الخائن أحقر من القاتل، لأن القاتل يقتل نفسا، فيما الخائن يقتل جماعة:
عندما نجالس أشباه الرجال ونجزم أننا نجالس الرجال، هنا تقع الكارثة على أنفسنا إذ لا مبرر لنا في اعتقادنا الخاطئ هذا، إذ لا يمكننا البتة تسميته سذاجة، ولا غباء، بل هو بكل تأكيد ثقة في غير محلها، ثقة عمياء لا يعالجها أطباء العيون، ويصحح رؤيتها البصرية صانعو العدسات الزجاجية المخصصة لتصحيح البصر.
هكذا، انكشفت لي حقيقة أخبث كائن بشري رأيته في حياتي، هو ليس بالقوي ولا بالذكي، وليس بالماهر ولا الشاطر، بل هو مجرد ذكر مخنث إذا ما تكلم اعتلت ملامح وجهه معالم الأنوثة، وغلب على صوت كلامع طابه الليونة الخنثوية التي يتصف بها حاملو الدودة القزية بالمؤخرة الشرجية، هكذا هو حال خبيثنا المتصنع الكلام، والساعي بين الناي للتفرقة فيما بينهم ظنا منه بأن يفعل الصواب فيما هو والله العظيم يسدي لأهل الله وخاصته أزكى الخدمات وبدون مقابل دونما أن يشعر بذلك “يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الؤمنين”.
مخنثنا المذكور، لطالما فتن، ودس الدسائس بين المجموعة عملا منه بشعار “فرق تسود” فيما تفرقته هاته لم ترتد إلى عليه وعلى من اتبعوه من قوم تبع، إذ اكتشفه العامة كونه عميل لصاحب “أولا وأخيرا” الرجل المدنس المجنس، الذي لم يستطع فرض وجوده كفاءة فأراد فرض ذلك فتنة ومكيدة وتفرقة ولم يعلم أنه فوق كل ذي علم عليم، وعلمهم الخبثي لم ينطل على عامة الناصحين بل على مرد التابعين من المسترزقين.
هكذا، سيتم التخلي عن المخنث إلى الأبد، بعدما سيتم النهج في حقه نفس أسلوبه أمام العالمين، غير أنه حارب العامة في الخفاء والعامة ستحاربه في العلن لأن الشجعان لا يختبؤون من المخنثين بل يجدون جرأة وبسالة في فضح السافلين أمام العالمين.
هنيئا لك يا مخنث بأنك استطعت أن تشتت بين القوم، ولم تدر أبدا أن عملية الهدم هي أسهل بكثير من عملية البناء، فهل بمقدورك بعد اليوم أن تعيد بناء ما قمت بهدمه، وهل حقا باستطاعتك كسب ثقة من سبق لهم أن وثقوا فيك من ذي قبل، كلا ثم كلا والله أنك خرست خسرانا مبينا إلى يوم الدين.