الاخبارية – رويترز
قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن التصريحات التي أدلى بها شربل وهبة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال في مقابلة تلفزيونية عن دول الخليج تعبر عن رأيه الشخصي ولا تعكس موقف الدولة، وذلك في محاولة لتفادي المزيد من التوتر في العلاقات مع دول كانت حليفة ومانحة للبنان.
ويواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ حربه الأهلية من عام 1975 إلى 1990. وفقد دعما ماليا حيويا كان يحصل عليه من دول الخليج التي تشعر بالاستياء لتزايد نفوذ جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران الشيعية.
وأشعل وهبة التوتر خلال مقابلة تلفزيونية يوم الاثنين عندما ألقى بالمسؤولية فيما يبدو على دول الخليج في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وقال وهبة في مقابلة مع قناة الحرة التلفزيونية “… الدواعش ياللي جابوا لنا إياهم دول أهل المحبة والصداقة والأخوة… دول المحبة جابوا لنا الدولة الإسلامية، زرعولنا إياها بسهل نينوى وبالأنبار وبتدمر”، وهي مناطق من سوريا والعراق سيطر عليها التنظيم في عام 2014.
وقال وهبة يوم الثلاثاء إن تصريحاته حُرفت وقال عون، وهو مسيحي ماروني مثل وهبة وحليف لحزب الله، إن تصريحات الوزير تمثل “رأيه الشخصي” وأشاد بالعلاقات “الأخوية” مع دول الخليج.
واستدعت السعودية والإمارات والكويت والبحرين سفراء لبنان لديها بشأن التصريحات. وسلمت الرياض السفير مذكرة بشأن ما وصفتها بإساءات وهبة، ووصفت وزارة الخارجية الإماراتية تصريحاته بأنها “مشينة وعنصرية”.
ونددت الكويت بتصريحات وهبة واصفة إياها “بالإساءات البالغة”، بينما وصفتها البحرين “بالتصريحات المسيئة”. وأضاف البلدان أن التصريحات تتنافى مع علاقات الأخوة بين دول الخليج ولبنان.
وطالبت دول مجلس التعاون الخليجي الست وهبة بإصدار اعتذار رسمي لدول المجلس.
وقالت عدة مصادر مطلعة إنه كانت هناك مناقشات جارية بشأن استقالة الوزير في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، لكن لم يتأكد شيء بعد.
وانتقد ساسة لبنانيون وهبة أيضا.
وقال سعد الحريري، رئيس الوزراء السني المكلف الذي يحاول الآن تشكيل حكومة، إن الدعم العربي أمر حيوي.
وأضاف “كما لو أن الأزمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها لا تكفي”.
وانهار الاقتصاد اللبناني بسبب الديون مما أدى إلى تراجع قيمة عملته بشكل كبير. وأدى انفجار هائل في مرفأ بيروت في أغسطس آب إلى زيادة صعوباته مما دفع الحكومة إلى الاستقالة وهي تتولى الآن تسيير الأمور كحكومة تصريف أعمال.
وبعد أشهر ما زال الساسة في النظام الطائفي المنقسم يتنازعون على التعيينات الجديدة.
ويريد المانحون الغربيون بقيادة فرنسا، التي سبق أن أنقذت لبنان،أن تتولى الأمور حكومة تكنوقراط قبل الإفراج عن المساعدات.
ورأس الحريري العديد من الحكومات مثل والده الذي اغتيل. ولم يعلن الحريري بعد تشكيلة حكومته الجديدة في بلد لا بد فيه أن يكون رئيس الوزراء سنيا ورئيس البرلمان شيعيا والرئيس مسيحيا.