كتب ابراهيم احمد – مصطفى عبد السلام
امتد التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى الهواتف المحمولة، والتي تحولت من مجرد جهاز للاتصال وإرسال الرسائل النصية إلى مساعد شخصي يسهل على مستخدميه حياتهم اليومية، بفضل ما توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي من خدمات متعددة بدايةً من اختيار أفضل طريق للذهاب لعملك مرورًا باختيار الأطعمة المناسبة لصحتك وصولًا إلى الترجمة الفورية والتعرف على الصور.
وتعزيزًا لمكانتها كشركة تحدد اتجاهات التكنولوجيا حول العالم، بادرت سامسونج باستخدام الذكاء الاصطناعي في سلسلة هواتفها الجديدة Galaxy S24، والتي تُدشن حقبة جديدة من تجارب الهواتف المحمولة المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. فإن السلسلة الجديدة ستُحدث تحوّلاً جذرياً في كيفية اتصال المستخدمين بالعالم وتمهد الطريق للعقد القادم من ابتكارات الهاتف المحمول التي تهدف سامسونج من خلالها بتعزيز التجارب اليومية للمستخدمين وتمكينهم من استكشاف إمكانات جديدة في حياتهم، وفقًا لما أكده تي إم روه، الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال الهواتف المحمولة في سامسونج.
فقد وفرت “سامسونج” العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي في سلسلة Galaxy S24، وأبرزها الترجمة الفورية Live Translate ومساعد الدردشة Chat Assistant والمترجم Interpreter، والتي جعلت عملية التواصل بين الأشخاص من ثقافات مختلفة أكثر سلاسة وسهولة من أي وقت مضى، بالإضافة إلى ذلك، فإن ميزة مساعد الصور Photo Assist، المدعومة بمحرك ProVisual، تساعد في التقاط وتحسين الصور بطرق إبداعية ومتقدمة، وتمثل هذه الميزة خطوة نحو تحسين تجربة التصوير على الهواتف الذكية، وتساهم في إثراء الذكاء الاصطناعي بأدوات تحرير الصور بشكل متقدم يتجاوز التوقعات السائدة.
وبحسب تي إم روه ، فأن هذه التقنيات لاقت ردود افعال إيجابية من جانب المستخدمين، الذين أكدوا أن المزايا الجديدة للتقنية ساهمت في حياتهم اليومية بشكل فعال من خلال ما توفره من فرص للوصول السريع والمباشر إلى المعلومات التي يحتاجونها.
ويرى تي إم روه ، أن سبب نجاح التجربة الأولى للذكاء الاصطناعي في هواتف المحمول؛ هو انها تقوم بتحليل العادات والاحتياجات لتقديم اقتراحات مخصصة، سواء كان ذلك في مجال المسارات المرورية أثناء القيادة أو اقتراحات الأطعمة أثناء البحث عن المطاعم، كما تساعد التقنيات الذكية في تحليل بيانات المستخدمين الصحية، وتقديم توصيات لتحسين الصحة ونمط الحياة.
وكشف عن عزم “سامسونج” على استمرار استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة خارج نطاق الهواتف الذكية، وتسعى الأبحاث الحالية إلى تطوير وتحسين هذه التقنية لتشمل فئات مختلفة من الأجهزة والخدمات، وذلك بهدف تعزيز التجارب وتوفير حلول مبتكرة للمستخدمين، وفي المستقبل القريب، من المتوقع أن تصبح تقنيات الذكاء الاصطناعي متاحة على الأجهزة القابلة للارتداء، وذلك بهدف تحسين الصحة الشخصية وتعزيز نمط الحياة الصحي.
وأوضح تي إم روه أنه مثل أي تكنولوجيا جديدة، تواجه تقنيات الذكاء الاصطناعي تحديات عديدة، من بينها قضايا الخصوصية والأمان. ومع ذلك، من خلال التطور المستمر والالتزام بالمعايير الأخلاقية، يمكن تقديم فرصًا هائلة لتحسين حياة البشر وتعزيز التطور الاجتماعي والاقتصادي، مشددًا على أن تحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية الاجتماعية يعتبر تحديًا مستمرًا، ولكن الجهود المبذولة في هذا المجال تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وتقدمًا للبشرية.