عُمر طالب بالشهادة الإعدادية الأزهرية ، عُرف عنه بره بوالدته ، وفي يوم من الأيام وجد أمه مرهقة من أعمال المنزل فقرر الذهاب إلى السوق بدلًا عنها كي يشتري لها الخضروات ولوازم البيت وخلال تجوله في السوق سمع الباعة ـ بقصد وبدون قصد ـ يكثرون من الحلف بالله تارة وبالطلاق تارات….ثم دقق النظر في أحوال أهل السوق فرأى فشو الشح ، والحرص ، والغش ، والمكر ، والخديعة والغبن فيما بينهم …. سمع بأذنيه الأيمان الفاجرة ، والعهود الغادرة ، والتناجي بالاحتكار وحبس السلع حتى تندر بالأسواق فترتفع أثمانها وأسعارها ..فقرر أن يقوم فيهم خطيبًا بما وهبه الله ـ عز وجل ـ من علم تلقاه في الأزهر الشريف فنادى على القوم ليجدد لهم عقد إيمانهم فذكرهم أول ما ذكرهم بقول نبيهم صلى الله عليه وسلم: ( إن روح القدس نفث في روعي ، أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنَّ أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته)
ثم ذكرهم بدعاء نبيهم صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمَن تخلق بالسماحة في بيعه وشرائه وسائر معاملاته قال صلى الله عليه وسلم : (رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى) وفي رواية: (رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع ، سمحًا إذا اشترى ، سمحًا ، إذا قضى ، سمحًا إذا اقتضى)
هذا والسماحة أيها التجار تقتضي أن تكون معاملاتنا قائمة على الصدق والأمانة والوفاء وعدم الغش والغبن والخداع والبعد عن الاحتكار وسائر هذه الصفات الذميمة حتى نسعد في دنيانا وننعم في أخرانا.
فقال الجميع: بارك الله فيك يا عمر وبارك في أزهرنا الشريف وأدامه علينا نعمة إلى يوم الدين.