الاخبارية – رويترز
طردت إسبانيا مزيدا من المهاجرين من جيب سبتة التابع لها في شمال أفريقيا يوم الأربعاء بينما شدد المغرب الإجراءات الأمنية بعد أن تسلق الآلاف أو سبحوا لتخطي السور الحدودي في تدفق حشود صوب أوروبا.
وقالت وزارة الداخلية الإسبانية إن الشرطة والجنود الإسبان اصطحبوا مهاجرين عبر بوابة للعودة للمغرب مما أسفر عن رجوع أكثر من ثلثي ثمانية آلاف مهاجر تقريبا دخلوا سبتة على مدى اليومين الماضيين.
من جانبها، أبعدت الشرطة المغربية مئات الشبان عن السور الحدودي ومنعت آخرين من الاقتراب.
وسبح مغربيون وأفارقة من دول جنوب الصحراء الكبرى بضعة مئات من الأمتار أو تسلقوا السور الحدودي الذي يبلغ ارتفاعه ستة أمتار تقريبا لدخول جيب سبتة الذي يجتذب المهاجرين منذ فترة طويلة.
وقال مهاجر يدعى محمد من مدينة آيت ملول في جنوب غرب المغرب بعد أن أرسله الجنود الإسبان عائدا فور وصوله للجيب إلى مدينة الفنيدق الحدودية المغربية “أعطونا العصير والكعك وكان هذا كل ما في الأمر… المحظوظون هم من لديهم أقارب لاستضافتهم في سبتة”.
ويتجمع المهاجرون الذين أعادتهم السلطات الإسبانية للمغرب في الفنيدق لكنهم يقولون إنهم لا يتلقون فيها أي مساعدة.
واتهم خوان خيسوس فيفاس رئيس بلدية سبتة في البداية الرباط بالإخفاق في حراسة جانبها من الحدود في رد محتمل على استقبال إسبانيا سرا لزعيم جبهة البوليساريو لتلقي العلاج.
* ماذا كانت تنتظر إسبانيا؟
قال المصطفى الرميد وزير الدولة المغربي لحقوق الإنسان مساء يوم الثلاثاء إن المغرب من حقه “أن يمد رجله” بعد قرار استقبال إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو بمستشفى في إسبانيا.
وكتب على فيسبوك يقول “ماذا كانت تنتظر إسبانيا من المغرب، وهو يرى أن جارته تؤوي مسؤولا عن جماعة تحمل السلاح ضد المملكة؟”
وأضاف “يبدو واضحا أن إسبانيا فضلت علاقتها بجماعة البوليساريو وحاضنتها الجزائر على حساب علاقتها بالمغرب … المغرب الذي ضحى كثيرا من أجل حسن الجوار، الذي ينبغي أن يكون محل عناية كلا الدولتين الجارتين، وحرصهما الشديد على الرقي به.
“أما وان إسبانيا لم تفعل، فقد كان من حق المغرب أن يمد رجله، لتعرف إسبانيا حجم معاناة المغرب من أجل حسن الجوار، وثمن ذلك، وتعرف أيضا أن ثمن الاستهانة بالمغرب غال جدا، فتراجع نفسها وسياستها وعلاقاتها، وتحسب لجارها المغرب ما ينبغي أن يحسب له، وتحترم حقوقه عليها، كما يرعى حقوقها عليه”.
وقالت مدريد إن قرارها السماح لغالي بالدخول إليها كان إنسانيا. وتطالب جبهة البوليساريو باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب.
وفي تطور آخر، أظهرت وثيقة قضائية اطلعت عليها رويترز أن محكمة إسبانية عليا استدعت غالي للمثول أمامها في الأول من يونيو حزيران لجلسة استماع أولية في دعوى بحقه بارتكاب جرائم حرب.
وأضافت الوثيقة أن غالي رفض التوقيع على الاستدعاء. وقال مصدر مقرب من التحقيق إنه قد يسعى للاستناد إلى الحصانة الدبلوماسية بموجب جواز سفر جزائري بحوزته.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث للبرلمان إن الحكومة تعيد من دخلوا سبتة بشكل غير مشروع ولم يربط تلك الأحداث بوضع غالي ووصف المغرب بأنه صديق لإسبانيا.
لكن مصدرا دبلوماسيا مغربيا رفيعا طلب عدم ذكر اسمه قال إن الرباط استدعت سفيرتها لدى مدريد للتشاور وأضاف أن العلاقات مع المغرب تحتاج للحظة من “التأمل”.
ولم تستجب السلطات المغربية لطلبات للتعليق.
وتقع سبتة، التي يقطنها نحو 80 ألف نسمة، في أقصى الطرف الشمالي للمغرب قبالة جبل طارق. وأظهرت لقطات تلفزيونية لرويترز مئات من المهاجرين في سن المراهقة والسلطات في الجيب تنظر في أمرهم بينما وزع مسؤولون من الصليب الأحمر أغذية ومشروبات عليهم.