تقرير : علي حفني درويش واحمد سالم
لا للموت الرخيص بأقل ثمن فإن من أحيا النفس البشرية فكاأنما أحيا الناس جميعاً فقد إنتشرت في الآونة الأخيرة العديد من حالآت الإنتحار بين الشباب والفتايات، بعدد من محافظات الجمهورية، وعلى الرغم من إختلاف أسباب ودوافع حالات الإنتحار، التى تنوعت مابين المرور بظروف نفسية سيئة أوالفشل فى تلبية إحتياجات الأسرة أو عدم موافقة الأسرة على الزواج، أو الإرغام على الزواج، ولكن توحدت وسيلة الإنتحار فى معظم الحالات، فكان “القرص القاتل” الذى يستخدم فى التصدي لتسوس القمح، هو من الأسبابً الأولي لحصد حالات الوفاة في غالبية الحالات. وإن كان هناك تنوع بين الحالات المؤدية إلى الوفاة إلا أن النتيجة في النهاية واحده وهي إزهاق الأرواح .
فقد إرتفعت حالات الإنتحار في الآونة الأخيرة لتصل الي أكثر من،،2000،، حالة إنتحار في العام السابق بمصر وبمثله او يزيد في العام الذي قبله، في مختلف محافظات الجمهورية
• وهنا يراود أذهاننا سؤالاً من هم الأكثر تضرراً من حالات الإنتحار
-لتقع الإجابة على الفور في اذهاننا بالدراسات المحققه أن الشباب هم الأكثر تضرراً في حالات الإنتحار
ففي دراسة أعدتها أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة المصرية، فإن نسبة 29.2% من طلاب المرحلة الثانوية يعانون من مشكلات نفسية، و21.7% منهم يفكرون بالإنتحار، فيما شهدت مصر 2584 حالة إنتحار خلال عام 2021، وفقًا لإحصائية صادرة عن مكتب النائب العام، بينما أوضحت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أنه على مدار السنوات الثلاث، الماضية كانت أكثر الفئات العمرية إنتحارا هم الشباب، خاصة من هم في العقد الثاني والثالث من حياتهم.
• وقد أكد اللواء محمود مهران، قيادي سابق بوزارة الداخلية، علي أن حالات الإنتحار تزايدت في الفترة الأخيرة، خصوصا في محافظات الصعيد والدلتا، التي تشهد العشرات من حالات الإنتحار أسبوعيًا، وتزايدت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، وكانت كلمة السر المشتركة في تلك الحالات ” أما أقراص حفظ الغلال ” التي تبدل دورها من الحفاظ على المحاصيل من التلف، إلى قتل الأشخاص، والتي تباع في محلات البذور الزراعية المنتشرة في القرى والمراكز او عن طريق الإنتحار شنقاً او الإلقاء بنفسه اما من الطوابق العليا او عن طريق إغراق نفسه.
• وهناك العديد من الحالات التي رصدتها اجهزة الأمن ووزارة الداخلية ووزارة الصحة ووسائل الإعلام المختلفة من حالات الوفاه عن طريق الإنتحار خلال العام الماضي في مختلف المحافظات فقد رصدت البحوث الإجتماعية: 10حالات إنتحار ،،بالقرص القاتل،، في أول أيام 2022.. والبحيرة تتصدر الموقف في بداية العام
وتتوالى الأحداث لينهي شاب حياته في مطلع الشهر الثاني من نفس العام يوم 2/7 بالحبه القاتلة في المراغه سوهاج
وتوالت الأحداث أيضاً وتمر الشهور بعد حالات عده متكرره خلال الشهور ليأتي بداية من يوم 6/13 وعلي مدار أسبوع زمني ظهر علينا ٦ حالات انتحار خلال أسبوع واحد
وتمر الأحداث وفي يوم8/9 فتاه تنهي حياتها بحبات حفظ الغلال ايضا بالبلينا بسوهاج وفي نفس الشهر و بالتحديد في يوم 8/18 تجدد أحزان قلوبنا وتفجع بخبر طفله14عام تتخلص من حياتها بحبات حفظ الغلال أيضاً بسبب مشاكل عائليه بسوهاج
وتمر بنا الأحداث الى يوم 9/22 ليظهر علينا خبر فتاه شابه جامعيه أيضا بسوهاج وتنهي حياتها بحبات حفظ الغلال
ثم تمر الأيام ليأتي يوم10/30 لتكون حبات حفظ الغلال أسرع وسيله للإنتحار في الريف ليطل علينا خبر إنتحارطالب في الصف الأول الثانوي لم يتجاوز السادسة عشر عاما من محافظه كفر الشيخ
فإن عشرات الحالات التي نراها في مصر في كل أونه وآخرى لم تقتصر على محافظة بعينها وإنما في شتى محافظات الجمهوريه
• فهل هناك أسباب مؤدية إلي تزايد حالات الإنتحار ؟
وتأتي الإجابة في أحدث تقرير للأزهر الشريف ، كشف فيه أن الفترة الأخيرة شهدت بالفعل تكرار حوادث الإنتحار بوسائل وطرق متعددة، مؤكدا أن هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع بعض أفراد المجتمع إلى الانتحار ومن أهمها.
• العنف الأسري
وأوضح الأزهر تلك الأسباب وقال إن من أبزرها المشكلات الاجتماعية والأسرية، فقد وقع الكثير من حالات الانتحار بسبب ضغوط ومشكلات اجتماعية ناتجة عن اختلال النظام الأسري في الخلاف بين الزوجين او التعامل مع الأبناء، بداية من الشدة في التعامل واستخدام العنف والصرامة في إرشادهم، وممارسة أساليب الضغط عليهم في المراحل التعليمية المختلفة، دون الأخذ في الاعتبار اختلاف درجة استيعاب كل طالب الا أن تلك المعاملة تأتي بنتائج عكسية خطيرة على الأبناء، من بينها انعدام الثقة بالنفس والاكتئاب، والإحباط القاتل الذي قد يدفع به إلى الانتحار، خوفًا من الرسوب أو الفشل، علي الرغم أن الأسرة وباعتبارها نواة المجتمع والمؤسسة التربوية الأولى للفرد فإن على الوالدين وأولياء الأمور تحمل المسؤولية الأكبر في تقديم الدعم المعنوي والنفسي لأبنائهم وذويهم، وعليهم أن يبحثوا عن مواهب وقدرات أخرى ليتقنها المتعثرون دراسيًّا دون أن يجعلوا رسوبهم وصمة عار تلحق بالأسرة.
• الإبتزاز الإلكتروني
أما السبب الثاني وراء حالات الإنتحار فهو الإبتزاز الإلكتروني فقد تسبب الابتزاز الإلكتروني خاصة للفتيات خلال السنوات الماضية، في وقوع بعض حالات الانتحار، حيث يتم تهديد الضحية بنشر صور، أو مقاطع فيديو، أو تسريب بيانات شخصية أو معلومات خاصة بها من أجل الحصول على مكاسب مادية أو إجبار الضحية على القيام بأعمال منافية للقيم والأخلاق، مما يدفع الفتاة إلى اعتبار أن الانتحار هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة.
ولكن علي الفتيات إن تعلم ان الإنتحار ليس حلًّا لمثل هذه المشاكل، وإنما يجب على من يقع ضحية الإبتزاز أن يتحلى بالشجاعة في الوقوف ضد هذا العمل الإجرامي،والإتجاه إلي القانون
أما السبب الثالث وراء الإنتحار فقد يكون هو غياب الواعي الديني والأخلاقي، فأن غياب و ضعف الواعي الديني والتردي الأخلاقي من أهم أسباب الإنتحار الناتج عن اليأس والقنوط والجزع، لأن المؤمن يدرك تمام الإدراك أن الحياة مزيج من الخير والشر، واليسر والعسر، فحين تواجهه عقبة من عقبات الحياة، فإنه يحاول التغلب عليها بسلاح الصبر على الشدائد وتحمل المكاره.
• وبالإضافة إلى ما سبق، هناك ،،سبب رابع،،مؤدي للإنتحار ويشمل عدة ظروف مجتمعة، مثل الظروف المعيشية الصعبة، وفقدان الأحباب، والإضطرابات النفسية، او سهولة الوصول لأدوات الإنتحار مثل الحصول علي حبات حفظ الغلال او ما يطلق عليها ،،حبات الموت،،
• وأن القانون المصري قد أعطي للقتل عن طريق السم أهميه كبيرة حتى أنه عزله في التجريم عن بقية مواده فوضع القتل بالسم في مادة منفصلة ومنفرد عن غيرة.
ومن المقرر أن التسمم وإن كان صورة من صور القتل العمد، إلا أن القانون المصري ميز القتل بالسم عن الصور العادية الأخرى للقتل بجعل الوسيلة التي تستخدم فيها لأحداث الموت ظرفاً مشدداً للجريمة لما ينم عن غدر وخيانة لا مثيل لهما في صور القتل الأخرى، ولذلك أفرد التسمم بالذكر في ،المادة 233،، من قانون العقوبات وعاقبت عليها بالإعدام ولو لم يقترن فيه العمد بسبق الإصرار إذ لا يشترط في جريمة القتل بالسم وجود سبق إصرار لأن تحضير السم فى جريمة القتل بالسم في حد ذاته يعتبر دالا على الإصرار، ويكفي في جريمة القتل بالسم أن تكون المواد التي استعملت في الجريمة من الجواهر السامة ومن شأنها إحداث الموت –
واذا كان الأمر في تناول أو الحصول على مثل هذه الحبات فيه سهوله ويسر فهو ما نطالب بمواجهتة والبحث عن حلول له من قبل الدوله علي أقل الأوضاع أن مثل هذه الحبه لا تباع إلا من داخل الزراعة او الجمعيات الزراعية حتى لا تكون هناك سهولة في الوصول إليها
من قبل الشباب او صغار السن او من يرغبون في الحصول اليها من اجل انهاء حياته
فأن الإنتحار جريمة إنسانية يرتكبها الإنسان في حق نفسه وأهله، وأنه مهما كانت المشكلات والصعوبات فعلى الإنسان أن يتحلى بالشجاعة في مواجهتها، ووجب علي الآباء أن يكونوأكثرحرصا في التعامل مع مشكلات أبنائهم، فبموتهم يخسر المجتمع طاقة من طاقاته البشرية التي يمكن أن تكون أداة بناء تسهم في تقدم بلادهم ورفعة أوطانهم.