في تصريحات أقل ما توصف به أنها خرف -عافانا الله منه جميعًا – وتصدر عن شخص لا يدري ما يدور حوله هكذا ما قاله الرئيس الأمريكي جون بايدن في مؤتمر صحفي -فض فوه- أنه يطالب الرئيس “المكسيسكي السيسي” أن يفتح المعبر لإدخال المساعدات لأهل غزة، وتناسي هذا المغيب أن الرئيس السيسي هو رئيس مصر ونفتخر وتناسي أيضًا أنه ودولته شريك أساسي ولاعب محوري مع صديقه المجرم نتنياهو رئيس مجلس وزراء الاحتلال في قتل وسفك دماء أهلنا في غزة بإمداده بحاملات الطائرات والأسلحة والعتاد المتطورة لجنود الصهاينة للفتك بالشعب الفلسطيني الأعزل.
وتناسى هذا الشيطان أنه رئيس الدولة التي استخدمت حق الفيتو مرتين لإيقاف مجلس الأمن عن إصدار قرار لوقف الحرب في غزة، وتناسى أنه يرسل كل فترة وزير خارجيته بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط؛ للاجتماع بالقيادة في مصر وقطر والأردن وغيرها؛ ليدلي بتصريحات ملتوية ودبلوماسية الكذب حتى يطيل أمد الحرب ويعطي الفرصة لدولة الاحتلال لتنفيذ مخططها الإجرامي بقتل أكبر عدد من الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة.
وتناسى أيضًا أن قوات الاحتلال رفضت أكثر من مرة طلب مصر بدخول المساعدات الإنسانية لأهل غزة ما لم يتم الإفراج عن أسراهم لدى حركة حماس وأن الطائرات الإسرائيلية قصفت معبر رفح 4 مرات من الجانب الفلسطيني حتى لا تدخل المساعدات إلى أهل غزة، وأنه بالوساطة المصرية وغيرها تم عبور جزء من المساعدات إلى أهلنا في غزة، ونحو 80% منها هدية من الشعب المصري، وأن هناك عددًا كبيرًا من المصابين الفلسطينيين يتم علاجهم الآن في المستشفيات المصرية.
فكيف هذا الرئيس الأمريكي المغيب أن يقلب الحقائق هكذا.. ولكن هذا دائمًا هو الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، وهو حماية دولة إسرائيل منذ وعد بلفور الملعون، وفي نفس الوقت إضعاف الدول العربية وإقامة القواعد العسكرية على أرضها، وسرقة ونهب ثرواتها، ولن يزيح الوطن العربي هذا الكابوس الأسود الجاثم على صدره إلا بوحدة الصف وإنشاء جيش عربي مشترك يذود عن أراضيه.