في عصرنا الصعب تظهر أهمية التدين ، لأننا نشكو كلنا من تراجع أخلاقي وإنساني فظيع في مقابل تقدم علمي مذهل!
وكلمة “مفيش أخلاق” .. كلمة تتردد كثيراً ، وهي من الأسباب الأساسية لكل ما نشكو منه .. وياريت حضرتك تكون قدوة لغيرك بأخلاقك وتدينك.
وبهذه المناسبة أرى من وجهة نظري أن علاقة الإنسان مع خالقه تنقسم إلى أقسام..
١_ واحد مالوش دعوة بالدين نهائي! ماشي في حياته بمزاجه وله فلسفة خاصة! وليس من حق أحد أن يقوم بتكفيره أو إتهامه بالألحاد ، فهذه مهمة خالقنا وليس مهمتك ، وهو حر في حياته طالما أنه لم يحاول نشر أفكاره في المجتمع ، فهنا نقول له “استوب” !! لأنه تجاوز حريته الشخصية وأصبح يشكل خطراً على مجتمعه.
٢_ واحد تاني يقول ربنا في قلبي!! يعني مؤمن بالله ، لكنه في الفرائض الدينية آخر طناش سواء كان مسلم أو مسيحي!!
ويقول الدين المعاملة!
وهذا صحيح ، لكن لماذا لا تجمع بين الحسنيين .. وهل تعاملاته وأخلاقه تتفق بما يرضي الله ؟؟
٣_ واحد ثالث يؤدي الشعائر الدينية تمام التمام ، لكن أخلاقه أي كلام ، وتعاملاته تتم وفق مصالحه .. وهؤلاء للأسف هم الأغلبية في مجتمعنا .. يعني تدين شكلي
٤_ ورابع فاهم الدين غلط خالص .. يدخل في طائفة أهل التطرف والتشدد .. وهؤلاء قنبلة زمنية في مجتمعنا تهدد الوحدة الوطنية والنسيج الإجتماعي الواحد لمجتمعنا .. فالتعصب سماتهم ، وهم لا يتعاملون إلا مع أبناء دينهم فقط ، وعلاقتهم بالطرف الآخر مقطوعة تماماً ويغلب عليها العداء .. وهذا كله بالطبع ضد التدين الصحيح الجميل الذي هو مصدر الخير كله وليس الكراهية.
٥_ وأخيراً النوع الأخير يعجبني قوي قوي .. وياريت أنا وأنت نكون من هؤلاء الذين يجمعون بين الحسنيين .. عشرة على عشرة في العبادات ، ويستحقون أمتياز في الأخلاق والمعاملات ، لأنهم متدينين بحق وحقيقي.
وأخيراً فإن عبارة الدين علاقة شخصية بين الإنسان وخالقه تستحق التوقف عندها طويلاً ، فهي صحيحة إذا كان يراد لها أنها علاقة خاصة لا يجوز للغير التدخل فيها ، ولكنها غلط جداً إذا كانت هذه العلاقة لا تنعكس بالضرورة في الأخلاق والمعاملات .. فهي هنا ليست علاقة شخصية بل علاقة يشهد عليها الناس سواء بالإيجاب أو السلب!
والإيمان دوماً مرتبط بالمعاملات وهذا ما يؤكده القرآن الكريم.. “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات” .. جاءت تلك العبارة في مئات الآيات .. وهما يشكلان توأم لا ينفصل أحدهما عن الآخر.