ما يحدث في المجتمع المصري الآن من جرائم عنف أسري وهو قتل أحد الوالدين لأولادهم وبلطجة في الشوارع وسرقة و تنمر على شبكات التواصل الاجتماعي هو مسئوليتنا جميعًا من كافة الطوائف والمناصب والمؤسسات والأفراد ولا أستثني منه أحدًا، وهو تراكم سنوات حتى استفحل وطفح على سطح المجتمع وأصبح ظاهرة وأصاب الجميع.
ولابد أن نعلم أن التربية السليمة تبدأ من الأسرة التي من المفترض أن يقوم رب الأسرة أو الأم أو الاثنان معًا بتنشئة أولادهم على القيم السليمة والتربية الصحيحة والنهج الديني الملتزم غير المتزمت، ولابد أن يكونوا قدوة حسنة لأولادهم حتى يستجيبوا لكل نصائحهم وإرشاداتهم، وأن تكون المدرسة على نفس النهج من استكمال هذا الدور التربوي والديني مع المنزل، وليس الاكتفاء بالدروس التعليمية فقط، ويكون ذلك النهج الأول لـ وزارة التربية والتعليم ، وأن تطبق قولًا وفعلًا “التربية قبل التعليم”.
وأن تتكاتف مع ذلك مؤسسات الدولة من وزارات الأوقاف والتضامن الاجتماعي والثقافة في بث الدعوات الدينية والروحية التي تسمو بالمشاعر وترتقي بالأخلاق، وتحث على الفضيلة وتعزز حب الخير والتقرب إلى الله ونبذ الكره والعنف والحقد واستئصال صفات الشر من النفوس وغرز حب الوطن وترسيخ الانتماء.
ويجب أن يساعدهم في ذلك كافة مؤسسات المجتمع المدني في إقامة الحوارات الهادفة والبناءة، وعقد المؤتمرات والندوات في كافة ربوع الوطن من أقصاها إلى أقصاها، خاصة في القرى والنجوع لإحياء وعودة القيم النبيلة والأصيلة التي كانت من سمات الزمن الماضي الجميل، ويأتي هنا دور وسائل الإعلام، والذي يلعب دورًا خطيرًا في تشكيل الوعي والوجدان لدى المواطنين، والمفروض أن يبث كل ما هو مفيد وثمين وأن يبتعد عن كل ما هو غث وضار بأمن واستقرار المجتمع، وأن تكون كل مواده الإعلامية في اتجاه بناء وطن قوي يرتكز على سمو الأخلاق، ونبذ الجريمة والبعد عن التعصب الأسود، وإرساء قيم التسامح والتعاطف بين أفراده.
وأخيرًا على أهل الفن كافة من مؤلفين ومنتجين ومخرجين وفنانين أن يتقوا الله في أعمالهم ولا يتحدوا في عمل فني إلا إذا كان هادفًا وبدون ما يتضمن ما يغضب الله ورسوله، وعليهم أن يتذكروا أن من نظرائهم من سبقوهم إلى الدار الآخرة يحاسبون الآن على ما قدموه من أعمال صالحة أو طالحة، ولن تشفع لهم شهرتهم أو أموالهم وقت الحساب.
mahmoud.diab@egyptpress.prg