كتب – عادل ابراهيم
افتتح الدكتور محمود السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة فعاليات المؤتمر السنوي الثاني والثلاثون للإحصاء والنمذجة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، والذي ينظمه قسم الإحصاء بالكلية برئاسة أ.د. عبدالناصر سعيد رئيس القسم، وشهد افتتاح المؤتمر لفيف من أساتذة الإحصاء والخبراء وعلماء الإحصاء وكذلك المسؤولين الرسميين، وشهدت فعاليات المؤتمر تكريم ثلاثة من خبراء المجال الراحلين الذين أفنوا حياتهن في خدمة علم الإحصاء والكلية والوطن وهن المرحومة د. مها وجيه, والمرحومة د. جيهان شوقي والمرحومة د. ثناء الجيار.
وفي مستهل كلمته رحب «السعيد» بالمشاركين في افتتاح المؤتمر الذي تحرص كلية الاقتصاد والعلوم السياسية على إقامته سنويًا منذ عام 1989 وحتى الآن باستثناء العام الماضي, بسبب جائحة كورونا، ولفت إلى أن المؤتمر ينعقد في ظروف تشهد تغيرًا عالميًا بسبب هذه الجائحة التي غيرت وأثرت في السلوك البشري والتفاعلات الانسانية وفرضت علينا تغيرات جذرية بسبب قدرة الفيروس التي تخطت قدرة الأنظمة الصحية عالميًا، والتي من بينها أننا توقفنا عامًا عن إطلاق المؤتمر ثم عاد المؤتمر مرة أخرى لكنه عن بعد تطبيقًا للنصائح والإرشادات التي أعلنتها وزارة الصحة المصرية.
وتابع «السعيد» في كلمته، لقد اكتسب هذا المؤتمر مكانة بالغة الأهمية للباحثين خلال السنوات الماضية نظراً لحشده عدد كبير من المتخصصين والعلماء في مجال علم الإحصاء على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، والتي شهدت فعالياته مناقشة العديد من الأوراق العلمية التي تناولت أحدث التطورات والمستجدات في هذا العلم الهام.
وواصل عميد كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، المؤتمر يشهد تعاوناً بين الكلية والمؤسسات التنفيذية والبحثية والثقافية المختلفة، مثل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء وغيرها من الهيئات والمؤسسات المختلفة، مؤكدًا أن هذا الأمر يعود إلى القيمة الكبيرة التي يسعى المؤتمر لتحقيقها كونه بات أحد أهم الفعاليات الدولية المتخصصة في علم الإحصاء.
وواصل، إن هذه الجلسات التي يتضمنها برنامج المؤتمر تأتي في ظل زيادة اهتمام الدولة المصرية بجودة الإحصاءات الوطنية في السنوات الأخيرة حيث أطلق الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء في شهر سبتمبر 2020، الاستراتيجية الوطنية لتطوير النظام الإحصائي فى مصر، ولفت إلى وجود أكثر من مائة دولة حول العالم أعدت استراتيجيات وطنية لتطوير الإحصاءات بدءًا من عام 2003 وطبقتها على أرض الواقع لتشكل منتجًا وطنيًا يهدف لتطوير الإحصاءات لتعميم استخدامها في السياسات الوطنية وفي عمليات التخطيط، كما تهدف الاستراتيجيات الوطنية لتطوير الإحصاءات إلى ضم القطاعات الوطنية المختلفة إلى منظومة الإحصاءات الوطنية والاستجابة إلى التحديات التي تفرضها البيانات، وإطلاق ثورة بيانات تقودها البلاد.
وأوضح عميد الكلية أن نجاح الاستراتيجية المقترحة من قبل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- ومن واقع التجارب المختلفة لدول العالم- يتطلب وجود الدعم السياسي القوي، والتأكيد على دور الإحصاءات في عملية التنمية المستدامة في الخطابات والتصريحات الرسمية للمسؤولين، والحوار مع الفئات الرئيسية من مستخدمي البيانات (الحكومة، القطاع الخاص، المجتمع المدني) بهدف تلبية حاجاتهم، مع ضرورة وجود التمويل الكافي لتطبيق الاستراتيجية.
وواصل، إن الاستراتيجية الوطنية لتطوير الإحصاءات في مصر تحظى على اهتمام كبير من المؤتمر ولذلك فقد خصص لها إحدى جلسات المؤتمر لمناقشتها برئاسة اللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وتعقيب الأستاذ الدكتور حسين عبد العزيز أستاذ الإحصاء المتفرغ بكلية الاقتصاد ومستشار رئيس الجهاز.
كما أكد أن فعاليات المؤتمر التي تستمر على مدار يومين تعد فرصة كبيرة لتبادل الآراء والخبرات بين المهتمين وأهل الاختصاص حول أفضل الممارسات والمعايير العالمية في مجال العمل الإحصائي، ويعد مناسبة متميزة لتأكيد أهمية المعلومة الإحصائية في اتخاذ القرارات الرشيدة، وخطوة مهمة في مسيرة رحلتنا نحو بناء مستقبل أفضل للعمل الإحصائي في مصر.
وواصل «السعيد»: إننا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية نتطلع إلى أن يكون هذا المؤتمر فرصة سانحة للاستفادة من التجارب الإحصائية المتميزة، ولذلك فإنني أدعوكم جميعًا، لاغتنام هذه الفرصة المتميزة للمساهمة في تعميق أواصر العلاقات المهنية وتبادل المعلومات والخبرات الإحصائية من أجل تطوير الإحصاءات الرسمية، خاصة وأن المؤتمر سيناقش عدد 16 بحث وورقة علمية تغطي الموضوعات المتعلقة بالإحصاء التطبيقي والنظريات الإحصائية ومنهم 3 أبحاث خاصة بالباحثين الشباب.
وفي ختام كلمته وجه الشكر والتقدير إلـى اللجنة المنظمة للمؤتمر برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الناصر سعد أمين عام المؤتمر ورئيـس قسـم الإحصـاء، على جهدها العظيم في الإعداد لهذا المؤتمر لكي يخرج بشكل يليق بمكانة الكلية ويليق بالحضور الكريم، كما وجه الشكر لكل المشاركين بالدراسات والبحوث والأوراق العلمية المقدمة والتي من المتوقع أن تساهم في إثراء الجلسات العلمية المنعقدة، متمنيًا لهم التوفيق والسداد وأن تكلل أعمالهم بالنجاح.