كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
استقبلت الجامعة الألمانية بالقاهرة النائبة الدكتورة چيهان زكي ، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب و عضو المجمع العلمي و أستاذ الحضارة المصرية بمركز البحوث بجامعة السوربون في لقاء واسع مع الدارسين و المتخصصين من اقسام كلية العلوم التطبيقية والفنون بالجامعة و العمداء و أعضاء هيئة التدريس و كبار المسؤولين بهذا الصرح العلمي الدولي حول أهمية ملفات الفنون و الثقافة في اطار استراتيجيات الدول – مع بداية الألفية الثالثة – و في ظل تسارع وتيرة الأحداث الأقتصادية و السياسية و الأجتماعية على الساحة الدولية .
اكدت الدكتورة جيهان زكي في بداية اللقاء على أن مصر هي دولة ثقافية عظمى ، تستمد عظمتها و تفردها من إرثها الحضاري كونها دولة صاحبة ريادة في مجال الثقافة و الفنون و يشهد لها التاريخ بما صنعته من إنجازات جلية أثرت في البشرية جمعاء ، فقد أدرجت آثارها في العوالم القديمة ك”عجائب للدنيا” مثل الاهرامات و معابد الكرنك و فيما بعد، في العوالم الحديثة ك “مواقع تراث انساني ” مدرجة على قائمة اليونسكو “.
و قد أوضحت الدكتورة چيهان زكي خلال اللقاء أن “الدبلوماســـية الثقافيـــة” هي أحد فـــنون الإدارة وهي من أهم الاستراتيجيات التي تستخدم لإرساء دعائم متجددة للسياسة الخارجية للدول، وتزداد الحاجة إليها في حالة الأزمات والصعوبات شديدة الوطئة بين الدول وبعضها، لذا فإنها لم تعد ترفا في ساحة العلاقات الدولية اليوم، بل أصبحت أداة محورية للتعريف بمقومات البلاد ورؤيتها للعالم وعمقها الحضاري وحيوية شعبها من خلال إنتاجات المبدعين والمثقفين ورجال الفكر ورواد الفن وأعضاء البعثات ، كما اكدت چيهان زكي ان هذا النمط من الدبلوماسية يبرهن على أن العمل الثقافي والفني يملك وحده امتياز التواصل بسلاسة مع النخب لا سيما القاعدة العريضة من المجتمعات، قافزة على الحدود السياسية، مما دفع دول كثيرة لتعظيم الإستثمار في التمثيل الثقافي الدولي ودعمه بقوة كأداة نافذة المدى وعابرة للحدود في مواجهة التحديات الدولية وقادرة على حث شعور طيب بالاستحسان لدى الآخر وجلب نوع من إجلال وتقدير شعوب العالم.
تطرقت زكي في طرحها إلى أهمية تدريس مادة التاريخ في المدارس المصرية بشكل يتناسب مع أصالة المحتوى الحضاري و الإنساني لدولة بحجم مصر و الاستفادة في نفس الوقت من الحداثة و التطور في إستخدام التقنيات الحديثة كي تتم تنشئة الإنسان المصري و تكوينه على أسس سليمة .
وأكدت على ان اهتمام الإنسان بدراسة تاريخه ينبع من عمق وعيه بأنه صمام الامان لحاضره و منصة عتية يَثِب من فوقها نحو غدٍ افضل ، ومن هنا يجدر الاهتمام بدراسة وتحليل التاريخ إذ أنه يُعتبر علمٌ يقوم على سرد الماضي و يحاول إستنطاق البقايا الأثرية والكتابات التوثيقية لإستعادة ما وقع من أحداث و الإستفادة من دروسه سواء أكان ذلك متعلق بالطبيعة أو بالسياسية أو بالمجتمع نفسه.
نظمت فعاليات أعمال الندوة النقاشية السفيرة نهاد زكرى، مسئول تخطيط السياسات الدولية بالجامعة بالتنسيق مع الدكتور ياسر جمال حجازي رئيس الجامعة ، وأوضحت السفيرة أن هذا اللقاء يأتي في إطار حرص الجامعة على عقد سلسلة من الندوات و اللقاءات يشارك فيها الطلاب مع المسؤلين في مختلف التخصصات لطرح الرؤى حول القضايا الحيوية ذات الإهتمام المحلي و العالمي .