للأسف الشديد أصبح تشغيل الخريجين هو آخر اهتمام الدولة، فالشاب الخريج كلف الدولة نحو نصف مليون جنيه فى دراسته وتعليمه وخدماته، فضلا عن تعب الأسرة الشاق، هل توجد دولة فى العالم بلا خطة لتوظيف طاقات الشباب ولوفى القطاع الخاص ضمن خطة تنمية واضحة. فكيف نصنع المستقبل؟!، رحم الله زمان عندما كان يصل بابك خطاب التعيين فور نجاحك، لأنه بعد إجتماعى التزمت به الدولة تجاه شعبها حتى فى أيام النكبة، الآن يتخرج من التعليم العالى والفنى نحو 1,5 مليون شاب سنويا هم عصارة جهد البلد والشعب، ومنذ نحو 25 عاما ولا أمل لديهم أو عمل إلا الضياع بمعنى الكلمة ، فنجد مئات الآلاف تركوا مصر هربا أو موتا من الظروف القاسية التى تحاصرهم، وانسداد الأمل فى العمل، غرق منهم نحو40 ألفا، والباقون يملأون المقاهي أوفى عمل يهدر كرامتهم. واتجه البعض للجريمة والمخدرات أو الانتحار أو الموت خسرة، أما الأهل فهم فى كمد وحزن على أبنائهم وأحلامهم التى قتلت قبل أن تتنفس، ماذا يعنى مثلا أن المدارس بها عجز نحو نصف مليون معلم والشلل يصيب العملية التعليمية إلا من مؤقتين أو متطوعين بالشارع بينما خريجو التربية بالملايين يتسولون العمل وهو تخصصهم الوحيد، بحجة ضعف ميزانية التعليم (2 بالمائة) بالميزانية، بينما دولة مثل رواندا التى خرجت من حرب طاحنة تخصص 17% وقفزت لأعلى درجة تنمية فى إفريقيا فى 10سنوات.وفاقت مصر بمراحل..إن مايحدث يكشف أننا نضيع الجيل ومستقبل البلد عمدا، بينما لدينا إمكانات هائلة تفوق معظم الدول المتقدمة، وخامات نادرة عالميا ومعظم آثار العالم القديم وقطاعات السياحة التى ليس لها مثيل فى التنوع ، فنجدها فى رواندا الفقيرة فى معظم الإمكانات أكبر مصدر للعملات الأجنبية، فسجلت أعلى نسبة تنمية فى إفريقيا .. ياسادة نحتاج خطة جادة وعملية لتنمية اقتصاد وخير مصر الوفير.. لفتح فرص العمل لشبابنا ..اللهم فاشهد…