الاخبارية مسقط خاص:
تعتبر سلطنة عُمان أرض السلام وإحدى الدول الفاعلة والموثوق بها لأية مصالحة أو تهدئة أو حوار هادف بين الفرقاء أو المتخاصمين على مختلف المستويات العربية والإقليمية والدولية، بحكم تاريخها وحضارتها العريقة، فهي بلد محب للسلام ولذلك كانت سياسة هذه الدولة ومبادئها ثابتة.
وتجسيداً لذلك المنهج والثوابت العُمانية الراسخة في التعاطي مع مختلف دول العالم، أكد الشيخ خليفة بن على الحارثي وكيل وزارة الخارجية العُمانية للشئون الدبلوماسية، على موقف سلطنة عُمان الثابت بدعم وتشجيع الحوار والتفاهم، باعتبارهما السبيل الأمثل لحل الخلافات والصراعات في المنطقة والعالم، وذلك خلال مشاركة السلطنة – ممثلة في وزارة الخارجية – في منتدى طهران الثاني للحوار أمس عبر الاتصال المرئي، بمشاركة عدد من المسئولين والخبراء.
وانطلاقاً من ثوابتها، تسعى عُمان إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في اليمن، والإعراب عن تضامنها مع المملكة العربية السعودية في موقفها بشأن تقرير الكونجرس الأميركي الأخير، وإدانة التفجير المزدوج في العراق، وترحب بالإعلان الكويتي عن جهود المصالحة الخليجية، وعن تضامنها مع المملكة المغربية في الإجراءات التي اتخذتها في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء الغربية ودعمها لجهود الأمم المتحدة لإرساء السلام والاستقرار في تلك المنطقة وترحب باتفاق السلام في جنوب السودان وغيرها.
ولا شك أن المساعي العُمانية لتقريب وجهات النظر بين الخصوم تكون في السر والعلن، بهدف الوصول لاتفاق دون ضرر أو ضرار بالآخرين، ودون التقليل من جهود الآخرين وسعيهم في الإصلاح والتغيير، وإنما تكون السباقة في العمل معهم، والتأكيد على كل ما يدفع نحو المصالحات أو التهدئات والأفعال التي تعود بالخير على الجميع في المنطقة والعالم.
ووفقاً للتقارير الدولية، ثمة العديد من الأزمات الإقليمية والدولية عصفت بأطراف عدة وكان للسلطنة دور في تهدئتها والمساعدة في حلها، ولذا فإن سياستها ستبقى دون تغير أو تعديل، ولن تكون سبباً في إشعال حروب.
فرؤية عمان أنها صديق للجميع، محبة للسلام والحوار والتسامح كمبادئ توجيهية في معالجة القضايا وداعمة لكل ما يحقق الوئام والاستقرار في المنطقة؛ لأن الإفرازات التي تخلفها الحروب أو النزاعات الطائفية لا تبني دولا.
وانطلاقا من إيمانها العميق والدائم بأن الحوار والمفاوضات هما أنجع الوسائل لحل الخلافات، فإن السلطنة تأمل بنجاح التحركات اليمنية والأممية لتقريب وجهات النظر، وتشكيل حكومة ليبية جديدة توحد كل الليبيين، كما أنها لا تزال تبذل الجهود المخلصة بالتعاون مع شقيقاتها في دول المجلس لتقريب وجهات النظر في العديد من الملفات العالقة التي تهم دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى المساعي الخيرة لدعم أية مبادرات جادة من شأنها المساعدة في نشر ثقافة السلام والأمن والاستقرار في مضيق هرمز والمنطقة برمتها.
وفي هذا السياق، فإنه من الطبيعي أن يكون لمسقط مدينة السلام، تحركات عدة ومتتابعة وعلى مستويات مختلفة من أجل لمِّ الشمل وإعادة وتفعيل الحوار بين كل الأطراف اليمنية، وإعادة المسار الدبلوماسي فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني وإتمام المصالحة الخليجية بالتنسيق مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من القضايا المطروحة على الساحة العالمية.
يقين السلطنة الكامل هو ضرورة تسوية الخلافات عن طريق الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات وهي جوهر السياسة العمانية التي تقوم على مجموعة من المرتكزات الثابتة كحسن الجوار والتسامح والحوار والانفتاح على العالم والبراجماتية، وتفضل الهدوء والحكمة والتعقل في التحرك لتسوية المنازعات والتوترات، سواء على المستويين الإقليمي أو الدولي، وهي قاعدة حققت الكثير من النجاحات والإنجازات خلال الفترة الماضية.
فضلاً عن أن إدراك القيادة السياسية الحكيمة السلطان هيثم بن طارق، بأن الحوار والتفاوض ضرورة حتمية للاستقرار الإقليمي، خصوصا وأنه لا أحد في المنطقة لديه مصلحة في التصعيد وزيادة التوتر، فالجهود الخليجية المتعددة كلها تعمل حاليا لتهدئة الأوضاع في المنطقة والعالم، واستئناف المحادثات بين كل الفرقاء، وفق منهج متفق عليه يحقق السلام والازدهار للشعوب العربية وللعالم أجمع.