الاخبارية – وكالات
قال الجيش الإسرائيلي إن قواته داهمت مكاتب صرافة وتحويل أموال في رام الله ومدن أخرى بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس وصادرت ملايين الدولارات التي يشتبه أنها موجهة لتمويل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن شخصا واحدا على الأقل قتل وأصيب 14 آخرون في اشتباك بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين في وسط مدينة رام الله.
وذكر بيان عسكري إسرائيلي إن الشرطة والجيش وعناصر من جهاز الأمن العام (الشاباك) نفذوا مداهمات في أنحاء الضفة الغربية، واعتقلوا 21 شخصا في رام الله وكذلك طولكرم وجنين في شمال الضفة الغربية والخليل في الجنوب.
وأضاف البيان أنه “تم خلال العملية العثور على أموال للإرهابيين ومصادرة عشرات الملايين من الشواقل وخزائن ووثائق وأنظمة تسجيل وهواتف”.
وقال الجيش إنه بالإضافة إلى مقدمي الخدمات المالية، استهدفت العملية أيضا العملات المشفرة، مع مشاركة وحدة خاصة للجرائم الإلكترونية في التحقيق.
كما اندلعت اشتباكات في عدة مواقع أخرى. وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده فتحوا النار بعد إلقاء متفجرات وقنابل حارقة وحجارة عليهم.
وفي جنين أطلقت طائرة إسرائيلية النار على مسلحين هاجموا القوات.
وكثفت قوات الأمن الإسرائيلية مداهماتها في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي شنته حماس في جنوب إسرائيل.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن حماس، التي سيطرت على السلطة في قطاع غزة عام 2007، وغيرها من الجماعات المسلحة مثل الجهاد الإسلامي، زادت من انتشارها بشكل مطرد في الضفة الغربية حيث تحظى بدعم شعبي متزايد وتمويل بملايين الدولارات من إيران.
ونفذ مسلحو حماس قبل السابع من أكتوبر تشرين الأول سلسلة من الهجمات على إسرائيليين في مستوطنات الضفة الغربية، وكانت القوات الإسرائيلية تشن مداهمات بشكل يومي تقريبا، لكنها تزايدت بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية.
وتزايدت أيضا هجمات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين مما أثار قلق الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فقد تم اعتقال ما لا يقل عن 4785 فلسطينيا منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، إلى جانب مقتل 291 شخصا على الأقل في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وذكر تقرير للمفوضية السامية لحقوق الإنسان نشر يوم الخميس أن هناك “تدهورا سريعا” في حقوق الإنسان بالضفة الغربية. وأضاف التقرير أن معظم عمليات القتل وقعت خلال عمليات قامت بها قوات الأمن الإسرائيلية أو مواجهات معها.
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إنها سجلت أيضا عمليات اعتقال تعسفي جماعية واعتقالات غير قانونية وحالات تعذيب وأشكال أخرى من سوء المعاملة للمعتقلين الفلسطينيين.
ورفضت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التقرير ووصفته بأنه “سخيف” و”مخز”. وقالت إن إسرائيل تواجه تهديدا أمنيا كبيرا في الضفة الغربية وإنها ستواصل الاعتقالات لحماية نفسها.
وشهدت الضفة الغربية بالفعل أقصى مستويات التوتر منذ عقود خلال الأشهر الثمانية عشر التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وانهارت محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة بهدف إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية قبل عقد من الزمن تقريبا. وكانت آفاق إحيائها قاتمة بالفعل قبل الحرب في غزة.