فلنبدأ صباحنا بابتسامة.. وننسحب مساء برفعة يد
في اليابان.. هرولة للحاق بالقطارات.. ولكن في طوابير منتظمة
*الجميع.. ينحنون لبعضهم البعض.. دون أن تسمع صوتا
*نحن في مصر.. لدينا القواعد الأخلاقية.. التي تدفع للمودة والحب
*في “نيبال” الورود هي اللغة السائدة ولاسيما الأحمر
*بعد غدٍ.. حفلات زفاف جماعية في بعض البلدان..والدواعش يقطعون الرءوس “نكاية” في المحبين
*السلفيون حرَّموا الاحتفال به والإخوان الإرهابيون.. حرَّكتهم عواطفهم
ما أحلى أن تقوم العلاقات بين الناس على المودة والحب .. والاحترام المتبادل.. فعندئذ تتوفر لديهم عناصر القوة والبأس والأمان مما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ضد الطامعين والمقامرين والمستغلين.
وقديما.. كانت العلاقات الاجتماعية هي التي تحكم حياة الشعوب ومصائر أبنائها وأبناء أبنائها.. وذلك منذ أول تنظيم اجتماعي نشأ في الكون والذي أطلق عليه اسم العشيرة وبعده القبيلة ثم القرية ثم المدينة ثم.. ثم الدولة.
وها نحن في مصر تجمعنا -والحمد لله- دولة قوية متكاملة البنيان كل ركن فيها يدعم الركن الآخر عن طيب خاطر.. وعن رضا واستنادا إلى مبادئ الإيثار والتضحية والغيرية الاجتماعية.
***
لذا اسمحوا لي ونحن في هذا الموقف المتميز أن أسوق اقتراحا وأرجو أن ينال رضاءكم ثم تأييدكم ومساندتكم الفاعلة.
ما رأيكم في أن نبدأ صباحنا كل يوم بابتسامة صافية رائقة.. يعني ما أن ننهض من فراشنا نترك الجانب الطيب في وجداننا هو الذي يسيطر ويتغلب فتنقلب “التكشيرة” إلى ابتسامة –كما أشرت آنفا- نتبادلها جميعا قبل أن نغادر منازلنا وبعد مغادرتها..
يعني.. لا تحاول أن تستقل الأتوبيس أو السيارة أو المترو أو القطار ووجهك “عابس” أو شفتاك مغلقتين على شيء مبهم غامض.. بل اترك أساريرك تنفرج ووجهك ترتسم عليه ملامح الأمل والتفاؤل.
صدقني ذلك سيساعدك على أن تمضي يومك في جو تسوده أحاسيس السعادة.. والسرور لا الغضب والرفض والاعتراض على أي شيء وبسبب كل شيء.
وتأكد أنك سوف تجني ثمار هذه الروح الطيبة عند العودة للمنزل سواء في فترة بعد الظهر أو فترة المساء.. وبالتالي بما أنك هيئت لأن تكون إنسانا بسيطا غير متكلف وغير متقلب فالآن كل ما هو مطلوب منك أن ترفع يدك إلى أعلى طوال سيرك في الطريق لتستقبلك مئات الأيادي أو آلافها لتصبح هذه الظاهرة سمة المجتمع كله.
***
مرة كنت في زيارة لليابان وشهدت أهل العاصمة طوكيو وهم ينتشرون في الأرض كأنهم كائنات حية نشطة.. كل منهم ينحني للآخر في أدب جم.. وبلا أدنى صوت ووجوههم تحمل ابتساماتهم الفريدة.
سألت: هل هذا السلوك توقف أم أنها طبيعة شعب..؟
وجاءني الجواب:
إنها طبيعة شعب.. كان قبل عشرين سنة مضت غير متصالح مع بعضه البعض بسبب ما خلفته الحرب من آثار مدمرة هدت الكيان والبناء والإنسان إلى أن قرروا خلع أردية الغضب وارتدوا أردية السعادة.. ومن يومها وهم باتوا يوصفون بشعب الحب والصفاء والأخلاق الحميدة.
هنا أريد أن أشير إلى نقطة مهمة عندنا في مصر.. وهي كيف يتسنى لنا أن نرقى بسلوكنا ونحن نفاجأ بين كل يوم وآخر بجريمة شنيعة يرتكبها ابن في حق أمه وأبيه أو زوجة تخلع ثوب حيائها لتقتل رفيق حياتها..؟
الرد والله سهل وبسيط.. وهو أن مثل تلك الجرائم لا تمثل سوى النذر اليسير أي أنها حوادث فردية بحتة لا يجوز الوقوف أمامها حتى ولو للحظة في نفس الوقت فإنها سوف تتوارى رويدا كلما أخذت خطواتنا تثبت على الطريق الجديد لاسيما ونحن نتمتع منذ قديم الأزل بقواعد الأخلاق التي تشجع على الحب وتدفع بالمزيد من المودة المشتركة.
***
ولعلها مناسبة لأن نجعل عيد الحب هذا العام نقطة البداية لهذه الدعوة التي أرجو أن توقدوا جذوتها بكل ما أوتيتم من نبل وشجاعة وإلهام.
بعد غدٍ.. سوف يحتفل العالم بعيد الحب وهو العيد الذي تتلاقى فيه القلوب وتتشابك الأيدي وتفصح الصدور عما يجيش بداخلها ومع أن الاحتفالات تختلف من مجتمع إلى مجتمع.. نجد أن السمة السائدة هي الورد الأحمر الذي يتبادله المحبون في حماس وحرارة.
مرة كنت أقيم في فندق شهير بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي وشد انتباهي شاب ضمن فريق الخدمة يؤدي عمله بإتقان بالغ فكنت أتسامر معه وأشجعه وأطالبه بالاستمرار على نفس النهج.
فجأة.. وفي صباح ذات يوم فتحت باب الغرفة لأجد باقة ورد بالغة الأناقة والرائحة التي تنبعث منها تبدو وكأنها تشمل الكون كله.
المهم.. لم أجد بطاقة تحمل اسم صاحب الورد ولا أي شيء ينم عن شخصيته .
بعد يومين أو ثلاثة جاءني من يبلغني بأن هذا الورد قد بعث به فيزاما الذي عاد إلى بلده نيبال وليس من المنتظر أن أقابله ثانية.
بصراحة أكبرت في هذا الشاب نبل مشاعره ورقة إحساسه وتفرده بأسلوب حياتي يختلف عن غيره والذي يتميز بلده نيبال بسيطرة اللون الأحمر على كل شيء في الشارع أو في المقهى أو في المنزل أو..أو.. لأنهم يرون في هذا اللون ما يساعدهم على بلوغ عيد فيلانتين القادم.
***
على الجانب المقابل هناك شعوب أخرى تحتفل كل منها بهذا العيد وفقا لما يتمشى مع طبائعها وعاداتها وتقاليدها..
مثلا في الوقت الذي تحتفل فيه الفلبين بمئات من حفلات الزفاف الجماعية لكي تبث في قلوب الشبان والشابات معاني جميلة.. تجد عصابة مثل داعش تذيع بيانات على مدى الأسبوع الماضي تقول فيها: إنها ستحتفل بعيد الحب بقطع رءوس شبان وشابات انتقاما منهم ونكاية فيهم لا لشيء إلا لأنهم تجمعوا حول أهداف مضيئة غالية.
وهذا التصرف الغوغائي يذكرنا بموقف جماعة الإخوان الإرهابية ومن يسيرون في فلكها عندما كانوا يسيطرون على دفة الحكم في مصر.
أيامها حرموا شراء الورد الأحمر والحقائب الحمراء والملاءات الحمراء وكل شيء وجاء السلفيون ليدعوا بأن الاحتفال بعيد الحب حرام ورد الإخوان برفض دعاوى السلفيين تارة وتأييد ادعاءاتهم تارة أخرى.
***
الآن تعالوا انظروا ودعونا نشد أيادينا على أيادي بعضنا البعض.. فهذا التلاحم وذلك التكاتف كانا وراء تماسكنا وصلابتنا وفوزنا على ميليشيات الإرهاب.. وعلى مثيري الفتن ومروجي الشائعات ومع ذلك فإن المسئولية تحتم علينا الاستمرار في سياستنا حتى لا نقع في براثن مكرهم وحقدهم ونوازعهم الشيطانية.
***
مواجهات
*العقل السليم.. لابد أن يكون متوائما مع الجسم السليم.. وبذلك لا تشغل بالك بهذا “المهووس” الذي تخلى عن جسده فانفصل عنه في التو واللحظة عقله لأن الاثنين يستحيل أن يجتمعا معا.
***
*هل الإنسان النذل يعرف في قرارة نفسه أن نذلا مثله يمكن أن يلتقي به يوما ما فيقترف معه نفس السلوكيات اللا أخلاقية.
أنا شخصيا أتصور أن النذل –أي نذل- لا يستطيع التمييز بين الأشياء ونقائضها.
***
*التفاؤل شرط أساسي للإيمان بالله.
نصيحة: أحسن ظنك بالله.
ترتاح.. ويرتاح بصرك وبصيرتك وكل حواسك الأساسية وغير الأساسية.
***
*ارفع صوتك وقل: يا قاضي الحاجات أستغيث بك.. يا غافر الذنوب والخطيئات.. أجرني.. بعد فترة تطول أو تقصر ستتغير حياتك تماما إلى الأفضل طبعا.
***
*بعد أن أدرك الفنان هاني شاكر الحقيقة رغم مرارتها اتجه إلى دولالكاريبي ليحصل منها على جواز سفر وإقامة دائمة.
في نفس الوقت الذي يحصل فيه مطربو المهرجانات على السيارات والعصي الذهبية ومئات الألوف من الدولارات.
معلش يا زهر.. والكلام للأستاذ هاني شاكر.
***
*وهذا هو حسن الختام.. اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر نعيم الزوي:
قلة ضي وهم وضيق
وبنزينا وخبزه طابور
ورطوبة ودعاك طريق
وراتب غايب له شهور
ونزوح وناس معازيق
وضاقت من كل الأمور
قريب يصير لنا اطرشيق
وحالتنا تبي دكتور
***
و..و..وشكرا