كتب : ماهر بدر و سعيد سعده
أكدت الدكتورة نهى عيسى بقسم التشريعات و السلامة و اليقظة الدوائية بمنظمة الصحة العالمية بجنيف إلى إنه في الوقت الذي يرغب فيه الكثيرون الحصول على لقاح كوفيد 19 في أسرع وقت ممكن للوقاية من المرض ، يوجد آخرون يشعرون بالقلق من أخذ لقاح غير معروف وحقن اجسادهم به ، وأوضحت فى رسالة طمأنة بأن تجارب السلامة تبدأ في المختبر، بإجراء التجارب والأبحاث على الخلايا والحيوانات قبل الانتقال إلى الدراسات البشرية ، مشيرة إلى أن التجارب تبدأ على نطاق صغير ومن ثم الانتقال إلى المرحلة التالية من التجربة،بتطبيق برامج تلقيح جماعية في جميع أنحاء العالم في محاولة للسيطرة على وباء كوفيد 19، وغالبا ما تكون المعلومات والنصائح محيرة، لكن هناك بعض الحقائق والمعلومات الأساسية حول اللقاحات التي يمكن أن تساعد في تبديد المخاوف والغموض حولها. ودائما منظمة الصحة العالمية تتحدث عن حقائق مبنية على المعلومات والأدلة. فهناك الكثير من اللقاحات يتم الحديث عنها، ولا بدّ من الإشارة إلى أن اللقاح كي يتم اعتماده، يجب أن يمرّ بثلاث مراحل أساسية، وهي المراحل الإكلينيكية أو السريرية، وقياس فعاليته ، ومأمونيته ، كما يجرى مايعرف بمراقبة السلامة للمرحلة الأكلينيكية الرابعة حيث يتم تقييم الاثار الجانبية كما ترد ممن أخذوا اللقاح سواء على مستوى وطنى او مستوى المنطقة او العالم ، ويتم تحليلها ثم يتم أتخاذ التوصيات اللازمة لتقليل الاثار الجانبية و تقليل المخاوف و تغظيم الثقة فى اللقاحات ، وما يهمّ الآن هو دراسة مأمونية وفاعلية اللقاح من قبل منظمة الصحة العالمية قبل إعتماده، فالمأمونية والفاعلية تختلف من لقاح إلى آخر، ولكن من المهم أن ندرك أن المأمونية تُعتبر مرتفعة جدا في كل اللقاحات التي أنهت المرحلة الثالثة، والاختلاف يكون في الفاعلية، وبالطبع اختيار الدولة للقاح الذي ستستخدمه سيكون مبنياً على فاعلية هذا اللقاح بالإضافة إلى توافر البنية الأساسية اللوجستية ودرجة التبريد وسبل نقل اللقاح.
جاء ذلك في الندوة الحوارية التى عقدت بمقر الجامعة الالمانية بالقاهرة عبر تقنية الفيديو كونفراس ، بعنوان ” مراقبة سلامة لقاحات Covid-19 ” وأدار حوارها الأساتذة الدكاترة سمر منصور نائب عميد كلية الصيدلة و النائب الرئاسى بالجامعة لجودة التعليم – أشرف عبادى رئيس قسم الكيمياء الصيدلية – محمد زكريا جاد أستاذ الكيمياء الحيوية ووكيل كلية كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، و نظمت فاعليات أعمالها السفيرة نهاد زكرى ، مسئول تخطيط السياسات الدولية بالجامعة التي أوضحت أن هذه الندوة تأتي في إطار حرص الجامعة على أن تكون شريك رئيسي في مناقشة التحديات المحلية و الأقليمية و العالمية المشتركة التى تواجه العالم خلال تلك الحقبة الزمنية من أثار تداعيات جائحة كورونا مع الخبراء و المتخصصين المحليين و الدوليين بغرض تقديم رؤية شاملة للأبعاد المختلفة لهذه التحديات مع طرح الحلول لمجابهتها .
و في السياق ذاته ، فقد نوهت عيسى بمنظمة الصحة العالمية إلى إنه حالياً من الصعب التكهن بالفترة النهائية التي ستستمر فيها مناعة اللقاح ولكن من المتوقع أن تتعدى العام، ولكن ما نقوله يقوم على الأدلة حتى الآن، وهي ستة أشهر ، والدراسات العلمية التى أجراها الباحثون أوضحت بأن مفعول اللقاح يبدأ بعد أسبوعين من الحصول عليه ، فالجسم يحتاج لفترة زمنية تتراوح بين أسبوع وأسبوعين لإستيعابه ، والتفاوت الزمنى هنا يأتى بحسب جسم الإنسان وقوة جهاز المناعة في إنتاج الأجسام المضادة لذا ولهذا السبب أكدت على ضرورة الإلتزام بالإجراءات الاحترازية واستخدام الكمامة والتباعد البدني.
كما أشارت إلى ان اللقاح لن يكون حلاً سحرياً ولن يكون بديلاً فورياً عن الإجراءات الاحترازية لأنه كما نعلم جميعاً لا يوجد لقاح أو علاج بفعالية 100%، دائما ثمّة أشخاص، ربما لأسباب صحية أو وراثية أو أسباب غير معلومة، لن يكونوا قادرين على إنتاج أجسام مضادة.وطالما أنه يوجد أشخاص لم يُطعّموا بعد ونسبة المطعمين ومن لديهم المناعة قليلة، ففرصة انتقال المرض لا تزال عالية. ننصح دائما بالاستمرار في هذه الإجراءات إلى أن نصل إلى درجة تمنيع مجتمعية عالية جدا وسوف يكون الجميع في أمان، يمكن ساعتها التقليل من الإجراءات الاحترازية.
وفى ختام اللقاء أستفسرت عيسى عن تضمين برنامج اليقظة الدوائية ويدعى اختصارًا PHV، المعروف أيضا باسم سلامة الدواء، ضمن البرنامج الدراسى لطلاب الكلية ، الأمر الذى أكدت تضمينه منذ سنوات عدة الدكتورة سمر منصور في برنامح الصيدلة بالجامعة الألمانية بالقاهرة ، فعلم اليقظة الدوائية يختص بجمع و متابعة و تقييم ورصد والوقاية من الآثار الضارة من المستحضرات الصيدلانية لتأمين و تعظيم الثقة لأدوية المرضى ، و أضافت أن كلية الصيدلة تسعى لتطوير مقرراتها و برامجها طبقاً للمعايير الأكاديمية المحلية و الدولية، بالإضافة إلى سعي الجامعة فتح قنوات تعاون مع الجامعات المحلية و الدولية لدعم تدريس وممارسة علم اليقظة الدوائية، فهو يمثل البوابة الآمنه لوصول الدواء إلى المجتمع،ويضع مصر على الخريطة العالمية لممارسة اليقظة الدوائية، لتحقيق دور ريادي لها إقليميًا.