كتب عادل احمد
منذ ستة أعوام بدأت المدرسة الشتوية للأطياف بهدف نشر تطبيقات علم الأطياف بين شباب الباحثين والمهتمين بأحدث المستجدات في علوم الأطياف. وقد شارك في المدارس السابقة متخصصون من روسيا والمانيا وايطاليا، من كبار المتخصصين في علوم الأطياف وتطبيقاتها، في تدريب المشاركين وهو ما أتاح فرصة الاحتكاك بمدارس علمية متنوعة تثقل مهارات شباب الباحثين، وتعرف المجتمع العلمي بتطبيقات علم الطيف.
وأقيمت فعاليات المدرسة هذا العام برعاية كريمة من الأستاذ الدكتور/ حسين درويش – القائم بعمل رئيس المركز القومي للبحوث، وبرئاسة الأستاذ الدكتور/ مدحت ابراهيم – عميد معهد البحوث الفيزيقية السابق ورئيس المدرسة. والجدير بالذكر ان مدرسة هذا العام جاءت في اطار تعاون بين المركز القومي للبحوث والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بالإضافة إلي جامعه عين شمس.
وصرح الأستاذ الدكتور/ مدحت ابراهيم بأن مشاركات هذا العام لم تقتصر فقط علي شباب الباحثين بل شهدت مشاركين من مدرسة السويدى للتكنولوجيا التطبيقية والبرمجيات تم تدريبهم علي كيفية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في استكشاف مواد جديدة وكيفية الدمج بين الذكاء الاصطناعي والنمذجة الجزيئية.
وكان الموضوع الرئيسي هذا العام هو كيفية استخدام الجرافين ومشتقاته في العديد من التطبيقات معمليا في وحدات ومعامل مختلفة بالمركز القومي للبحوث بالإضافة إلي دراسة النمذجة الجزيئية للجرافين لفهم تركيبه وصفاته المختلفة للتوظيف الأمثل في التطبيقات الحديثة.
تم تقسيم المشاركين الي 9 مجموعات علي راس كل مجموعه احد الخبراء في مجال الاطياف وتطبيقاتها وتم استعراض أساسيات علم الطيف والنمذجة الجزيئية كما تم تحديد نقطة بحثية لكل مجموعه لدراستها أثناء فعاليات المدرسة بحيث تتركز النقاط البحثية حول كيفيه ايجاد تطبيق لمشتقات الجرافين للحصول علي مواد ذكيه تستخدم كمستشعرات للغازات الضارة، وهناك تطبيق آخر في مجال الحد من التلوث، وكذلك تم التطبيق في مجال العلوم الحيوية مثل إمكانية استخدام الجرافين مع بوليمرات حيوية كموصلات دوائية، كما تم تطوير مركبات من الجرافين والعديد من الآكاسيد النانومترية التى تستخدم للوقاية من الاشعاعات المؤينة، وأخيرا يجري استخدام الجرافين مع العديد من المركبات النانوية بهدف تطبيقها في مجال تخزين الطاقة.
وشارك عدد من الاساتذه المتخصصين في علوم الأطياف وعلوم المواد منهم من المركز القومى للبحوث الاستاذ الدكتور/ أسامه عثمان – استاذ الفيزياء الحيوية ورئيس قسم الطيف السابق، والاستاذ الدكتور/ محمد سليم عبد العال – أستاذ الأطياف وتطبيقاتها، والأستاذ الدكتور/ عبد العزيز عبد الحليم – أستاذ الفيزياء الحيوية بالإضافة إلي السيدة الاستاذ الدكتور/ حنان الحايس – أستاذ علوم المواد بكلية البنات جامعه عين شمس ومنسق المدرسة.
كما اوضح دكتور مدحت ابراهيم أن المدرسة تقوم بدور مهم لنشر علوم الاطياف من مختلف الجوانب العملية والنظرية. وشهد هذا العام مشاركة 84 مشاركا في فعاليات المدرسة علي ثلاث مراحل في الفتره من 3 فبراير ومستمر حتي 27 مارس 2024.
المرحلة الاولي تم فيها استعراض أساسيات الأطياف والنمذجة الجزيئية، وفى المرحلة الثانية تم عرض كيفية تطبيق هذه الأساسيات في علاج مشكلة بحثية من المشكلات الموجودة علي الساحة شملت مجالات تلوث البيئة والتغيرات المناخية والمواد الذكية والمستشعرات الحيوية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في استنباط مواد جديدة، وشملت المرحلة الثالثة استخلاص النتائج وكيفية كتابة ورقة علمية لتدريب المشاركين علي المهارات الأساسية في الكتابة والنشر العلمي.
والجدير بالذكر أن عددا من المجموعات لاتزال مستمرة بعد انتهاء المدرسة لاستكمال النقاط البحثية خصوصا ان البعض يحتاج إلي دراسات تأكيدية معملية وهو مايستلزم بعض الوقت.
وبناء علي ماتم من المتوقع أن تستكمل مخرجات المدرسة في صورة نتائج يمكن نشرها في دوريات علمية وسبق للمشاركين في المدارس السابقة نشر بحوث علمية بالفعل فى مجلات دولية ذات معامل تاثير وهو مايمثل أهمية كبيرة لمخرجات المدارس الشتوية للأطياف.