الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد
لا يختلف أحد علي مكانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو القدوه لنا في كل أفعاله وأقواله فقال سبحانه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (سورة الأحزاب : اية 21) فلابد أن نتعلم من رسول الله كل شيء فهو صلى الله عليه وسلم أعظم العظماء
والذين تخرجوا فى المدرسه النبويه كانوا علي اعلي قدر من التأهيل طبعا متأثرين به صلى الله عليه وسلم
فكان للرسول صلى الله عليه وسلم أسس للاستثمار في النفس البشريه
أهمها
**الحفاظ على الوقت فقد قال صلي الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحه و الفراغ ) (صحيح البخاري – كِتَابُ الرِّقَاقِ بَابٌ: لاَ عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ 8 \ 88 (6412 ))فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الفراغ نعمه عظيمه لابد للإنسان أن يحسن الاستفادة منها
** اظهار اهميه التعليم والتعلم فجعل صلى الله عليه وسلم الكفار الذين وقعوا أسري يوم غزوة بدر إذا أرادوا أن يعودوا الي بلدهم أن يعلموا 10 من اولاد المسلمين القراءه و الكتابه (صحيح السيرة النبوية، ص 261, التربية القيادية (3/ 74).)
فهذه سابقه في تاريخ الإنسانية كلها أن يترك صلي الله عليه وسلم الكفار بعد أن وقعوا أسري في يده صلى الله عليه وسلم وأن يجعل سبب تركهم التعليم كما قلنا
** الحرص علي اكتساب المهارات و الخبرات
فبعد أن جعل صلي الله عليه وسلم المهاجرين ( اهل مكه ) يتم استضافتهم من الأنصار ( اهل المدينه المنوره) بعد الهجره فكان من المعتاد بعد الهجره أن يتقاسم أهل المدينه مع المهاجرين المال و البيت و كل شيء فنجد أن من المهاجرين من لم يرضي أن يأخذ اي شي من أهل المدينه فكان منهم من يطلب فقط مجرد معرفه مكان السوق لثقتهم في مهاراتهم فتاجروا حتي أصبح منهم أغنياء ومنهم عبد الرحمن ابن عوف
كان عبد الرحمن ابن عوف وسعد بن الربيعة أخوين، وكان لسعد بن الربيعة دراين وكان له زوجتين فقال سعد: يا عبد الرحمن هاذين دارين لي فانظر أيهما خير لك فهو دراك وهاتين زوجتياى فانظر من هي أجمل لك فأطلقها وتتزوجها، فقال عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على السوق، وكان بن عوف تاجراً. (كتاب : الرحمة المهداة سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المؤلف: هشام محمد عبد ربه ص 109)
** لم يكتفي النبي صلى الله عليه وسلم بطلب تعلم العلوم الشرعيه بل طلب من الصحابه تعلم اللغات
فنجد من الصحابه من تعلم لغه اليهود في أيام معدوده فاتقنها
قال صلي الله عليه وسلم : “يا زيد تعلم لي كتاب يهود فإني والله ما آمن يهود على كتابي” قال زيد: فتعلمت كتابهم ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته وكنت اقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه وأجيب عنه إذا كتب. (مسند الإمام أحمد بن حنبل مسند الانصار رضي الله عنهم حديث أبي ذر رضي الله عنه 5 \ 186 (21658 ))
فقد نجد الان طلاب يظلوا سنين في الجامعه وبعد ذلك لا يتقنون اللغه
والدروس النبويه لا يمكن أن نحصرها هنا
فالمدرسة النبويه يظهر فيها مدي حرصه صلى الله عليه وسلم علي الاستثمار في الصحابه و تطوير حالتهم العلميه و العمليه
حتي وصل الصحابه لدرجه الرضا الرباني عنهم فقال سبحانه (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَة) (سورة الفتح : الاية 18)
فاحرص علي استثمار وقت فراغك فيما ينفعك و تعامل مع نفسك كانك مستثمر فيها فهو افضل استثمار لأن نفسك مستمره معك طوال حياتك