د عاطف كامل يكتب اليوم العالمي للطيور المهاجرة 11 مايو 2024 تحت شعار أهمية الحشرات للطيور المهاجرة
اليوم العالمي للطيور المهاجرة يسلط الضوء هذا العام على العلاقة بين الطيور والحشرات في حفظ توازن النظام البيئى وستركز حملة اليوم العالمي للطيور المهاجرة في عام 2024 على أهمية الحشرات للطيور المهاجرة، وتسليط الضوء على المخاوف المتعلقة بانخفاض أعداد الحشرات. وتعتبر الحشرات مصادر أساسية للطاقة للعديد من أنواع الطيور المهاجرة، ليس فقط خلال مواسم التكاثر ولكن أيضًا خلال رحلاتها الواسعة، وتؤثر بشكل كبير على توقيت هجرة الطيور ومدتها ونجاحها بشكل عام. وبسبب الزراعة المكثفة والتنمية الحضرية وآثارها مثل التلوث الضوئي، فإن فقدان واضطراب أعداد الحشرات في مواقع التكاثر وعلى طول طرق هجرة الطيور يهدد بقاء الطيور ورفاهيتها. والمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب المصممة لحماية المحاصيل تضر بالحشرات التي تعتمد عليها الطيور في الغذاء. يمكن لندرة الحشرات الغنية بالطاقة والبروتين أن تعيق هجرة الطيور وتكاثرها، مما يؤدي إلى إضعاف أجهزة المناعة، وانخفاض النجاح الإنجابي، وزيادة معدلات الوفيات لكل من الطيور البالغة ونسلها. وتلعب الطيور أدوارًا حاسمة في التلقيح ومكافحة الآفات، كما أن نقص الحشرات يعطل وظائف النظام البيئي هذه. يمكن أن يؤدي الاكتظاظ السكاني لبعض الحشرات، دون وجود مفترسات طبيعية من الطيور، إلى تفشي المرض مما يضر بصحة النبات والزراعة.
ستؤكد حملة اليوم العالمي للطيور المهاجرة هذا العام 2024 على الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية للحفظ. ويشمل ذلك الحد من استخدام المبيدات والأسمدة، والتحول إلى الزراعة العضوية حيثما أمكن ذلك. وتشمل التدابير الأخرى الحفاظ على مناطق النباتات الطبيعية وربطها والتي توفر الغذاء والمأوى للطيور والأنواع الأخرى في المناظر الطبيعية الزراعية.
كما تشكل أيضا ظاهرة التلوث الضوئي تهديدا كبيرا ومتزايدا للحياة البرية، بما في ذلك العديد من أنواع الطيور المهاجرة. وتتخذ الحكومات والمدن والشركات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم إجراءات لمواجهة هذا التهديد.
ما هو اليوم العالمي للطيور المهاجرة ؟
يُحلق بنا اليوم العالمي للطيور المهاجرة، الذي يُحتفل به مرتين سنوياً في 10 مايو و 11 أكتوبر، عبر رحلة ساحرة للتعرف على هذه الكائنات المدهشة، ودورها الحيوي في التوازن البيئي، والتحديات التي تواجهها خلال هجرتها.
مصر من أهم مسارات الطيور المهاجرة في العالم
وتعد مصر من أهم مسارات الطيور المهاجرة في العالم، فهي بمثابة جسر بري لربط آسيا وأوروبا، فهي ثانى أهم ممر لهجرة الطيور في العالم، حيث تهاجر مئات الملايين من الطيور مرتين كل عام بين قارتى أوروبا وأفريقيا، بالإضافة إلى الهجرة الداخلية في قارة أفريقيا، وتعد مصر هي المعبر اليابس الوحيد بين 3 قارات هي (أوروبا وآسيا وأفريقيا)، فتعبر خلالها مئات الملايين من الطيور يقضى الكثير منها الشتاء في المناطق الرطبة في مصر، ففي الخريف والربيع من كل عام يرصد أكثر من 500 نوع من الطيور في مصر.
هجرة الطيور رحلة عبر الزمن
تُعدّ هجرة الطيور ظاهرة طبيعية عريقة، فقد سطّرت الطيور رحلاتها عبر القارات منذ ملايين السنين، تاركةً وراءها بصمات واضحة على حضارات وثقافات الشعوب، مُلهمةً الفنون والأساطير. ومع حلول فصل الربيع، تُزيّن سماءنا أسرابٌ من الطيور المهاجرة، قادمةً من بلادٍ دافئة، حاملةً بشائر الخير والجمال. تُضفي تغريداتها لحناً عذباً على ألحان الطبيعة، وتُثري التنوع البيولوجي بنشاطها المُتنوع. وتلعب الطيور المهاجرة أدوارًا هامة في الحفاظ على التوازن البيئي، فهي تلقيح نباتات، وتُكافح الحشرات الضارة، وتُنظم أعداد الحيوانات الصغيرة. كما تُعدّ مؤشرات بيئية هامّة تُنبئنا بتغيرات المناخ والتلوث.
مخاطر تتهدد رحلة الهجرة:
تواجه الطيور المهاجرة خلال رحلتها العديد من المخاطر، مثل:
- فقدان الموائل: تُهدد إزالة الغابات وتدمير الأراضي الرطبة أماكن تعشيشها ومناطق توقفها.
- الصيد الجائر: تُصطاد بعض أنواع الطيور المهاجرة بشكلٍ غير قانونيٍّ في رحلاتها.
- التلوث: يُشكل التلوث البيئي خطرًا كبيرًا على سلامة الطيور، ممّا يُهدد حياتها ومسار هجرتها.
- تغير المناخ: تُؤثّر التغيرات المناخية على أنماط هجرة الطيور، ممّا قد يُؤدّي إلى انقراض بعض الأنواع.
مسؤولية مشتركة:
يهدف يوم الطيور المهاجرة الدولي ان ينشر التوعية في سبيل حماية الطيور المهاجرة، وذلك من خلال:
- نشر الوعي: التعريف بأهمية الطيور المهاجرة ومخاطر هجرتها.
- دعم الجهود الدولية: المشاركة في برامج حماية الطيور ودعم المنظمات المعنية.
- الحفاظ على البيئة: حماية الموائل الطبيعية ومكافحة التلوث.
- تجنب الصيد الجائر: التقيد بالقوانين المُنظّمة لصيد الطيور.
لنجعل من رحلة هجرة الطيور قصة نجاح، ولنُحافظ على هذه الكائنات الرائعة رمزًا للتوازن البيئي وجمال الطبيعة.
اسباب هجرة الطيور
اذا كنت تتسائل لماذا تهاجر الطيور، فيجب ان تعلم بأن هناك 5 اسباب لذلك، وهي تشمل ما يلي:
- البحث عن طعام: قد تهاجر الطيور من مواطنها إلى مناطق أخرى للبحث عن مصادر غذاء أفضل. قد يكون هذا بسبب تقلبات المواسم وتغيرات الظروف البيئية التي تؤثر على توافر الغذاء.
- تفادي الطقس القاسي: تهاجر بعض الطيور لتجنب الطقس البارد القاسي في فصل الشتاء، وتتوجه نحو المناطق الدافئة حيث يمكنها البقاء والتغذية بشكل أفضل.
- التكاثر والتغذية: بعض الطيور تهاجر لأغراض التكاثر، حيث تتوجه إلى مناطق توفر الشروط الملائمة لبناء الأعشاش وتربية الفراخ. كما قد تهاجر أيضًا لتوفير الغذاء للفراخ الصغيرة بعد الفقس.
- التأثيرات البيئية والتغيرات المناخية: قد تضطر بعض الطيور للهجرة بسبب التغيرات المناخية والبيئية التي تؤثر على موائلها الطبيعية، مثل تغير درجات الحرارة أو نقص المياه أو تلوث الموارد الطبيعية.
- التنافس على الموارد: في بعض الأحيان، يمكن أن تهاجر الطيور لتجنب التنافس مع طيور أخرى على الموارد المتاحة، مثل الماء والطعام والمساحات الجيدة للتكاثر.
ان اليوم العالمي للطيور المهاجرة ليس يوماً عادياً، ففيه ننشر الوعي لانقاذ التوازن الطبيعى في الكوكب، وحماية البيئة التي نعيش فيها نحن البشر، لذلك يجب ان نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق اهداف هذا اليوم العالمي.