**الميه ماكانتش متوفره فى كل البيوت زمان والكلام ده لحد أواخر السبعينات وعلشان كده كان موجود فى كل حى حنفية ميه متواجده فى الشارع والناس بتاخد منها إحتياجتها
كان يوجد حنفيتين واحده فى أول شارع المطراوى عند الصحه القديمه وأولاد غيته والتانيه كانت موجوده عندنا فى المبيض فى شارع وابور الميه وهى دى اللى كلامنا عليها النهارده
** كانت الحنفيه متواجده فى أول الأمر عند تقاطع شارع وابور الميه مع شارع أمين القاضى وهو الشارع الموجود فيه جامع الصديق وكانت هذه الحنفيه تعمل منذ الصباح الباكر جداً وحتى الساعه الرابعه عصراً وكان هناك عامل مسؤول عنها يجلس فى كشك خشبى بجانبها وفى تمام الساعة الرابعه عصراً يغلق الحنفيه والكشك ويغادر المكان
** كان هناك نوعين من الميه
(ميه معين) وهذه كانت للنظافه فقط أما مياه الشرب وعمل الشاى وخلافه فكانت إسمها (ميه بحرى) يعنى حلوه ودى كانت متواجده أكتر فى كوبانية الميه لوجود حنفيات مخصصه لذلك وبمواعيد عمل محدده وكانت الطوابير على هذه الحنفيات متواجده بإستمرار وكان المسؤول عن سير العمل فى الكوبانيه (عم بكرى) والذى كان يقاسى ويعانى من وجود الأطفال الصغيره المتواجده داخل الكوبانيه مع أهاليهم نظراً لوجود شجر السبوت والممبوزيا والجوافه داخل مبنى الكوبانيه وكانت الأطفال تنتهزها فرصه للنيل من هذه الفواكه واللعب داخل المساحات الخضراء الواسعه المتواجده
** كان بجانب حنفية الميه ڤيللا كبيره مهجوره بمساحه كبيره لا أتذكر أصحابها كما كان يوجد مراجيح غالباً مكان مركز نيده الآن
تم نقل حنفية الميه من هذا المكان ليكون موقعها الجديد أمام مكتبة المغربى عند تقاطع شارع الفريد إيمان مع شارع وابور الميه وفى هذا المكان ومن المناظر التى كان معتاد عليها أثناء ذهابنا لمدرسة إبن خلدون الإعداديه فى الصباح الباكر فى منتصف السبعينات وجود هذا الشخص التخين جداً والذى كان يستحم يومياً فى حوض الحنفيه فى الشارع وهو مرتدى الشورت فقط والصابون على وجهه وجسمه والماء ينساب على جسمه التخين ثم يذهب إلى بيته والفوطه على كتفه ولا أعرف لماذا لم يعترض على فعله أى إنسان من ساكنى الشارع
** شارع وابور الميه كان مشهور زمان بإسم شارع البلاعه وذلك لوجود بلاعه كبيره فى منتصف الشارع تقريباً وفى نفس المكان اللى أنا واقف فيه فى الصوره الموجوده وهذه البلاعه كان يتم التخلص من كل مخلفات البيوت بإلقائها فى هذه البلاعه حيث أن معظم البيوت لم يكن بها صرف صحى وكانت تعمل بنظام الطرنشات وكل فتره يتم نزح هذه الطرنشات ويتم تفريغها فى هذه البلاعه الرئيسيه وكان عمى (عيد) هو أشهر من كان يقوم بهذه العمليه الشاقه جداً
**الحمد لله لم نكن نعانى من هذه المشقه سواء فى إحضار الماء او فى التخلص من الملخفات لأن بيتنا كان به االمياه والصرف الصحي ولكن عشت هذه الذكريات مع أصحاب لى كنت أذهب معهم وخصوصاً إلى الكوبانيه للعب بداخلها
** بالرغم من قسوة المعيشه فى هذه الفتره فى كل نواحى الحياه إلا أننا قضينا فترة طفوله جميله مازلنا نتذكرها ونشتاق إلى ناسها الطيبين
(ذكرى رقم 185)