات والإجراءات التي حددتها وزارة الأوقاف؛ لضمان الحفاظ على احترازات مواجهة الفيروس في صلاة الجمعة ، ومنها مراعاة علامات التباعد و الالتزام بالكمامة ، وإحضار المصلى الشخصي ، وعدم فتح دورات المياه، وفتح المساجد قبل الصلاة بـ 10 دقائق وغلقها فور انتهاء الصلاة، وعدم فتح الأضرحة ، وإقامة الصلاة في المساجد المحددة لكل منهم، والتى حددتها المديرية لصلاة الجمعة ، وأن تكون خطبة الإمام لا تتعدى 10 دقائق.
ولكن للحق هناك بعض المساجد الكبيرة الملتزمة بهذه التعليمات؛ لأن عليها رقابة وأيضًا هناك بعض المواطنين – ولكن قلة – الذين يلتزمون بهذه الاحترازات عند أدائهم شعائر صلاة الجمعة ومنها إحضار سجادة خاصة للصلاة، ويفضلون الصلاة خارج المسجد، أما بقية المساجد فتجد الكتف بالكتف وقت الصلاة والمسجد مكتظًا بالمصلين، ومعظمهم ليس معه سجادة خاصة به، ومعظم خطباء المساجد وما أكثرهم لا يلتزمون بمدة العشر دقائق للخطبة، كما حددتها الوزارة ويسهبون في إطالة الخطبة حتى تتعدى إلى أكثر من ساعة.
ولابد من وزارة الأوقاف أن تشدد من إجراءاتها والتنبيه على وكلاء الوزارة بالمحافظات لتشديد الرقابة على المساجد خلال صلاة الجمعة للالتزام وتطبيق الاحترازات الوقائية حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه وينتشر الفيروس مرة أخرى وتزداد الإصابات والوفيات ونحن على أبواب دخول فصل الشتاء وتضطر الدولة إلى اتخاذ إجراءات الغلق لكافة الأنشطة والمنشآت والتي بلا شك تؤثر بالسلب على الاقتصاد وحالة المصريين المالية، خاصة أن هناك تحذيرا أطلقته منظمة الصحة العالمية من أن هناك موجة ثانية من جائحة كورونا خلال أسابيع سوف تكون أشد من الموجة الأولى، وأن الفيروس سوف يصيب الجهاز التنفسي والهضمي معًا، ونحن نرى الآن أن الفيروس بدأ يتوسع في انتشاره في دول العالم، وأن هناك عددًا من الدول تدرس إغلاق حدودها وتأجيل عدد من الأنشطة التي بها للحد من هذه الجائحة ومنع إصابة أو وفاة عدد كبير من الناس.
mahmoud.diab@egyptpress.org