رواية جديدة للكاتب والإعلامي التونسي علي الخميلي
تضحيات ومعاناة المرأة التونسية والعربية في المجتمع الذكوري وتناقضاته..
أصدرت دار الوطن العربي للنشر والتوزيع، التونسية، رواية جديدة للكاتب والإعلامي التونسي علي الخميلي، تحمل عنوان “عفراء تغسل السماء”، جاءت بعد صدور روايته “قنديل الثنايا”، التي وجدت الإنتشار والتفاعل من جمهور القراء التونسيين والعرب عامة، خاصة أن كاتبها يعتمد الواقعية مبرزا الشأن السياسي والإجتماعي في شكل إبداعي أختاره أن يكون روائيا نتيجة توغله في المجال وإبراز كل تفاصيله بكل جرأة ووضوح.
ورواية “عفراء تغسل السماء” تتضمن في أكثر تفاصيلها ما تعانيه المرأة التونسية والعربية من تناقضات وما تقدمه من تضحيات في المجتمع الذكوري الذي منه من يريد استعبادها ويدعي مساندته لحقوق المرأة، على الرغم مما أدركته من وعي ونضج ومناصب في مختلف المجالات والقطاعات، ومنها رئيسة حكومة في تونس.
كما تبرز حياة طالبة مميزة تونسية وفاتنة في جمالها، وفقيرة الحال، اضطرت إلى الإنقطاع عن دراستها وهي بالسنة الجامعية الثانية لها، لتتزوج شرطيا، وتنجب طفلا جميلا قبل أن يجد زوجها حتفه وهو يقوم بواجبه الوطني، بعد اغتياله غدرا من قبل الإرهابيين في جبال “الشعابني” بمحافظة القصرين، وسط غربي البلاد، لتعيش بعده الخضخضات والمعاناة، وتجد نفسها مجبرة على طبخ الخبز على فرن صغير تقليدي، وتبيعه للمارة في مدينة القيروان العريقة لإطعام صغيرها وتدريسه.
وأثناء البحث عن حقوق زوجها التي ضاعت بين الإدارات، واللجان المكلفة بالشهداء وضحايا وجرحى الثورة، وهي بالعاصمة تونس، شاءت الصدف إلا أن تتعرف على شاب لطيف ومثقف، ومن خلاله على صديقه المهاجر بدولة عمان الشقيقة، والذي رغم إصرارها على العيش لإبنها فقط، وأمام تعدد مقترحات عائلتها عليها بإعادة تجربة الزواج خاصة أنها مازالت في ريعان شبابها، وتقديم مسن ثري في عمر والدها، حتى لا يطولها كلام السفهاء وإشاعاتهم الرخيصة، وتشبها على الرغم من ذلك بما تراه مناسبا لها، ورفضها للمقترحات، قبل خضوعها إلى الأمر الواقع وانسجامها بعد فترة من التردد مع المهاجر التونسي بعمان الذي أكد لها أنه طلّق زوجته بعد خمس سنوات من زواجه منها، حتى تتمتع بالأمومة التي لا يستطيع توفيرها له، بحكم أنه عقيم، ليبرز في آخر المطاف وبعد زواجه من عفراء ( بطلة الرواية)، أنه سليم، وقادر على الإنجاب، ما جعل الشكوك تنتابه حول خيانة زوجته، لولا الأطباء في تونس ومسقط العمانية، وأيضا في دبي الإماراتية وباريس الفرنسية وأيضا في برلين بألمانيا والذين أشاروا إليه أنه شفي من مرضه مبرزين له بحسب اختصاصهم، أن من في بطن زوجته من صلبه، لتعدد المشاهد والتفاصيل بكل تناقضاتها وحلوها ومرها، في الرواية التي كتبها علي الخميلي من الواقع التونسي العربي.
وباختصار شديد، هي رواية من الروايات التي تشد الانتباه والتشويق من حيث ارهاصاتها وارتساماتها وتناقضاتها التي تترجم من خلالها تناقضات المجتمع الذكوري العربي عامة.
وسبق للكاتب والإعلامي التونسي علي الخميلي، نشر كتب أخرى فضلا عن رواية الحال “عفراء تغسل السماء”، ورواية “قنديل الثنايا”، حيث أصدر “المتلوي.. شذرات من الذاكرة” في جزئين، وكتب أخرى في مجالات متعددة أخرى، كما سيصدر في السنة الجديدة 2023 في مطابع تونسية ومصرية وسورية مجموعة قصصية “عبر مقاهي المدينة” ورواية “هذيان في البرلمان”، وأيضا مجموعة قصصية تحمل عنوان “من ورقة التوت” وأخرى “وجع بين الفواصل والنقاط”.