وأما الريح أو الإعصار الذي ضرب ولاية فلوريدا، والمسمى بإعصار ميلتون، وتداعت له سائر الولايات الاثنتين وخمسين فزعاً وهلعاً، وارتعد له العالم الأمريكي والغربي والدولي، فلا يمثل مثقال ذرة من أعظم ريح في التاريخ، التي أهلكت قوم عاد، فأصبحوا أعجاز نخل منقعر، أعجاز نخل خاوية….
ومع عظم الريح التي هبت على قوم عاد، وأهلكت العباد والديار والشجر والدواب قاعاً صفصفاً لم تبقي ولم تذر، فإن مقدار هذه الريح كمثل موضع الخاتم، من عقلة الإصبع.. وصدق فما عليك إلا التصديق، إن كنت مؤمناً بالله والغيب…
وجاء وصف هذه الريح الصرصر العاتية في حديث ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم الذي أورده الطبراني والترمذي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم [ ما فتح الله على عاد من الريح إلا موضع الخاتم، فمرت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم بين السماء والأرض، فرآهم الحاضرة فقالوا هذا عارض ممطرنا، فألقتهم عليهم فهلكوا جميعاً ] …
ريحٌ صرصرٌ عاتية بدقة التعبير القرآني، هي الأكثر فتكاً بأمة بين جموع الأمم سلفاً وخلفاً، فيما جاء المخاض التفسيري والتشريحي لمقدارها، ليبين تناهيها في الصغر، كمثل موضع الخاتم من عقلة الإصبع..
فكيف تكون خزائن الريح عند العزيز الحكيم ؟