القيمة الثامنة عشر
هل تعرفون ما الفرق بين كلمة “صوم” و “صيام” ؟
إن القران العظيم ليس به كلمات مترادفة أبدا!!
الصيام : كما تعلمون هو الامتناع عن الطعام والشراب وباقي المفطرات من الفجر حتى المغرب وهي الفريضه المعروفة خلال شهر رمضان المبارك .
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ”البقرة/183، ولم يقل الصوم.
أما الصوم: فيخص اللسان وليس المعده خاصة قول الحق والامتناع عن قول الزور سواء في رمضان أو غيره.
قال تعالى: “فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا”.سورة مريم /26.
هنا نلاحظ أن مريم عليها السلام نذرت صوما وهي تأكل وتشرب .
“فالصيام” وحده دون أن يرافقه “الصوم” لا يؤدي الغرض المطلوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”..
قال الله تعالى في الحديث القدسي: ” كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به “
هل لاحظت أن الله ذكر الصوم ولم يذكر الصيام !!
كلنا كنا نظن أن المقصود في هذا الحديث هو الصيام وليس الصوم
فالصيام يقدر عليه حتى الطفل الصغير.
أما الصوم فهو الذي يحتاج الي صبر عظيم فالصبر على أذية الخلق والصبر على أداء الحقوق وقول الحق هي من الأمور التي تحتاج إلى جهاد عظيم مع النفس ..
و لنضرب مثالاً أخر في لنقف مدى بلاغة وفصاحة اللفظ القرآني الكريم كلمة “رب” و “ربي”
فكلمة “ربِّي” إذا وقعت منادى حذفنا ياء المتكلِّمِ مِنْ آخِرِها ، فنقولُ : ربِّ اكتُبْ ليَ النجاحَ! ربِّ ارحَمْ أمواتَنا! … كما في قوله تعالى(ربِّ اغفر لي ولوالدَيَّ) سورة نوح /28 … ( ربِّ لا تذَرْني فَرْدًا) الأنبياء/ 89،
وتبقى الياء إذا وقعت اسمًأ لإنَّ كقوله تعالى(… إنَّ ربي رحيمٌ وَدُود …)سورة هود/90، أو مبتدأ كقوله تعالى( قلْ ربي أعلم بعِدَّتهم…) الكهف /23،. وهكذا.
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبلغنا رمضان إيمانا واحتسابا أنا وجميع المسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، المخلصين و المخلصات .
والله تعالى أعلى وأعلم