كتب – عادل يحيى
صدر للدكتور محمود العشيري بالاشتراك مع د. عبد العاطي هواري والدكتور محمد البدرشيني كتاب “الرصيد اللغوي المسموع؛ قائمة معجمية لرصيد مسموع الطفل العربي من الفصيحة بناءً على مدونة محوسبة” (أعلى 3000 كلمة شيوعًا)، عن دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، عَمّان، الأردن، في طبعته الأولى مطلع هذا العام 2021.
هذا الكتاب هو إصدار فريد في العربية “الرصيد اللغوي المسموع” رصيد لغوي لما يسمعه الطفل العربي من اللغة العربية الفصيحة.
وهو ثمرة عملية من ثمار تأمل هذا الواقع اللغوي الفعلي والحقيقي الذي يعيشه الطفل العربي؛ فهو يجيب عن سؤال بسيط ومحوري وهو إذا كان الطفل العربي عند عمر من ست إلى عشر سنوات يستمع من حين إلى آخر إلى هذه الدراما التليفزيونية التي تُنْتَج أو تُدَبْلَج باللغة العربية الفصحى، التي تبثها التليفزيونات العربية وتنتشر الآن على المنصات الرقمية، فما هي هذه اللغة، أو ما حصيلة المفردات، التي نتوقع أنه حصّلها منها، ونتوقع أنه يعرفها ويفهمها تمام الفهم؟ مع الأخذ في الاعتبار أن فهمه لهذه المفردات لا ينفصل عن فهم التراكيب اللغوية التي جاءت فيها.
وفي ضوء هذا يستكشف هذا العمل الدراما المتلفزة الموجهة للطفل العربي عند هذا العمر باللغة العربية المعاصرة؛ فيحدد المفردات الأكثر شيوعًا وتداولًا فيها، وهو ما نستطيع أن نبني عليه، في ضوء أرصدة أخرى تعالج المقروء أو الحصيلة التي ينتجها، نبني عليه في تعليمه اللغة وغيرها من العلوم والمعارف الأساسية بلغة سهلة وواضحة ومفهومة وغير بعيدة معجمه الذهني، لغة تُجَسِّر الفجوة بين الفصحى والعاميّات العربية المختلفة، ونبني عليه أيضًا في كتابة القصص له وشتى صنوف التأليف، بوصف هذا الرصيد يقدم لنا المفردات الأيسر منالًا والأقرب إلى ذهنه ووعيه.
وهو عمل لا يكرر جهود السابقين وإنما يبني عليها الجديد الذي يتضافر معها؛ متحررًا من أسر المحليَّة وآخذًا في حسبانه التنوع القُطْري بُغية رؤية أكثر شمولية ترى لغة الطفل أمنًا قوميًّا بالفعل، وترى الدراما التليفزيونية أفقًا للمتعة والتعلم وتنمية الوعي والإدراك.
وقد قدَّم فيه الباحثون أكثر (3000) كلمة شيوعًا في اللغة الفصيحة التي يسمعها الطفل العربي، بناء على مدونة لغوية محوسية قوامها مليون وربع المليون كلمة، لمادة لغوية جمعت على نحو منهجي من الدراما التليفزيونية الموجهة للطفل عند المرحلة العمرية من الرابعة وحتى التاسعة- من ثماني فضائيات عربية من خمس دول عربية مختلفة.
وقد جاءت المدونة، التي صدر عنها هذا الرصيد، في صورة حاسوبية مقروءة آليًّا، ومشتملةً، إلى جانب المعلومات التوثيقية لجميع عناصرها، على كل مفردات المدونة مدقَّقَةً إملائيًّا، ومُضافًا إليها التشكيل الكامل لبنية كل مفردة، إضافة إلى التحليل الصرفي الكامل، مشتملًا على التقطيع، وأقسام الكلام، والمعلومات الإحصائية التي تبيِّن تكرار كل كلمة وجذع وسابقة ولاحقة وجذر، إضافة إلى ترتيب الكلمات في قائمة كلمات المدونة تنازليًّا بحسب تكرارها، وتمييز أكثر ثلاثة آلاف كلمة (مدخل معجمي) تكرارًا وشيوعًا في المدونة لتكون مادة هذا الرصيد.
وتتكون البنية الصغرى للمدخل المعجمي في هذا العمل من المعلومات الآتية: أ) المدخل في صورته الأبسط، ب) التكرار: عدد مرات ورود المدخل في المدونة المعتمدة، ج) الجذر، د) القسم الكلامي، هـ) أمثلة مختارة ممثلة للمدخل المعجمي مستخلصة من المدونة.
وإضافة إلى متن العمل المعجمي؛ قدم الكتاب عددًا من المسارد تعرض مادة الرصيد بناء على أسس ترتيبية مختلفة كما يلي: أ) قائمة المداخل مرتبة بحسب تكرار الجذور، ب) قائمة المداخل مرتبة بحسب أقسام الكلام، ج) قائمة المداخل مرتبة ترتيبا ألفبائيًّا.
ويعد الكتاب إضافة حقيقية إلى المكتبة العربية، ونموذجًا للعمل العلمي الجاد الذي يقوم على عمل الفريق، إذ تجمع خبرة فريق التأليف بين متخصصين في علوم مختلفة تعاونت على انتاج هذا العمل؛ من تعليميّة اللغة العربية وحوسبة اللغة واللسانيات المعجمية ومعالجة اللغات الطبيعية.