حوار د. عبد العزيز السيد
بترت أطرافه فى سن مبكرة فتفتق ذهنه وشق طريقه نحو التفوق رغم صعوبة الظروف ولكنه لم يتوقف أمام إعاقته واستطاع بعزيمته الجبارة وارادته القوية أن يتحدى الصعاب ليثبت للدنيا أن محنته لم تكن عائقا لمسيرته التعليمية والحياتية بل كانت سببا من أسباب عظمته، تمرس أن تكون ارادته وعزيمته عوضا عما فقده من أعضاء جسمه، وإذا كان فقد يديه وقدميه فإن الله تعالى وهبه قدرا أكبر مما حمله القدر وأعطاه قوة البصيرة واغناه بذاكرة حديدية اختار بها الآخرة على الدنيا فحفظ القرآن الكريم فى وقت قياسى ليكون من الأوائل من بين أقرانه ” فمن رحم المحن تولد المنح” وهذا ما حدث مع الطالب سامح الدهينى .
٠ من أى البلاد أنت وما تاريخ مولدك ؟
٠٠ اسمى سامح الدهينى ولدت فى ريف مركز ناصر بمحافظه بنى سويف سنه 1987م وبعد حصولى على الاعداديه وفي سن السادسة من عمرى تعرضت لحادث أليم تحت عجلات القطار ونتج عنه بتر فى اليدين وقدم إحدى رجلى وكانت هذه الحادثه نقطه تحول فى حياتى حيث عكفت على قراءة القرآن الكريم وحفظه فى فترة زمنية لا تتخطى العامين برعايه أبى وأمى اللذان تحملا معى الصعاب ليل نهار فى بداية الحادث ولكنى عاهدت الله تعالى أن أكون على الطريق وأن أثبت لوالدى ولإخوتى ولزملائى ولكل من يعرفنى ويشفق على أننى لن أتوقف بل أسير على الدرب بسرعة البرق وقد قدر الله تعالى لى التفوق والنجاح.
٠ كيف حفظت القرآن الكريم؟
٠٠ حفظت القرآن الكريم على بعض شيوخ القرية ومع نفسى حتى حصلت على إجازه مع شيخ وسند حفص عن عاصم ، ثم بعد ذلك التحقت بمعهد القراءات ببنى سويف وكانت مدة الدراسه به ثمان سنوات مقسمه على ثلاثة مراحل فكانت المرحله الاولى: مرحله التجويد التى استغرقت سنتين ودرست فيها التحفه والجزريه، أما المرحله الثانيه: عاليه القراءات العشر الصغرى بشرح الشاطبية للإمام الشاطبى والدرة، ومدة الدراسه بها ثلاث سنوات ودرست فيها كل ما يتعلق بالتفسير والحديث واللغة العربية،
أما المرحله الثالثة: مرحله التخصص القراءات العشر الكبرى طيبة النشر في القراءات العشر لإبن الجزرى – رحمه الله تعالى- ومدتها ثلاث سنوات ودرسنا فيها العلوم الأزهرية باستفاضة واسعة أكثر من العالية تجويد طاب، ثم بعد ذلك التحقت بكليه القرآن الكريم بطنطا ٠
٠ شروط الالتحاق بالكلية ؟
٠٠ نعم يشترط الحصول على القراءات وأن يكون حافظا للقرآن الكريم كاملا .
هل ذهابك وإيابك الى الكلية يرهقك؟ ٠٠كنت أذهب إلى المعهد من خلال المواصلات والمرافق العامة من قبل الجامعة خلال السنوات الاولى ، وأنعم الله على أن ووفقنى والهمنى أن أكتب برجلى، أما بقيه الخمس سنوات الباقيه فكنت اصطحب مرافق نظرا لكثرة الكتابة حيث كانت رجلى لا تسعفنى في سرعة الكتابة نظرا لضيق الوقت٠
٠ كيف تدرس بكلية القرآن الكريم القراءات وعلومها بطنطا جامعه الأزهر٠
٠٠ أنا حاليا اسكن في المدينة الجامعية مع زملائى واصدقائى ورفاقى وبفضل الله تعالى استطيع أن أتناول الطعام برجلي واكتب برجلي وافعل كل ما احتاج إليه ما عدا الكتابة فى الامتحان لأن الإجابة فيها كثيرة وأنا لا أستطيع أن أوفى برجلي خلال الفتره الزمنيه للامتحان ، والحمد الله لقد من الله علي بالتفوق فى الكلية وفى العام الماضى في الفرقه الثالثه حصلت على جيد جدا وفي الترم الأول من الفرقة الرابعة هذا العام حصلت على تقدير امتياز وإن شاء الله تعالى سوف احصل على هذه النتيجة بفضل الله في نهاية العام وانا ليست لدى أى مشكلة فأنا أسافر إلى الى بلدى لرؤية أهلي وأولاد بصحبة زملائي دون أى مشقه حيث إن معي دراجه كهربائيه تساعدني على السير.
٠٠ مما تتكون اسرتك؟
٠٠ نعمتتكون من والدي وهو رجل بسيط كان يعمل بالطرق والنقل ووالدتى ربة منزل بسيطه ولى ثلاثة اخوات مهندسه وصيدلانيه وأخي الأصغر تجاره انجليزى فوالدى كان حاصلا على الاعداديه ولكنه كان محبا للعلم والقرآن الكريم وكان محبا للأزهر ولعلمائه وكان رجلا بسيطا مكافحا من أجلنا حتى حصلنا جميعا على هذه المؤهلات العليا.
٠ هل ذهابك الى بني سويف وعودتك إلى الجامعة يسبب لك مشقة؟
٠٠ لقد تعودت أن أركب السيارة من بني سويف مع زملائى إلى موقف السلام بالقاهرة ومنه أركب إلى طنطا ثم سرسباى مكان المدينة الجامعية ومعى كرسي متحرك يساعدنا على الذهاب إلى الجامعة واقضي متطلباتي ٠ ٠ ماذا عن حياتك الأسرية؟
٠٠نعم أنا متزوج ورزقني الله عز وجل بذريه صالحه عمر بالصف الثاني الاعدادي وحبيبه بالصف الاول الاعدادي ومريم الصف الثالث الابتدائي إذا كنت متزوج ولديك ثلاثة من الأبناء.
٠من يعولك ؟
٠٠ نعم أحمد الله عز وجل اني اعمل بتحفيظ القرآن الكريم ولى كتاب بأسم ” زهر الريحان لتعليم القرآن الكريم” ببنى سويف وأنا فى الإجازة الصيفية وحفظوا فيه القرآن وأثناء الدراسة تلاميذى الذين حفظوا القرآن على يدى هم الذين يقومون مقامى بتحفيظ القرآن الكريم.
٠ أمنيتك بعد التخرج ؟
٠٠اتمنى أن أعمل إماما وخطيبا ومدرسا بوزارة الاوقاف بالإضافة إلى عملى كمحفظ للقرآن الكريم بالكتاب .
وأن يمن الله علي باستكمال الدراسات العليا ثم الماجستير ثم الدكتوراه.
٠ ماذا تقول لمن في مثل ظروفك أقول لهم اصبروا وصابروا وعليكم بقوة الإرادة والعزيمة وأن يكون نصب اعينكم هدف معين وبالطموح وبالاراده ستصلوا إلى ما تصبوا اليه انفسكم وعلى الانسان أن يصبر وأن يحتسب فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، لقد ابتلي الله كثيرمن البشر وعوضهم الله عز وجل فإذا كان طه حسين قد فقد بصره فقد عوضه الله عز وجل بذكاء بصيرته وكثيرون ممن فقدوا سمعهم ومن فقدوا ايديهم وارجلهم إلا أن الله عز وجل قد عوضهم ورزقهم وقدر لهم الخير ٠
٠ رساله توجهها لاساتذك ؟
٠٠ أقول لهم رساله شكر عليكم بالصبر والاراده واوجه رساله شكر لاساتذتي بكلية القرآن الكريم بطنطا لجميع الاساتذه والمعيدين والاداريين والعاملين واخص بالذكر استاذى ومعلمى المتواضع الجم الخلوق العالم المتواضع الدكتور عبد الفتاح خضر عميد الكليه الذى نزل من مكتبه خصيصا ليمتحننى شخصيا شفويا في مدخل الكلية وكان بيده علبه البلح وكان كلما اجبت اعطانى تمرا ويمازحنى ليدخل البسمه على صدري فله مني كل حب وتقدير وعرفان نعم الاستاذ ونعم الاب فالشكر للجميع وشكري الخاص العميق الى فضيله الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وإلى وكيل الأزهر وإلى رئيس الجامعة ونوابها وإلى كل أساتذة جامعة الأزهر فى ربوع مصر واطرافها.