بايدن أبلغ قمة مجموعة السبع بقرار تزويد كييف بالمقاتلات..!!
فرانك كيندال: الطائرات لن تغير قواعد اللعبة على الأرض ..!!
أنظمة الدفاع الجوي .. جعلت التحليق غير متاح على جانبي الصراع!!
روسيا تندد .. وتتوعد الغرب بمخاطر جسيمة ..!!
تقرير يكتبه
عبد المنعم السلموني
شهدت المعارك بين روسيا وأوكرانيا تصعيدًا خطيرًا في الأيام الأخيرة مع تصاعد الأزمة الناتجة عن موافقة الولايات المتحدة على تزويد كييف بطائرات إف-16، حيث وصلت هجمات المسيرات الأوكرانية إلى العمق الروسي، بينما شنت موسكو غارات عنيفة غير مسبوقة بالمسيرات والصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف. جاء الإعلان عن الموافقة الأمريكية عقب سقوط مدينة باخموت الأوكرانية في أيدي قوات فاجنر الروسية، بعد قتال عنيف ومرير دام 224يومًا للسيطرة على هذه المدينة التي كانت تعد رمزا لصمود وصلابة القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب!!
وقد أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن قادة مجموعة الدول الصناعية السبع، التي تضم كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، بالقرار بينما كانوا يعقدون اجتماعاتهم في مدينة هيروسيما اليابانية.
تسبب الإعلان عن سقوط المدينة في صدمة لهؤلاء القادة، وربما كان ذلك من الدوافع التي جعلت الرئيس الأمريكي يعجل بإعلان القرار أثناء اجتماعات القمة، التي كان بحث الوضع في أوكرانيا والتوسع السريع لنفوذ الصين العالمي ضمن جدول أعمالها.
لكن، هل يغير قرار بايدن قواعد اللعبة في الحرب الطاحنة التي تدور رحاها على الأراضي الأوكرانية؟؟
لقد أعطى بايدن الضوء الأخضر لتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات F-16 في أوروبا، خاصة في هولندا والدنمارك اللتين وافقتا على تدريبهم، وقال وزير القوات الجوية الأمريكية، فرانك كيندال، إن الأوكرانيين يمكن أن يكونوا جاهزين لقيادة الطائرات في غضون أشهر فقط، لكن الطائرة على الأرجح لن ” تغير قواعد اللعبة” للقوات على الأرض. “أظهرالطيارون الأوكرانيون الكثير من القدرات.”
ومع ذلك، حذر كيندال من أنه في حين أن مقاتلات إف 16المرتقبة “ستزيد من قدرات الأوكرانيين حيث لا يمتلكونها الآن، … لكن ذلك لن يمثل ذلك تغييرًا دراماتيكيًا لقواعد اللعبة وبالقدر نفسه، أشعر بقلق عميق إزاء القدرات الكلية لجيشهم.
كان كيندال قد أوضح في مارس الماضي أن الدفاعات الجوية جعلت الكثير من المجال الجوي غير متاح للطائرات على جانبي الصراع. وقال: هذا يعني أن هناك “قيودًا جوهرية” على ما يمكن للمقاتلات القيام به.
أضتف: “لذا في وجود عدد قليل من الطائرات، ومع عدم وجود مجموعة متكاملة من القدرات الحديثة، من الصعب التغلب على أنظمة الدفاع الجوي”.
جاءت تعليقات كيندال بعد أن تردد أن مسؤولي إدارة بايدن أبلغوا الدول الأوروبية أن الولايات المتحدة لن تمنع نقل طائراتها من طراز F-16 إلى أوكرانيا، وبعد أن قالت الإدارة إنها ستدعم تدريب الطيارين الأوكرانيين في أوروبا.
كان موقع Yahoo News قد كتب من قبل عن تقييم للقوات الجوية وقال إنه يمكن تدريب الطيارين الأوكرانيين في أقل من أربعة أشهر، رغم أن كيندال أكد أنه لن يكون من الممكن نقل “أعداد كبيرة” من طائرات F-16 أو طائرات غربية أخرى إلى كييف “في أقل من عدة أشهر على الأقل “.
وقد سبق للرئيس بايدن أن استبعد إرسال طائرات أمريكية مباشرة من واشنطن لأوكرانيا، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، ولكن بدا أن كيندال جعل هذا الاحتمال مفتوحًا، وقال، ردًا على سؤال حول الحصول على المقاتلات من الولايات المتحدة: “لا أعرف. أعتقد أن هناك عددًا من الاحتمالات. لم يقرر المسؤولون بعد”.
وذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي لموقع Breaking Defenseحول تسليم طائرات F-16 لأوكرانيا، “نظرًا لأن التدريب يتم خلال الأشهر المقبلة، سيقرر تحالفنا التفاصيل حول متى وكم ومن أين سيتم توفيرها. “
أضاف كيندال في شرحه للتحول الدراماتيكي للولايات المتحدة في موقفها من طائرات F-16، “كان بإمكاننا بالتأكيد أن نبدأ في وقت سابق، لكن كانت هناك أولويات أعلى بكثير”. واعترف بأن هذه الخطوة اعتبرها البعض “تصعيدية”.
وقال إن هذا التحول في رأيه الشخصي يشير إلى نظرة مستقبلية “طويلة المدى” حيث “ستبقى أوكرانيا دولة مستقلة” وستحتاج إلى “مجموعة كاملة من القدرات العسكرية لتلبية متطلباتها”.
وتتوقع أوكرانيا أن تنضم أولى طائرات F-16 للقتال بحلول الخريف، وفقًا لتقرير واشنطن بوست، مما يعني على الأرجح أن الطائرات لن تشارك في الهجوم الأوكراني المضاد هذا الربيع لاستعادة الأراضي التي استولى عليها الروس.
وفي حين أن الطائرات لن تكون متاحة للهجوم المضاد الأوكراني المتوقع أن يبدأ في غضون أسابيع، فإن اتخاذ القرارات لتزويد كييف بها كان سريعًا.
على مدى أكثر من عام، كان الحصول على طائرات F-16 في سماء أوكرانيا لاستخدامها ضد روسيا أملًا كبيرًا بالنسبة لكييف. لكن إدارة بايدن، التي تمتلك أكثر من 1000 طائرة في ترسانة الولايات المتحدة، وغيرها الكثير الذي تم بيعه لحلفاء وشركاء، رفضت ذلك مرارًا وتكرارًا. وتحتفظ واشنطن بالحق في منع الدول الأخرى من نقل هذه الطائرات إلى دول ثالثة.
فجأة قال الرئيس بايدن، إنه تم إبلاغ الحلفاء الأوروبيين -الذين لديهم طائراتF-16، وأشار العديد منهم إلى استعدادهم لتوريدها لكييف -بموافقة الإدارة لإرسال الطائرات بمجرد تنسيق الإمدادات واللوجستيات ويمكن تدريب الطيارين والميكانيكيين الأوكرانيين على استخدامها.
وذكر تقرير للواشنطن بوست أن هذا التحول جاء، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين، نتيجة للضغوط المستمرة من الحلفاء والكونجرس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قام بجولة بين العواصم الأوروبية وحضر قمة قادة مجموعة السبع في هيروشيما باليابان بعد توقفه في قمة جامعة الدول العربية بالسعودية.
تأتي خطوة تزويد كييف بطائرات مقاتلة متقدمة وسط مخاوف من أن الهجوم المضاد الأوكراني قد لا يوجه ضربة قاضية كان يأمل الكثيرون في حدوثها. ورغم مقاومة أوكرانيا خلال فصلي الشتاء والربيع، يشعر العديد من المسؤولين في واشنطن والعواصم الغربية بالقلق من أن الحرب ستستمر هذا العام، وربما بعد ذلك.
قال مسؤولون أمريكيون إن وزير الخارجية أنطوني بلينكين كان قوة رئيسية داخل الإدارة في ممارسة الضغوط للسماح للحلفاء بتسليم الطائرات، وعمل على نطاق واسع مع دول مختلفة داخل الناتو لدفع هذه السياسة إلى الأمام.
أكد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين في اليابان، أن الرئيس بايدن أبلغ حلفاء مجموعة السبع بقرار F-16 في قمتهم باليابان.
قد لا يكون الجدول الزمني بالسرعة التي تتوقعها أوكرانيا، حيث يحتاج المورّدون الراغبون -بشكل أساسي دول شمال أوروبا التي تمتلك طائرات F-16 مثل هولندا والدنمارك والنرويج وبولندا -إلى وقت لمراجعة ترساناتهم للتأكد من توفرها ويبدأ التدريب.
وكان زيلينسكي قد بحث، خلال زيارة مؤخرا لبريطانيا، مع رئيس الوزراء ريشي سوناك نقل الطائرات المقاتلة وقال زيلينسكي للصحفيين: النتائج “إيجابية للغاية”. “أرى أنه في أقرب وقت سوف نسمع بعض القرارات المهمة، لكن علينا أن نعمل أكثر على ذلك”.
وفي اليوم التالي، بعد أن التقى سوناك بنظيره الهولندي مارك روته، أعلن متحدث بريطاني أن الحكومتين اتفقتا على “العمل على بناء تحالف دولي لتزويد أوكرانيا بقدرات جوية قتالية، وتقديم كل أنواع الدعم، من التدريب إلى شراء طائرات F-16 .”
تسعى أوكرانيا للحصول على طائرات مقاتلة متطورة ليس من أجل المعارك الجوية مع الطائرات الروسية، والتي نادرًا ما تحلق فوق الأراضي الأوكرانية، ولكن لتتمكن من إطلاق صواريخ من خلف خطوطها الأمامية، عبر الدفاعات الروسية لضرب مواقع القيادة وخطوط الإمداد ومستودعات الذخيرة، وفقًا للمسؤولين الأوكرانيين. بينما أشارت كييف إلى أنها لن ترفض عرضًا لطائرات أخرى غيرF-16، فمن الواضح أنها الطائرة المفضلة لديهم، سواء في القتال الحالي أو في السنوات المقبلة حيث تبني أوكرانيا قواتها المسلحة.
وتطلق معظم الصواريخ الروسية التي تستهدف المدن الأوكرانية والبنية التحتية المدنية من داخل روسيا أو من البحر الأسود. وقال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، إن الرادار، الموجود على الطائرات التي تعود للحقبة السوفيتية، والموجود حاليًا في الترسانة الأوكرانية، “يمكنه رؤية 60 كيلومترًا فقط وضرب أهداف باستخدام صواريخ يبلغ مداها 30 كيلومترًا فقط”.
قال ريزنيكوف إن المقاتلات الروسية الحديثة، مثلSU-35، “يمكنها رؤية مدى أطول -200 كيلومتر -وضرب أهداف بمدى يزيد عن 150 كيلومترًا”. “إنه فرق كبير.”
من بين جميع المقاتلات الغربية من الجيل الرابع، بما في ذلك التورنادو البريطانية والميراج الفرنسية الصنع، فإن طائرة F-16 مرغوبة للغاية “لأنها متعددة المهام، والحمولات، وتنوع الصواريخ التي على متنها.
ولا تخطط الولايات المتحدة، في الوقت الحالي على الأقل، لتزويد أوكرانيا بطائرات F-16 بنفسها، رغم أن التردد الأولي بشأن إرسال أنظمة أسلحة متطورة، من قاذفات صواريخ دقيقة ودبابات قتال ثقيلة إلى بطاريات دفاع جوي باتريوت، قد تم التغلب عليه تدريجياً مع استمرارالحرب.
يجب إخطار الكونجرس رسميًا وإعطاؤه فرصة للاعتراض على السماح لطرف ثالث بنقل طائراتF-16 ، وهي خطوة لم تتخذها الإدارة بعد. ويتم تقصير المهلة الزمنية لرد الكونجرس على الإخطار، من 30 إلى 15 يومًا، إذا كانت الدولة التي تطلب الموافقة عضوًا في الناتو أو حفنة من الحلفاء الدفاعيين المقربين الآخرين.
وذكرت الواشنطن بوست إنه بينما اعترض بعض المشرعين على تدفق عشرات المليارات من الدولارات من الأسلحة الأمريكية، فلا يزال الدعم لأوكرانيا واسعًا وعميقًا في الكونجرس، وحث بعض الأعضاء بايدن على التحرك بخصوص طائرات F-16. تقتصر مسارات منع القرار على تمرير تشريع يحظر هذه الخطوة تحديدًا، أو قرار برفض النقض في مجلسي النواب والشيوخ.
وكانت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو قوله إن الدول الغربية ستواجه “مخاطر جسيمة” إذا زودت أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف -16.
وذكرت وكالة رويترز أن جروشكو كان يرد على سؤال حول تداعيات توفير الطائرات، وهو ما تطلبه أوكرانيا من دول الناتو.
ونقل عن جروشكو قوله: “نرى أن الدول الغربية ما زالت ملتزمة بسيناريو التصعيد. هذا ينطوي على مخاطر جسيمة على الغرب نفسه”.
“على أي حال، سيؤخذ ذلك في الاعتبار في جميع خططنا، ولدينا كل الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف التي وضعناها”.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، العقيد يوري إجنات، لتلفزيون إسبريسو، “سننتصر في هذه الحرب” بمجرد أن تنشر كييف مقاتلات إف -16، حيث يمكنها توفير غطاء دفاعي في المناطق التي كانت خارج مدى الصواريخ المضادة للطائرات.
وقال: “نحتاج إلى طائرات إف -16 لتصبح جزءًا لا يتجزأ من دفاعنا الجوي. ويمكن لهذه المقاتلات أن تشتبك مع أهداف جوية من ارتفاعات عالية ومنخفضة”، مضيفًا أن الطائرات يمكن أن تحمل أسلحة متطورة.
وقال “باستخدام إف -16، ستتمكن قواتنا البرية من تحرير الأراضي الأوكرانية المحتلة بسرعة، حيث نستهدف مواقع قيادة العدو والمجموعات العسكرية وسلاسل التوريد اللوجستية”.