حضرة الموقر..
-#أما بعد..
وقد أحببتك جدا..
أكثر مما يحب الشخص تلك الأنفاس التي تعانق رئتيه لتهبه الحياة..
وقد خلتكها..
بحسن ظن-أيقنت الآن-كم كان سذاجة وغباء..
وقد افترقنا أيضا..
ولا لوم عليك في ذلك رغم أنك من اختار الفراق..
لستُ عاتبا..
ولكن يبقى بداخلي سؤال أخير قبل أن يمحو فراقك الملعون خارطة وجودي ويشطبني من ذاكرة أشيائك..
ويلقي ما تبقى مني في سلة النسيان..
كيف لشخص واحد أن يؤسس مدينة أحزان كاملة داخل ضلوع آخر؟!..
أكانت قساوة الهجران تلك؟!..
أم لعنة الخذلان؟!..
وبأي ذنب استحق ذلك الآخر كل هذه العقوبة؟!..
وهو الذي أتاك بطهر مَلَكٍ..
وصدقِ نبيِّ..
رغبةِ تائبٍ..
وبراءةِ طفلٍ..
وإن كان ثمة دنس قد يلحق الأتقياء..
فلقد شرعت العودة مرات ومرات..
وإن كان من خطيئة يقترفها الأطهار..
فإن ذلك المسكين لم يعرف من الخطايا سواك..
فيا كل خطيئة أحدهم..
ويا كل جرم ارتكبه..
مات قصدُ الوزرِ قبل أن يُولدَ..
ورغم ذلك أُخذ به..
بالله عليك..
في أي ملة يُبرأُ القاتل ويؤخذ المقتول؟!..
-#يليه يا سيدي..
ومن باب العين بالعين..
وقد آذيتَ..
شردتَ..
ونفيتَ..
هل تسمح لي لمرة واحدة أن أسألك؟!..
هل تأذن لي أن أقتلك؟!..
كما قتلتَ؟!..
هل تسمح لي أن نعود لبداية الدرب فنبدل الأدوار؟!..
هل تسمح لمرة أن تصبحَ الشاطيء المسكين..
وأمسيَّ الإعصار؟!..
أم أن القتل يا سيدي مكتوب على أمثالنا فقط؟!..
غير مباح في حق جلالتكم قط..
هل تأذن لي الآن أن أشطر قلبك نصفين كما فعلتَ؟!..
نصف يبكي لفراقي..
ونصف يلعن الصدفة التي جمعتك بي..
ويسب الدرب الذي قاد إليَّ خطاك..
هو السؤال الذي أتركه لدولة قلبك..
معلقا مع باقي خيباتي على جدران مظلمتي..
يااااا حضرة قاتلي..
رغم وجع السؤال..
ما عدت أنتظر جوابا..
حين الوداع..
أو بعد الرحيل..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..