المؤكد أن الدهشة أصابتك وتتساءل: وما الذي جعلك تتذكره الآن وبلدنا والمنطقة من حولنا مليئة بالأحداث ..
والإجابة كلامك صح ، ولذلك قررت الكتابة عنه ، ففي هذه الأيام بالذات تجري فاعلية ثقافية مهمة وهي إختيار أفضل فيلم أخلاقي عرض العام الماضي بعيداً عن “العك” والجنس وقلة الأدب ويعبر عن أخلاقيات مجتمعنا ومشاكل الناس ..
وصاحب هذه الفاعلية المهمة المركز الكاثوليكي للسينما وقد كتبت عنه وعن رئيسه الأب “بطرس دانيال” قبل أيام ..
لكن ما دخل الفنان”محمود شكوكو” في هذا الموضوع ؟؟
والإجابة أن البعض رآه نموذج للفن الهابط في مقابل الفن الراقي !!
وإذا سألتني من جديد ولماذا اختاروا “شكوكو” بالذات نموذج لكل فن سيئ ومبتذل ؟؟
تكون إجابتي أن وراء ذلك قصة خلاصتها أن صحفي ذهب إلى الكاتب الكبير “عباس العقاد” رحمه الله سأله عن رأيه في “شكوكو” ..
فتعجب من سؤاله قائلا: مين “شكوكو” ؟؟ أنا لا أشاهد هذه التفاهات والأعمال الهابطة !!
وأسرع الصحفي الهمام إلى الفنان الشهير ونقل إليه رأي “العقاد” !!
فقال “شكوكو” بعفوية: خللي “العقاد” يقف في ميدان شهير وأنا سأقف إلى الجانب الآخر من الميدان ..
وهايشوف مين الناس اللي هتعرفه وتلتف حوله !!
وواضح أن هذا الصحفي كان “عفريت” فقد سارع إلى “العقاد” ناقلا إليه رسالة “شكوكو” !!
فابتسم الكاتب الكبير قائلا: قول لصاحبك يقف في الميدان .. وتقف راقصة في الجانب الآخر وسيشاهد بنفسه أن الناس قد تركته وذهبت إلى الراقصة ..!!
وخلاصة القصة أن الفن الهابط يكسب في شباك التذاكر ، أما أفلام المركز الكاثوليكي التي ستنتهي فاعليتها يوم الجمعة القادم لم ينجح معظمها جماهيرياً ، أو تحقق إيرادات عالية برغم أنها تدعو إلى الأخلاق وكل شيء إيجابي في حياتنا ..!!
وعندي شجاعة الإعتراف أنني وقعت في هذا الخطأ السنة الماضية وأعتذر .. وكان ذلك عند تعليقي على النجاح الساحق الذي حققه الفنان “محمد رمضان” في مسلسل “جعفر العمدة” حيث ذكرت أن “شكوكو” في عصره كان واسع الإنتشار زي “محمد رمضان” بالضبط !!
ولم تكن هذه المقارنة في محلها بعدما درست سيرة الفنان الراحل ، وعرفت أنه قدم لون جديد من الفن الشعبي لم يكن معروفاً من قبل ..
وغداً بإذن الله أتحدث معك عنه وسترى أنه فنان مختلف عن كل الفنانين الذين أنجبتهم مصر ..
وأعود إلى “العقاد” وأقول أنه كاتب عظيم قدم مجموعة رائعة من الكتب في الإسلاميات وغيرها .. فهو عبقري في مجاله ، لكن عيبه أنه كان يعيش في برج عال ، وأسلوبه في الكتابة صعب فلا يفهمه إلا المثقفين فقط وليس عامة الناس العاديين ..
وهكذا بعض الأفلام الجمهور لا يفهمها لكن النقاد يشيدون بها ويقولون أنها عظيمة وتطوير لفن السينما .. أفلام تشبه أسلوب “العقاد” .. عجائب !!