**اكتملت الصورة وأسفرت الولادة القيصرية (التعادلية) عن صعود فريقنا ثانيا إلى المركز الثاني في مجموعته ولكن برصيد متواضع ” ٣ نقاط ” من ٣ تعادلات ولكن سيناريو واحد في المباريات الثلاثة ..نتيجة ٢-٢ العنوان الرئيسي لحصاد المنتخب المصري بقبادة روي فيتورا وكذلك اشتركت المباريات الثلاثة في المفاجآت والإثارة والتكهنات واقتربت الآمال ثم ابتعدت وكادت تضيع في اللحظة الأخيرة لولا لطف السماء بملايين المصريين الذين تركوا هموم حياتهم جانبا ليتفرغوا لتشجيع المنتخب المصري والدعاء له كمرحلة أولى تطورت فيما بعد إلى الترشيحات للمدرب بمن يلعب ولا يلعب وانقلب المشجعون إلى نقاد والمتابعون إلى محللين ومنهم من لم يلمس الكرة في حياته ولكن المولد كان منصوبا..
**وفي مباراة اليوم تحول لفيلم سينمائي شبيه بالفيلم الكوميدي القديم ” عنتر ولبلب” وأعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى ذكاء فكلنا نعرف في المباريات الثلاثة من كان لبلب ومن كان عنتر الذي تلقى الصفعات ليفوز لبلب في النهاية بالعروس المنتظرة بما يشبه قراءة الفاتحة على العروس الافريقية الساحرة ” كأس الامم الافريقية” الغائبة عنا منذ ١٤ سنة !!
**يبدو أن الجهاز الفني استعان بالأمنيات او لنقل الخبرات الجماهيرية في تشكيل مباراة اليوم الذي ارتاح له الجميع بعد إصابة الغائب الحاضر محمد صلاح -فخر العرب- وتشجيعه من المدرجات طول المباراة لزملائه وسجلت الكاميرا انفعالاته التي لا تغيب!
**حتى التغييرات التي أجراها كانت أيضا بناء على طلب المستمعين (المشاهدين) لولا أنه تأخر بالدفع بكلمة السر ” تريزيجيه ” اللاعب المتكامل والرائع الذي كان نزوله بشرة خير بعد الهدف المباغت من الهجمة الوحيدة في نهاية الشوط الاول من الرأس الأخضر -حصان البطولة- واكتفي بأن يقدم نفسه بثقة للجمهور عندما خاض المباراة بدون ٧ من التشكيلة الأساسية التي كسب به المباراتين السابقتين..
ولم يكن تريزيجيه وحده هو الخيار الناجح فهناك مروان عطية- إمام عاشور -مصطفى فتحي وكذلك كهربا النادم على فرصة لا تعوض قبل النهاية ومصطفى محمد الذي أنقذ ماء الوجه ومصير المنتخب بهدف رائع لم يستطع حارس المرمى ان يفعل له شيئا وأفشل الفار احتجاجات فريق الرأس الأخضر عندما أثبت ان الكرة لمست صدره وليس يده كما اشاروا للحكم ..
**وكالعادة تواصلت لعبة عنتر ولبلب في الوقت بدل الضائع الذي امتد لنحو ١٢ دقيقة..نجح المنافس في تسجيل هدف التعادل الرائع وأصيب بعده الشناوي وعندما نزل ابو جبل الحارس البديل كانت المباراة قد انتهت.
**الحمد لله صعدنا في مباراة سجلها مكشوف للجميع بتعادل ثالث وصعود خادع مع حقيقة مهمة اكدت ان اللاعب المحلي يجب ان يكون عماد المنتخب الأساسي وألا يكون تكملة عدد بالنسبة للمحترفين لأنهم قريبون من بعضهم ويتابعون أداءهم على مدى مواسم كاملة ولا ينتظرون أخبارا تأتي او إحصائيات من التواصل الاجتماعي أو أرقاما تعامل كأنها ألواح من الصلب يمكن لويها لتغير الحال في البساط الأخضر.
**خشينا ونحن ضمن حسبة أحسن ثوالث ان نقابل السنغال في الدور ال١٦ ولكن موزمبيق الشجاعة صنعت المعجزة وتعادلت مع غانا لتفسح المجال لمنتخبنا الوطني ليظل بين الكبار..هذه المرة أحدث الدعاء التفسير الطيب المطلوب..تأهلنا وصعدنا بالمركز الثاني وأصبحت الاجواء أفضل ولكن لا تنسوا اولا أن الرطوبة مستمرة والصعوبات متزايدة بعد التباين الواضح في مستويات الأداء وظهور قوى جديدة في النظام الكروي الأفريقي مما يستوجب وضع نتيجة المشوار تحت منظار التقييم الدقيق..واستثمار الزخم الذي حققه وجود المحليين.
صالح إبراهيم