كتب عادل ابراهيم
سعد رفض القبلات في الأفلام. ورث من عمه الموسيقار محمد عبد الوهاب كتير من الصفات زي الصوت و الملامح و الموهبة و حب الفن، و حتى الوسواس و الخوف من المرض و نزلات البرد، لكنه ماكنش عنده نفس الشغف و الإصرار على استمرار مشواره الفنى رغم نجاحه. موهبته ساعدته في الحصول على شهرة واسعة بلا شك. تربى سعد عبد الوهاب فى بيئة دينية محافظة و كان صديق للشيخ محمد شلتوت اللي كان بينصحه دايما بأنه يقدم أعمال هادفة، و ما يقدمش أعمال تثير الغرائز، و دا خلاه يرفض كتير من العروض السينمائية اللي اعتقد أنها تخالف هذه المبادئ.
ولد سعد حسن عبدالوهاب في ١٦ يونيه ١٩٢٦ (و فيه كلام ١٩٢٩) تخرج سعد في كلية الزراعة جامعة القاهرة عام ١٩٤٩. هو ابن الشيخ حسن اخو موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب. عمل سعد بالإذاعة فور تخرجه كمذيع لمدة خمس سنين. كان لـسعد عبدالوهاب عدة محاولات في عالم الموسيقي، لكن بعد أن التحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة اختفت. و لما اتخرج منها عام ١٩٤٩، و حصل على وظيفة كمهندس زراعي في نجع حمادي بالصعيد، لكنه رجع لاستئناف نشاطه الفني تاني، ففكر في العمل بالإذاعة المصرية، عشان يبقى قريب من أجواء الفن، و لما اعلنوا عن اختبارات قبول لدفعة جديدة من المذيعين، رجع للقاهرة، اختبر و رجع على وظيفته في الصعيد. بعد ١٠ أيام وصل المهندس سعد عبدالوهاب خطاب من الإذاعة يبلغه بنجاحه، و بيطالبه بالحضور فورا لاستلام العمل، فقرر حزم امتعته، و نقل متعلقاته إلى القاهرة، لكن جهة عمله طلبت منه الانتظار لمدة شهر، ليتمكن من الحصول على راتبه.
أول يوم لـسعد عبدالوهاب في مقر الإذاعة ذهب سعد عبدالوهاب إلى مقر الإذاعة المصرية في ٥ شارع علوي بوسط القاهرة، و استقبله كروان الإذاعة محمد فتحي، و بعد جولة سريعة تعرف خلالها على المقر، ومكان أستوديو المذيعين، و أشرف على تدريبه سعيد أبو السعد لمدة أسبوعين على قراءة النشرة، و بعدها يبدأ ممارسة مهمته أمام الميكروفون.
بعد أسبوعين بالضبط، حصل سعد عبدالوهاب على الضوء الأخضر للوقوف أمام الميكروفون، و فضل يراجع مضمون البرنامج اليوم للإذاعة قبل ما يخرج على الهواء عشان يعرضه على المستمعين، ودخل الأستوديو، وبدأ في القراءة من الورقة، وكان ينطق الكلمات ببطء شديد في البداية، و بعدها تطوز أداءه للأفضل. من الطرائف لما خرج سعد عبدالوهاب الأستوديو، وجد عامل التليفونات ينتظره، وقال له: «أنا جا لي مكالمات كتيرة من المستمعين، بيسألوا هي الإذاعة جايبة عبدالوهاب يقدم النشرة؟! 😂حرف حرف»، يقصد نشرة البرامج، و بعدها تبادل المذيع الجديد و العامل الضحك.
و بما اننا في أحداث خاصة بفلسطين اذكر انه في نشرات الاخبار بعد ما امتلك الجرأة على الميكرفون كان له أداء وصفوه انه مبالغ فيه خلال قراءة نشرة الأخبار، و خاصة فيما يتعلق بأخبار فلسطين، وكان كلما يقابل معلومة أو خبر يتعلق بالأراضي المحتلة، كان بيتفاعل معها تلقائي، و يقوم يحول الخبر إلى خطبة حماسية عن القضية الفلسطينية، و دا خلى مدير الإذاعة يستدعيه، و يبلغه أنه مقدم نشرة (يعني ناقل لخبر)، و كان رد المذيع المتحمس أنه ما يقدرش أن يتمالك أعصابه فيما يخص أخبار فلسطين، لكن مدير الإذاعة طلب قال له (لا لازم تمسك أعصابك.. وتلتزم بنص النشرة).
من مواقف الإذاعة الطريف برضه مع القارئ الشيخ عبد الرحمن الدروي في تلاوة على الهواء، فبعد ما وصل سعد لمقر عمله، و دخل الأستوديو، وجلس أمامه قارئ القرآن، و بدأ كلاهما يستعد للقيام بمهمته، قدم المذيع سعد عبد افوهاب القارئ، وبدأ الشيخ في التلاوة، وبعد ما خلص مولانا الدوري بص عالمذيع مالقاش اي رد فعل لإعلان نهاية التلاوة، وتقديم الفقرة التالية، فقرر القارئ أن يمشي على أطراف صوابع رجليه، و يتحرك ناحية المذيع، فاكتشف أنه نايم😂. أغلق القارئ ميكروفون المذيع، و مد ايده ناحيته يصحيه، و بمجرد أن فتح المذيع عينه، قال بصوت مرتفع (أيه.. حصل ايه)، فقاله الشيخ الدوري بهدوء، أنه انتهى من القراءة، و. لازم يعلن عن الفقرة التالية، و قاله اني قفلت الميكرفون عشان محدش ياخد باله باللي جرى، و شكره المذيع على ما فعله، و كمل مهمته، لكنه فضل طوال مدة عمله في الإذاعة، ما ينساش الموقف دا، ولم ينس اسم بطل الواقعة و هو القارئ الشيخ عبدالرحمن الدروي.
اكتشف مواهبه الفنية المخرج حسين فوزي اللي قدمه للسينما في فيلم “العيش و الملح”. ابتعد عن الغناء حوالي ٢٠ عام، كان مستشار للأغنية الوطنية في الإذاعة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وضع سعد السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما غناه بنفسه. قدم سعد سبعة أفلام سينمائية هي فيلم “العيش والملح” في عام ١٩٤٩ و قدم فيه دور صابر مع نعيمة عاكف، فيلم “سيبوني أغني” في عام ١٩٥٠ و قدم فيه دور حسني بيه الوجيه مع صباح، فيلم “بلدي و خفة” في عام ١٩٥٠ و قدم فيه دور محروس مع تحية كاريوكا، فيلم “أختي ستيتة” في عام ١٩٥٠ و قدم فيه دور نبيل، فيلم” بلد المحبوب” في عام ١٩٥١ مع تحية كاريوكا، فيلم”أماني العمر” في عام ١٩٥٥ و قدم فيه دور شريف سالم مع ماجدة، فيلم “علموني أحب” في عام ١٩٥٧ و قدم فيه دور سامي مع إيمان. و في المقابل ينحصر رصيده الموسيقي في غناء وتلحين ما يقارب 100 أغنية.
مع انطلاق بث التلفزيون المصري، سعى المطرب الشاب سعد عبدالوهاب لتصوير أغنيتين دينيتين، واحدة عن شهر رمضان، و الثانية عن الحج و اتذاعوا، لكنه كان دايم الشكوى من عدم تكرار عرضهم، و بالغ في حماسه للأغنيتين لدرجة أنه أعلن رغبته في تقديم أغان دينية جديدة فقط، لكن مع توقف نشاطه الفني المعتاد.
من أشهر اعمالة الغنائية: القلب القاسي، من خطوة لخطوة، الدنيا ريشه في هوا، اليومين دول، على فين وخدانى عنيك، جنة أحلامي. كما قدم و ألحان مميزة لكثير من المطربين زي محمد قنديل و شريفة فاضل و صباح و فايدة كامل وغيرهم.
تزوج سعد عبد الوهاب وأنجب ولدين هما هانى و عمرو و رحل ابنه الدكتور عمرو من ٣ سنين يعني سنة ٢٠٢٠.
توفي سعد عبد الوهاب في ٢٣ من نوفمبر عام ٢٠٠٤، عن عمر ناهز ٧٨ سنة.