من حولنا الأ
سلاكُ شائكةٌ
ومدّ الأفقِ
أشلاءٌ ..رمادْ!!
كيف انتهينا ها هنا؟
حيث الحقيقةُ بركةُ الدمِ
والهراءُ على المراجيحِ الكئيبةِ
يحتسي الشاي المنعنعً بالسوادْ
كيف انتهينا ها هنا ؟
كلٌ سيأوي قال للجبلِ الذي
سيكونُ عاصِمَه
ولكنّي أرى الطوفانَ يكتسحُ البلادْ !
اليومَ لا منجى
من الترويعِ
والتخويفِ
والتخوينِ
والتهديدِ
والترهيبِ
والضوضاءِ والصخبِ المقيتِ
من التَهدّمِ والطِرادْ !!
اليوم لا منجى
سوى أن يُدركَ الانسانُ
قيمة أن يكونَ هو المُراد!!
ماذا أسمِّي طفلةَ الأنقاضِ
تحضنُ دميةً
حمراءَ من دمِ أمهِا
والعالمُ المجنونُ يركضُ لاهثاً
في كلِّ وادْ ؟؟
ماذا أسمِّي فتيةً
يدرون أن البحرَ سوف يخونُهم
لكنَّهم ركبوه يأساً
لا عنادْ؟
ماذا أسمِّي الخائفينَ
الهاربينَ
اللاجئينَ
اليائسينَ
النادبينَ
الهائمينَ
توسّدوا حسراتِهم
يا للوسادْ !!
ماذا أسمُِي السجنَ
حين يكونُ طولَ الأرضِ
عرضَ الأرضِ
سجَّانوه أو سجناؤه
لم يعرفوا
أن الخلاصَ
رهينُ إدراكِ الحقيقةِ
أنَّه
من حقِّ غيري أن يكونَ كما أراد !!
لا بُدَُ من شيءٍ
يُعيدُ إلى الخليقةِ رُشدَها
ويؤنسن الدنيا
يُعيدُ إلى الحياةِ بريقَها
ويشدُّها
قسراً إلى سبلِ الرشادْ
لا بُدَّ من عزفٍ
يُرتِّبُ مرةً أخرى نشازَ خروجِنا
عن سُلمِ المعنى
وعن معنى التراحمِ والتوادْ
من حقِّ غيري أن يكونَ كما أرادْ !
حتى متى؟؟
سنظل أسرى ما نرى
في الكونِ متَّسعٌ لآلافِ الرؤى
وهناك زاويةُ الحيادْ
من حقُِ غيري أن يكونَ كما أراد
لو شاءَ جلَّ ثناؤه
كُنّا جميعاً
نسخةً مكرورةً من بعضِنا
فكراً ولوناً واعتقادْ
الله يا لدمامةِ الدنيا إذن
لو أنَّنا (شيءٌ) مُعادْ
الروضُ أجملُ باختلافِ ورودِه
(فالحسنُ يُظهره التضادْ)
من حقِّ غيري أن يكونَ كما أرادْ!!