إن اغلى ما فى الحياة الحب ونبع الحب فى الوجود ينبعث من قلوب الأمهات .
الأم .. إنها إحساس ظريف .. وهمس لطيف .. وشعور نازف بدمع جارف .
الأم .. جمال وإبداع .. وخيال وإمتاع .. وجوهره مصونه ولؤلؤه مكنونه .
حبى الشديد لأمــى ، جعلنى استطيع أن اجعل فى قلبى نموذجاً يرمز الى الوفاء : ( رحمها الله وأدخلها فسيح جناته ) .. إن الإنسان أى إنسان هو بعض من تكوين أمه منها تكون لا فى الجسد والمادة وحدها بل وفى العاطفة أيضا وإذا كان الإنسان إجتماعيا بفطرته .. ومدنيا بطبيعنه فإن أول إنتماء ينتمى إليه المولود هو الإنتماء إلى أمه فهى المرجع بالنسبة إليه والمأوى لجسده وروحه قبل أن تقوم بينه وبين الآخرين أية علاقة وأية روابط للإنتماء .. فإذا ما تقدم على درب حياته وجد أمه راعية فى الأسرة .
ومهما كانت الأسباب التى من أجلها كان عيد الأم إلا أن الأم فى حد ذاتها شعور جميل يستحق بجدارة بأن يكون لها عيد يحتفل الناس به ، يستحق وبقوة أن يكون لها يوم يقف كل إنسان مع نفسه ليجدد فى روحه دماء حبه لامه .
إن يوم 21 مارس من كل عام هو عيداً للأم ، وهو بداية الربيع .. فصل الحب .. فصل الحياة .. فصل تفتح فيه الأزهار . إننا ننسى الأم وتضحيتها ، ولا نذكرها إلا عندما يختطفها الموت . فلماذا لا نكرمها ؟ ونقدم لها فى عيدها الهدايا ، ونشعرها بجلال الأمومة .. ولا يأتى هذا اليوم إلا تذكرت ( الأم ) .. عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك . فإنه بهذا يشير من قريب ومن بعيد إلى حنان الأم وفضلها الأشمل والأعم من فضل الوالد . 🙁 ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن ) أى وأمرنا الإنسان ببر والديه ، حملته أمه ضعفا على ضعف ، وشدة على شدة : (حملته أمه كرها ووضعته كرها ) أى : حملته أمه فى بطنها مشقة وولدته بمشقة ثم لم تزل تعانى المتاعب والآلام فى تربيته والسهر عليه حتى يصبح وليدا وناشئاً .
وعيد ( الأم ) نجح فى إسعاد ملايين الأمهات ، وثبت من الإحصائيات أن مجموع المشتريات فى هذا العيد من المحلات التجارية ، تفوق المشتريات فى العيد الصغير وأعياد الميلاد .. ولكنى أحب أن أنبه أن جمال هدايا العيد .. هى أن يقدمها الابن من المصروف الشخصى الذى اقتصد بعضه على مر الأيام .. لا أن يدفع الأب ثمنها كما يحدث فى بعض الحالات .
وقد ينادى البعض بتغيير اسم ( عيد الأم ) إلى عيد الأسرة : إن الذين يطالبون بتغيير اسم عيد الأم هم الذين عجزوا عن خلق عيد جديــد .. فراحوا يحاولون سرقة عيد ناجح بتغيير اسمه .. إن أمامهم (365 ) يوماً فى كل سنة ويستطيعون أن يختاروا يوماً من هذه الأيام .. يطلقون عليه اسم يوم الأسرة .. فإن لعيد الأم فكرة .. ولعيد الأسرة فكرة أخرى .. ومن السذاجة الخلط بين الفكرتين .. والمقصود بفكرة (عيــد الأم ) ؟ أن نكرم الإنسانة .. أن نكرم الأم .. أن نشكر الإنسانة التى تعطينا عمرها وعرقها وسعادتها .. ومع ذلك يختفى اسمها .. فعندما ينجح الشاب يحمل معه إلى القمة اسم والده .. أما الأم فينسى الناس جهدها وسط الهتاف لولدها .
ولو كانت أمى ( هاجـر ) على قيد الحياة .. لقدمت لها .. مقالاتى التى كتبتها ، فى عشقى وحبى لها ، فإننى أعرف أنه كان يسعد أمى .. أن تعرف أن ابنها نجح فى إسعاد كثير من الأمهات .
وفى يوم الأم أشعر بالسعادة .. وقد هاجم بعض الكتاب فكرة ( عيد الأم ) .. لأنها تذكر اليتامى بأمهاتهم .. فيذرفون عليهن الدموع .. وهذه الدموع لا تحرق قلوب اليتامى .. إنما تنقيها وتهذبها .. وأنا اذهب يوم 21 مارس إلى قبر أمـى ( رحمها الله ) .. وأضع عليه باقة من الورد .. وأقرأ عليها الفاتحة .. ثم أقول لها شكراً يا أمى .. وفى نفس الوقت أبحث عن أم تغيب ابنها .. وأحاول أن أسعدها اليوم نيابة عن ولدها . ويوم 21 مارس يمثل قاعدة ضخمة تنطلق منها أجمل ما فى الحياة من قيم ومثل ، وإخلاص ووفاء للأم . واهبة الدنيـا وصانعـة الحيـاة .
باقة حب الى كل أم .. عليكم جميعاً اهدائها الى امهاتكم فى كل يوم بل فى كل وقت .
أهديك ذهب إنت أغلى .. أهديك ورد إنت أحلى .. أهديك عمرى وياريت يسوى . ( كل عام وكل الأمهات بخير ) .