أودَع محمد مبلغًا من المال عند جاره زيد قبل أن يسافر وبعد عام وبالتحديد في بداية شهر رمضان المبارك عاد محمد من سفره ثم ذهب إلى جاره كي يسترد وديعته فقال له جاره: جئني الليلة بعد الإفطار وبالفعل ذهب إليه محمد بعد الإفطار ولكن زيدًا أنكر الوديعة فوقع بينهما اشتباك علت فيه أصواتهما فسمعهما عُمر ـ وهو طالب بالصف الثالث الإعدادي الأزهري ـ فذهب إليهما مسرعًا ولما وقف على حقيقة الأمر توجه إلى زيد يعاتبه ويذكره بقول الله تعالى : ((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )) فهل يليق بك وأنت الصائم بالنهار ، القائم معنا بالليل أن تجحد الأمانة ؟!
وقد قال الله ـ عز وجل ـ : (( وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ))
وذكَّره أيضًا بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان يوصف بالأمانة حتى مع غير المسلمين
وهو القائل : (( أدِّ الأمانة لمَن ائتمنك ولا تخن مَن خانك )) فالأمانة هي التي تنشر بيننا الثقة وتزن لنا أمور حياتنا وتصل بنا إلى كمال الإيمان قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن مَن أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم )) بل إن الأمانة يا جارنا العزيز تُعد من أكبر الدلائل على صحة الإيمان وسلامته فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( لا إيمان لمَن لا أمانة له )) فقال زيد : حسبك يا عمر الآن علمت أن الصوم الحقيقي هو الذي يهذب نفس صاحبه ويخلقها بمكارم الأخلاق.
وأن الصائم الحق هو مَن تحققت فيه صفة الإيمان وظهرت عليه علاماته حتى أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم.