المؤكد أن حضرتك ظننت أن هناك خطأ في العنوان ..
وبدلاً من أن أكتب “فرحة” في إسرائيل وضعت مكانها كلمة “صدمة” !!
لكنني أؤكد لك أن عنواني صحيح تماماً .. ومن فضلك أقرأ وجهة نظري لتعرف أن ما أقوله صحيح إلى حد بعيد.
وفي البداية أقول أن هناك بالقطع فئات واسعة من الإسرائيليين سعداء بإغتيال قائد “حماس” الشهيد “إسماعيل هنية” رحمه الله ، لكن هناك أيضاً قطاعا لا يستهان به زعلان من ذلك !
ترى ما أسباب الزعل ؟؟
الإجابة إن “إسماعيل هنية” رحمه الله يختلف عن كل قادة حماس الذين أغتالهم العدو الصهيوني ، فهو أحد المفاتيح الأساسية في المفاوضات الجارية التي ترعاها مصر وقطر وامريكا بين حماس وإسرائيل من أجل الوصول إلى صفقة يتم خلالها وقف إطلاق النار ، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ، مقابل الإفراج عن العديد من السجناء الفلسطينيين !!
ومقتل هذا القائد بالذات ضربة شديدة لتلك الوساطة ويعني تأجيلها إلى أجل غير مسمى !!
والعدو الصهيوني أعلن دوماً أن هدفه من هذه الحرب أمرين على وجه التحديد ولا ثالث لهما ..
القضاء على حماس وإستعادة الرهائن الإسرائيليين الموجودين لديها ..
وواضح أن تحقيق الهدف الثاني بالذات بعد إغتيال القائد الفلسطيني أصبح في المشمش !!
فلن يعودوا إليهم إلا جثث !!
وقضية المخطوفين “قلبة الدنيا” في إسرائيل منذ مدة طويلة !
وأقارب هؤلاء الرهائن يهاجمون رأس الحكومة “نتنياهو ” بشدة الذي يضع العراقيل كلما أقترب الإتفاق على صفقة وقف إطلاق النار !
ويقولون أن إستعادة الرهائن يجب أن تكون لها الأولوية قبل القضاء على حماس الذي يبدو هو الآخر هدف بعيد المنال طالما تلك العنصرية واليمين المتطرف والأحزاب الدينية هي الحاكمة في إسرائيل .. فسيكون هناك “مليون حماس” آخر في كل مكان مادام الشعب الفلسطيني درجة عاشرة ويعامل أسوأ معاملة من هؤلاء الصهاينة المتطرفين !!
ومن يتابع الرأي العام وتقلباته في إسرائيل يؤكدون أن العديد من الإسرائيليين يعتقدون أن “نتنياهو” من مصلحته إستمرار الحرب لأن وقفها يعني على الفور سقوط حكومته المتطرفة وتقديمه هو شخصيا إلى المحاكمة بتهم الفساد والإفساد فضلاً عن فشله الذريع في عدم توقع الهجوم المفاجئ “لحماس” في السابع من أكتوبر !!
وهو فشل أكبر بكثير من “خيبتهم القوية” أمام هجوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ حيث بداية عبور جيشنا العظيم قناة السويس لإستعادة سيناء.