يحتفل كل منا بعيد ميلاده كل عام ويكون سعيد فى هذا اليوم ولكن هناك قصيدة أبكت الموسيقار فريد الاطرش في يوم ميلاد صديقه الشاعر الكبير كامل بك الشناوي
الفنان الراحل فريد الأطرش، جمعت بينه وبين الكاتب الكبير كامل الشناوي، علاقة صداقة قوية، وكانا لا يفترقان،
فكل ليلة السهر والسمر في منزل الأطرش، و كانا لا يفترق أيهما عن الآخر ليلًا ويتصلون تليفونيًا ظهر كل يوم مرة أو مرتين على الأقل.
وتصادف أن عرف الموسيقار الراحل أن عيد ميلاد كامل الشناوي، قد أقترب وأنه لا يحب الإحتفال بعيد ميلاده،
فطلب الموسيقار من صديقه الشناوي، أن يعطيه فرصة يحس فيها السعادة وهي أن يقيم له حفل عيد الميلاد المرتقب، وبعد تدخل من الحاضرين وإلحاح من الأصدقاء وافق الشناوي على أن يقيم الموسيقار الحفل.
الأطرش…. أعد بنفسه أصناف الطعام وقام بالتوصية على قالب «التورتة»، وحجمها وصنفها، ثم بدأ يدرس الأسماء التي يجب أن تدعي للحفل، وفي اليوم المحدد كانت سعادة الجميع بالحفل وأيضاً كانت سعادة الموسيقار لا توصف لأنه استطاع أن يقوم بشيء نحو صديقه.
وبدأ الأصدقاء يتناوبون الكلام كل يلقي خطبة لائقة بالمناسبة، ثم جاء دور المحتفى به، ووقف يلقي كلمة شكر فيها الجميع على عواطفهم النبيلة نحوه، ثم شكر الأطرش على ما قام به نحوه، ثم كانت المفاجأة التي أعلنها الشناوي قائلًا: «إنه عاجز عن أن يفي دينه نحو الموسيقار وكيف يستطيع الوفاء بالدين وهو دين لا يقدر بمال، فالعواطف والحب، لا تباع ولا تشترى، إنني سأرد ديني للموسيقار فريد الأطرش من ذات النبع، إنني أقدم له أخر ما كتبته، أخر شيء جادت به نفسي وأنا أستعد للحضور إلى هذا الحفل، إنكم فكرتموني يا إخوتي بعيد ميلادي، إنكم جعلتم هذا اليوم الشقي يطاردني منذ عرفت بقدومه منكم، إلى أن حضرت حفل الموسيقار إنني أسدد ديني للموسيقار قصيدة شعر عنوانها«عدت يا يوم مولدي، عدت أيها الشقي».
وما إن إستمع الأطرش، لكلمات الأغنية حتى كاد يطير من الفرح الممزوج بالحزن والألم فالموسيقار لا يعرف لنفسه تاريخ ميلاد، ولا سنة ميلاد، وتسببت هذه القصيدة في بكائه.
وأضاف الشناوي: «إنني أقدم لك هذه القصيدة يا عزيزي فريد هدية مني إليك وتعبيرًا عن شكري المتواضع لما قمت به نحوي»، وقام فريد بوضع اللحن على الكلمات وتسجيلها وقدمها في أحد أفلامه حيث لاقت نجاحًا كبيرًا.