أظن أن عنواني يحتاج إلى تفسير!
يعني إيه شعب مصر قام بتكريم فنان ؟؟
الدولة هي التي تفعل ذلك نيابة عن شعب مصر ، وتقوم بتكريمه ومنحه وسام ..
فهل العنوان مكتوب بطريقة غلط ؟؟
والأمر الثاني: يعني إيه تكريم إستثنائي الذي لم يحدث من قبل مع أي فنان ؟؟
ثم هناك واقعة ثالثة حدثت له في نادي الزمالك لم تحدث من قبل مع أي فنان آخر ..
وأبدأ الموضوع من أوله مؤكداً أن العنوان صح تماماً ..
وصاحبه “محمود شكوكو” الفنان الشعبي ، وقد بدأت الحديث عنه بالأمس ..
واشتهر بالجلباب البلدي والطاقية الطويلة التي يضعها على رأسه وهو يغني ويمثل ، ومنظره هذا بالإضافة إلى أغانيه لفتت إليه الأنظار بشدة لدرجة أن نحات صنع له تمثالاً من طين الصلصال وعرضه للبيع واسماه عروسة “شكوكو” ..
وانتشرت إنتشاراً واسعاً جداً لدرجة أن صناع الحلوى أصبحوا يصنعون عروسة “شكوكو” والحصان الفارس لتباع في مواسم الموالد والأعياد ..
وهذا بالطبع لم يحدث مع أي فنان آخر في تاريخ بلادنا .. ولذلك أخترت عنواني .. فنان قام شعب مصر بتكريمه بطريقة إستثنائية .. فالدولة والحكومة لا صلة لها بعرائس المولد .. والعديد منها تمثل “شكوكو”.
وهناك أسباب ثلاث لهذا النجاح العظيم .. فهو إبن الطبقة الشعبية لم ينفصل عنها أبدا برغم نجاحه الكبير والأموال الطائلة التي كسبها ..
وهذا أمر إستثنائي آخر لأن الفنان الشعبي الناجح يصعد إلى طبقة الأثرياء وينفصل عن طبقته ، ولا يعقل أن يظل مكانه بين أبناء الطبقة الوسطى ..
والأمر الثاني منظره العجيب وهو يغني “بطرطوره” أو الطاقية الطويلة ..
وأخيراً خفة دمه ونجاحه في تطوير أغاني المنولوج ، ونجح في تقديم الجديد في هذا المجال ، ولم يكتف بأغاني الحب والهيام والغرام ، بل قدم أغاني شعبية تعبر عن الطبقة التي ينتمي إليها.
وفي إحدى المرات كان يغني في نادي “الزمالك” واسمه زمان نادي “المختلط” ، وصفقت له الجماهير بحرارة وبعده ظهر على المسرح أكثر من مطرب .. وقبل أن ينتهي الحفل فوجئ المسئولين في الإذاعة والنادي بالجماهير الحاضرة وهي تصيح عايزين “شكوكو” .. عايزين “شكوكو” !!
وكان الرجل على وشك الإنصراف فاضطر إلى تغيير ملابسه وإرتداء الجلباب الطويل والطرطور .. وظهر لمعجبيه من جديد في حفل نادي ‘الزمالك” ..
وكانت هذه المرة الأولى والأخيرة على ما أظن في تاريخ الحفلات الغنائية ظهور مطرب من جديد بعد إنتهاء وصلته بناءً على طلب الجماهير ..
كان رحمه الله إنسان أمي لا يعرف القراءة والكتابة ، لكنه أستطاع تعلمهما دون أن يدخل المدارس .. ونال العديد من الضرب والتلطيش من والده بسبب حبه للفن ..
ويقول في ذلك: الحمد لله أبويا رضى عني قبل ما يموت !