**سيتوقف خبراء الكرة طويلا أمام الأحداث المفاجئة التي غيرت من مسار مباراة ذهاب نهائي دوري الأبطال الافريقي بين الأهلي والوداد المغربي على استاد القاهرة وأبرزها في تقديرنا حدثان مهمان..يمكن لمن يهمه الأمر أن يستخرج منهما الكثير من التفاصيل وربما التبريرات ..
الأول: ذلك الشجار الذي أفتعله لاعب الوداد على الدكة حميد أحداد عقب هدف بيرسي تاو الرائع قبل نهاية الشوط الأول ..إذ تشاجر مع أحد الصحفيين ووجه كلمات قاسية للجماهير التي كانت تحتفل بفرحة وسلام بالهدف الجميل.
الحدث الثاني : في الدقيقة ٨٧ عندما سجل بوهرة هدفا مباغتا في مرمى الواعد مصطفى شوبير في هجمة مفاجئة بدأت بكرة مقطوعة من الخبير معلول وتأخر في التصرف من المدافع النجم عبد المنعم ثم انتهت هدفا للوداد أثار الأقاويل والتكهنات وأفسح المجال للقيل والقال لحسبة برما حول الفرصة -التي جاءت على طبق من ذهب – للوداد لتصبح النتيجة رسميا فوز الأهلي بهدفين مقابل هدف لكن نظريا يكفي الوداد أن يفوز بهدف واحد في المغرب ، ليحتسب بهدفين ويحصل على الكأس الافريقية – للعام الثاني على التوالي- رغم أننا جميعا نعلم كم كانت الخلفيات مؤسفة وغير رياضية في نهائي العام الماضي بعد التدخلات المثيرة للجدل من الكاف.
**دعونا نسأل هل تعامل كولر مع المباراة مثلما تعامل مع مباراة الترجي في رادس في الدور قبل النهائي عندما فاز بثلاثية حققت فوزا مطمئنا في لقاء العودة بالقاهرة ؟؟
وهو ما يمكن استعارته للمقارنة بما حدث اليوم أمام الوداد.
ويؤكد ذلك أن كولر على غير العادة لم يغير من لاعبي البساط الأخضر إلا بعد تسجيل هدف الوداد – الذي كان في تقدير البعض -ضد سير المباراة بدليل الاستحواذ والتسديدات والهجمات الضائعة من الأهلي مع انكماش مغربي أعتمد أساسا على الهجمات المرتدة وتضييع وقت المباراة بمساندة غير منطقية من حكم الساحة الذي لم يكن أفضل من حكام الفار..
**في كل الأحوال ..نستطيع القول أن كتيبة الأهلي لم تقصر في الأداء رغم التوتر الذي أثارته الخطة الودادية وكان خط الدفاع الأهلاوي متماسكا مؤديا لواجبه – قدر الاستطاعة- في منطقة العمليات كما أن خط الوسط كان قاعدة للهجوم الذي صاب بعضه وخاب البعض الآخر وأفرزت المباراة نجما موهوبا هو الحارس الشاب مصطفى شوبير الذي نجح في الاختبار الثالث على التوالي مع الكتيبة الحمراء ..حتى وإن كان يتحمل جانبا من مسئولية هدف الوداد المثير للمخاوف ..وأعتقد أن ما أراده كولر من حيث المبدأ لم يحدث فيه أي تغيير..
**فقد لعبنا شوطا من مباراة شوطها الأول في القاهرة والثاني في الدار البيضاء الأسبوع القادم بإذن الله ومن المؤكد أن كولر سيتعامل مع الشوط الثاني بالتكتيك والخطة المناسبة ..ربما استبدل لاعب أو اثنان من تشكيل اليوم رغم خلو المباراة من الغيابات ..فالمطلوب في كل الأحوال هدف يريح أعصابنا من البداية ويعيد التوازن لتعود خطتنا مبنية على نتيجة معقولة ..كان في إمكاننا تحقيقها بسهولة ..كما أن التعادل في صالحنا في جميع الأحوال بإذن الله
**اطمئنوا إن لاعبي الوداد لم يحصلوا من استاد القاهرة على ما تمنوه-على غير الظاهر- والفرصة مازالت متاحة أمام أبطال الأهلي للعودة بإذن الله من الدار البيضاء بصحبة الأميرة الافريقية ..تنتظركم الجماهير المصرية المحبة والسعيدة إن شاء الله.
صالح إبراهيم