بقلم / الناقد الفني عمرو الكاشف
للأسف هناك مقولة أصبحت تنطبق على بعض الدول العربية وهي حب الوطن يكرهك اكره الوطن يحبك ففي ليبيا نستيقظ على خبر برلمان يسحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية ثم بعد سويعات من الجدل تعيد الامم المتحدة الأمور لنصابها وتعلن أن حكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة الشرعية ، هذا الخبر جعلني افكر مليا في الكتابة عن ليبيا الفن الدراما الغناء وعن الاجحاف للمواهب الليبية واعتقد إن جزء من مشاكل ليبيا انعدام الصوت الانساني الذي لم ينتجه غير الفن برسالته فمن كان يعرف المجاهد عمر المختار لولا إن ليبيا انتجت هذا الفيلم في عهد الزعيم معمر القذافي بل وباشرافه شخصيا من منا لم يستمع بمشاهدة لقاء عمالقة الفن العالمي والعربي في فيلم الرسالة العالمي الذي هو ايضا انتاج ليبي بهذا تكون ليبيا أول وأخر بلد عربي انتج اعمال عالمية تنافس بمستواها الاعمال العالمية الضخمة إلى وقتنا الحالي .
وعلى المستوى المحلي تظل المحاولات الليبية للنهوض بقطاع الدراما والسينما محاولات متعثرة ولا ترقى لأن تنضج بمستواها نحو العربية رغم إن مع نهاية السبيعينات وبداية الثمنينات كان النقاد حينها يعولون على إن من ليبيا سيأتي شيء وسيكون هناك جنيا للثمار غير إن بانسحاب الدعم المقدم من الزعيم معمر القذافي وانشغاله بقضايا اخرى جعل الساحة الفنية تتخبط فلن يعد للهيئة العامة للمسرح والسنيما اي دور يذكر ولم تعد الاعمال الليبية تسمع حتى محليا واصبحت موسمية مقتصرة على شهر رمضان فقط مثل فوزاير نيلي وشريهان
و مؤخرا لاحظنت نضوج واهتمام غير مسبوق وغزارة في الاعمال منتشرة على اليوتيوب جعلتني شخصيا استبشر خير وبدأت أحاول التركيز على وضع قراءة جدية نقدية وموضوعية للاعمال الليبية غير إن تذبذب القرارات والفوضى وتدخل المصالح جعل الفن ايضا يتذبذب فعندما تزدهر الاعمال ويرتفع مستوى محتواها ونبحث عن الاسباب سنجد ان السبب خلفه رجل لم يكن في اي يوم على علاقة بالفن ولكن ريادته وادراته اعادت للمسرح وللدراما الليبية للطريق الصحيح والحديث هنا عن السيد محمد البيوض الذي رغم جرأته وشغفه ودعمه للفن منذ توليه للهيئة العامة للمسرح والسينما إلا إن إدارته لم تسلم من النقد والقرارات المتذبذبة لحد ظهور قرار ينقل الهئية التي مقرها طرابلس لبنغازي بل وخلق كيان اخر يناصب العداء لجسم موجود مسبقا
تابعت هذا الموضوع واستغربت إن كيف لحكومة وطنية تدعي إنها جاءت لتوحد الليبيين تخلق هذه الفجوة وكأنها تريد لهذا الصرح إن ينتكس من جديد وكأن ليبيا وطن مقدر له إن يضل سجين في الفوضى ولا يكون للفن ورسالته ومن يدعمه اي دور حقيقي فأنا لا اعرف مدير الهيئة العامة لكني من خلال متابعتي المتواضعة وجدت إن مشكلة ليبيا محاربة كل من يعمل لأجل الاستقرار حتى لو كان هذا الشخص مدير لمؤسسة فنية
فالفن ليس مجرد اداء وحركات وموهبة الفن رسالة بمضامينه الاخلاقية والمجتمعية والاصلاحية وعندما يتم محاربة الفن وكأنه أخر القضايا الفاشلة في ليبيا
فلا عجب من أن نرى برلمان يصدر قرارا في الصباح وتلغيه الامم المتحدة في المساء لذا اقولها وباختصار شديد وطن لا يدعم قدرات مبدعيه وفنانيه وكوادره الصادقة بالعمل
لن نأمل إن يبني في الانسان وان يكون لرسالة الفن دور يذكر وكم كنا نعول على إن يعود الفن الليبي ويمنحه أكثر من مدير هيئة واحدة بشرط إن تكون لهم رؤية ناضجة ورسالة فنية تقرب وجهات النظر وتصلح من شأن البلاد